شركات النظافة تستعين بجرافات للقضاء على النقط السوداء

سكان يحرقون نفاياتهم وعمال الشركات يرفضون التخلص من الأزبال المتراكمة في غير موضع الحاويات تلقي ربيعة الأكياس وهي تضع يدها على أنفها، قبل أن تبتعد خطوات لتقول موجهة الحديث إلى عامل نظافة، «فين كنتو يومين هاذي غادي نموتو». لا يوليها الرجل اهتماما، بل يواصل التشوير لسائق الجرافة بالتحرك إلى الأمام، قبل أن تشرع الأخيرة في حصد النفايات المتراكمة ونقلها إلى شاحنة صغيرة. الخادمة في إحدى الإقامات الفاخرة بباب كاليفورنيا وإقامة خولة وباقي الإقامات المجاورة لها بالبيضاء ، ردت على تجاهل العامل بالبصق، وهي تلعن شركات النظافة، «أربع حاويات لعدة إقامات؟ هذا غير معقول». لا تصل العبارات التي تتفوه بها الخادمة إلى العامل بسبب ضجيج الجرافة والشاحنة. «في الصباح لجأ السكان إلى حرق النفايات للتخلص من رائحتها الكريهة، إذ تراكمت لمدة يومين، وحين كان عمال النظافة يصلون يكتفون بإفراغ الحاويات فيما يتركون ما تراكم في محيطها»، تقول ربيعة، التي غيرت لهجتها الغاضبة، لتضيف، «تسللت الرائحة الكريهة صباحا إلى الشقة، بسبب حرق الأزبال، وهي رائحة لا يمكن تحملها خاصة مع الصيام». بعض المقاهي والأسواق العشوائية تزيد حال السكان تأزما، وهي تفرغ نفاياتها في الحاويات المخصصة للأحياء، «البارحة جاء صاحب عربة سمك وأفرغ نفاياته هنا، وذاك المقهى أيضا يفرغ نفاياته هنا، خاصة قشور البرتقال التي تجذب الحشرات، وتخلف رائحة كريهة عند تأخر التخلص منها، لهذا لجأنا إلى إحراقها، لم يكن أمامنا حل آخر» يقول أحد سكان إقامة خولة، ويضيف قبل التوجه إلى سائق الجرافة، «سأسألهم الآن عن الإجراءات التي يجب القيام بها لتقديم شكاية، إذ لا يمكننا تحمل هذا الوضع، وانتظار أيام للتخلص من النفايات».حال سكان إقامات «باب كاليفورينا» أو إقامة خولة، أو غيرها لا يختلف كثيرا عن حال إقامات أخرى في عين الشق والحي الحسني ودرب السلطان، وغيرها من الأحياء التي بدأ سكان يحرقون نفاياتهم للتخلص منها، بعد أن أهملتها شركات النظافة، «بدأت الأزبال تتكاثر في رمضان، والعمال لا يأبهون لما يتراكم في محيط الحاويات، بل يفرغون الأولى ويغادرون بسرعة» يسجل أحد سكان الحي الحسني، قبل أن يؤكد أن نزاعا بسبب النفايات كاد يودي بحياة شاب، «قبل أيام تطوع بعض شباب الحي لنقل الحاويات بعيدا عن العمارات السكنية، ووضعها في منطقة خالية، خاصة أنه لاحظنا أن النفايات تكثر في شهر رمضان، لكن ما أن أوصلوا الحاويات إلى المنطقة حتى تدخل نادلون في مقهى لمنع الشباب من وضع الحاويات، بدعى أنها ستجلب إلى المقهي الحشرات، رغم بعدها عنها بنصف المسافة التي تفصلها عن العمارات» وحسب المتحدث نفسه، تطورت الخلافات بين مستخدمي المقهى والسكان إلى تبادل الضرب، «والنتيجة تكسير الحاويات». بالنسبة إلى بعض عمال النظافة فالأمر لا يتعلق بتقصير أو إهمال، «بل تسلمت بعض الشركات معدات متهالكة، وهي الآن تلجأ إلى كراء شاحنات صغيرة وجرافات، للقضاء على النقط السوداء». وهي التبريرات التي يسوقها العامل لعدم جمع النفايات المتراكمة بالقرب من الحاويات، «حين تصل الشاحنة الأولى فإنها تجمع ما في الحاويات فقط، لكن لأن السكان يرمون الأزبال في كل مكان، فإنهم يخلقون نقطا سوداء أحيانا تكون بعيدة حتى عن الحاويات».ض.ز

شركات النظافة تستعين بجرافات للقضاء على النقط السوداء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المقـاولات تنفـذ الزيـادة فـي "السميـك"

سوق الرواضي بالحسيمة وجهة الباحثين عن لحم الماعز

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات