أودع قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالجديدة، أول أمس (الثلاثاء)، "كولونيل" متقاعدا بالدرك الملكي، السجن المحلي رفقة بحار، على خلفية الاشتباه في تورطهما ضمن شبكة دولية لتهريب المخدرات بالجديدة، فيما حدد قاضي التحقيق الأسبوع المقبل، لانطلاق البحث التفصيلي مع الموقوفين. وأحالت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبيضاء، المتهمين بداية على الوكيل العام باستئنافية الجديدة، وبعد استنطاقهما قرر إحالتهما على وكيل الملك للاختصاص، الذي أحالهما بدوره على قاضي التحقيق، وخلال البحث الإعدادي، أمر بإيداعهما السجن المحلي. وبلغ عدد الموقوفين 35 متهما، ضمنهم أربع نساء وثلاثة دركيين يعملون بالقيادة الجهوية بالجديدة، وكولونيل متقاعد بالجيش ودركي سابق، ومستثمرون وأصحاب شركات لتمويل البواخر، إضافة إلى زوجات مستثمرين مبحوث عنهم، صدرت في حقهم مذكرات بحث على الصعيد الوطني. وفي الوقت الذي مازالت فيه تحقيقات عناصر الفرقة الوطنية متواصلة، بتنسيق مع عناصر مراقبة التراب الوطني "ديستي"، من أجل تفكيك الخيوط المتشابكة لشبكة التهريب الدولي للمخدرات بساحل الجديدة، ما زالت الآراء والتحليلات متضاربة حول الامتداد الدولي لهذه الشبكة، التي استطاعت في ظرف وجيز أن تنسج علاقات متشعبة مع مسؤولين بإقليم الجديدة، إضافة إلى شخصيات تنتمي إلى عالم السياسة والمال، ويتوفر العديد منها على مهام تمثيلية بدواليب الشأن الجماعي بدكالة. وأضافت المصادر أن التحقيق، يجري على أكثر من واجهة، وبتدخل من مختلف المصالح الأمنية والاستخباراتية، للكشف عن الأسماء المتورطة أو المشتبه في علاقاتها في مجال تهريب المخدرات بالجديدة، حيث تم رصد ممتلكاتهم وأرصدتهم وتنقلاتهم خلال المدة الأخيرة، إضافة إلى الثراء الباذخ الذي بدت مظاهره على العديد من الأسماء المشتبه فيها، وهو ما يرشح تورط شبكة من الأسماء الوازنة، بإقليمي الجديدة وسيدي بنور. وأشارت المصادر إلى اختفاء بعض الأسماء الوازنة عن الأنظار، مباشرة بعد حلول عناصر الفرقة الوطنية بالجديدة، من أجل تعميق البحث حول امتدادات هذه الشبكة، التي انطلق نشاطها الإجرامي من سواحل الجديدة. وجاء تفكيك أفراد الشبكة الموقوفين، بناء على تعليمات النيابة العامة المختصة بالجديدة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية لتعقب بارونات مخدرات مبحوث عنهم، سبق أن صدرت في حقهم مذكرة بحث على الصعيد الوطني لعلاقتهم بشبكات دولية، متخصصة في التهريب الدولي للمخدرات. وجرى تنفيذ هذه العملية الأمنية على مستوى الشريط الساحلي الممتد ما بين مولاي عبد الله والجرف الأصفر، بالقرب من الجماعة الترابية سيدي عابد، بناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني "ديستي"، حيث مكن هذا التدخل من إيقاف بداية ثلاثة أشخاص في حالة تلبس بمحاولة تهريب شحنة تتكون من 17 رزمة من مخدر "الشيرا" بلغ وزنها الإجمالي 629 كيلوغراما، فضلا عن حجز سيارة و17 حاوية تضم كميات متفاوتة من المحروقات ومعدات بحرية، مخصصة للتهريب وقارب مطاطي. أحمد سكاب (الجديدة)
