رمضان “الهديم” بمكناس… تسوق تحت المراقبة

إقبال غير مسبوق على اللحوم البيضاء والجهات المسؤولة تحرص على مراقبة الأسعار وجودة المواد بمجرد عبورك أبوابه المطلة على «ساحة الهديم» ، تنعشك روائح عطرة تفوح من التوابل والعطريات والأعشاب والفواكه المجففة ومختلف أنواع الحلويات التقليدية المتراصة بشكل هندسي دقيق بدكاكين متخصصة في إعداد وتسويق هذه المنتوجات ، خاصة منها ما يرتبط بعادات وتقاليد الأسر المكناسية. إنه سوق الهديم التجاري قبالة المعلمة التاريخية الشامخة باب المنصور العلج في قلب المدينة العتيقة بالعاصمة الإسماعيلية، وجه تراثي أصيل اكتسى طابعا تاريخيا ومعماريا وذاكرة تجارية تعاقبت عليه الأجيال. يعتبر سوق الهديم من أكثر الوجهات المستقطبة للتجار والمتبضعين لمختلف المنتوجات المحلية والوطنية، ومن أشهر الأسواق الشعبية على صعيد جهة مكناس تافيلالت التي تجذب إليها سكان مكناس والزوار والسياح على حد سواء، لما يختزله من مقومات حياة الأسر المكناسية، ولما يوفره من مواد استهلاكية وغذائية متنوعة، خاصة في شهر رمضان الذي يعرف رواجا متميزا وإقبالا كبيرا على المواد الاستهلاكية والغذائية المتنوعة كل حسب ذوقه وقدرته الشرائية. تتغير طقوس ومعالم هذا السوق مع حلول شهر رمضان، فالتجار ينهمكون في توفير جميع البضائع المطلوبة التي تتماشى مع عادات وتقاليد الأسر المكناسية التي دأبت على إعداد الشهيوات والأكلات الرمضانية بالطريقة التقليدية المعهودة مثل «الزميطة» أو ما يعرف بـ»سلو»، إضافة إلى إعداد ما لذ وطاب من مختلف أنواع الحلوى مثل «الفيلالية والشباكية والبريوات والرغيفات» وغيرها.. . من جهة أخرى، صرح الحاج حسن مطاجة بائع السمك بسوق الهديم، أن الإقبال على استهلاك الأسماك في هذا الشهر، ضعيف مقارنة مع السنوات القليلة الماضية، وهذا راجع بالأساس إلى ارتفاع طفيف في ثمن الأسماك بشتى أنواعها إضافة إلى قلة العرض بمختلف الأسواق بمكناس، مما يؤثر سلبا على القدرة الشرائية للمستهلك البسيط أو المتوسط..كما أن انعدام الجودة بسوق الجملة للأسماك المحدث، أخيرا بمكناس زاد الطين بلة، يضيف حسن مطاجة، ما يدفع بائعي السمك بالتقسيط بسوق الهديم إلى شد الرحال وتحمل تكاليف وأعباء السفر إلى موانئ بعض المدن الشاطئية مثل الدار البيضاء، العرائش أو غيرها، لاقتناء بضاعة طرية وذات جودة عالية تحفظ ماء وجه تجار السمك بالسوق المذكور. أما إبراهيم الروكي، وهو بائع اللحوم البيضاء بالسوق ذاته، فقد أوضح لـ»الصباح» أن هناك إقبالا غير مسبوق على اللحوم البيضاء، منذ حلول شهر رمضان المبارك. كما أن الزيادة الطفيفة في سعر الأسماك واللحوم الحمراء أدت بالمستهلك إلى تغيير الوجهة نحو ما هو ارخص ومفيد يضيف إبراهيم ، وهذا ما أدى بالطبع إلى هذا الإقبال الكبير على اللحوم البيضاء بشتى أنواعها الذي يشهده السوق. ولحماية المستهلك خلال شهر رمضان المبارك، أفاد مصدر من قسم الشؤون الاقتصادية والتنسيق التابع لعمالة مكناس لـ»الصباح» أنه بمناسبة حلول هذا الشهر الفضيل، تم اتخاذ عدة إجراءات وتدابير عملية من حيث تموين السوق المحلي، وكذا مراقبة أسعار المواد المعروضة في الأسواق وزجر المخالفين لنظام التجارة. وتبعا للاستنتاجات المتعلقة بتحليل الوضعية الاقتصادية بتراب العاصمة الإسماعيلية خلال هذا الشهر، فإن الأسواق التجارية تعرف وفرة العرض مع استقرار نسبي في أثمان المواد الأكثر اسهلاكا، مع ارتفاع للطلب على المواد السائلة على الخصوص لتزامن شهر رمضان مع فصل الصيف.من جهة أخرى، وفي إطار المراقبة الاستباقية، علمت «الصباح» أن مصالح قسم الشؤون الاقتصادية والتنسيق بمعية المصالح المعنية زارت قبل حلول رمضان الأسواق التجارية من أجل تحسيس التجار على احترام شروط النظافة والصحة بمحلاتهم، وإشهار الأثمان وعدم تخزين البضائع بصورة سرية أو في ظروف لا تستجيب للمعايير المعمول بها في ميدان الصحة والسلامة. توجيه إنذارات إلى المخالفين في الجودة والنظافة تمت زيارة 85 محلا تجاريا، حيث عملت اللجنة على حجز كميات كبيرة من المواد انتهت صلاحية استهلاكها أو غير صالحة للاستهلاك، وتهم الطماطم المصبرة وأكياس القهوة والزيوت المستعملة وعصير الفواكه والبيض والعجائن ومعلبات السردين ومكعبات نكهة الدجاج والبقر والمربى و»ياغروت»، وقد تم توجيه رسائل إنذارية إلى المخالفين في الجودة والنظافة من أجل تسوية الوضعية وتحسين شروط الصحة والسلامة بمحلاتهم التجارية تحت طائلة تطبيق العقوبات الزجرية المنصوص عليها في القوانين الجاري بها العمل. ومن أجل مراقبة المعايير المعمول بها في ميدان الجودة، عملت اللجنة المختلطة على أخذ عينات من مواد عسل السكر والحلويات التقليدية وتوجيهها إلى المختبرات المختصة لإجراء التحليل الميكروبيولوجي والكيميو- الفيزيائي. وبخصوص مراقبة جودة اللحوم قامت اللجنة المذكورة بحجز وإتلاف المواد التالية لعدم صلاحيتها للاستهلاك. حميد بن التهامي (مكناس)

رمضان “الهديم” بمكناس… تسوق تحت المراقبة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سكان "كوزيمار" بالبيضاء يعودون إلى الاحتجاج

غزة تخرج العدل والإحسان إلى الشارع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات