3 أسئلة إلى * أحمد عصيد < إنه القرار الذي طال انتظاره، ويعد تتويجا لمسلسل الاعتراف بأمازيغية المغرب وتفعيل طابعها الرسمي في الدولة، وإعادة تأسيس معنى الوطنية المغربية، ورد الاعتبار لهوية الأرض في مقابل الهويات العابرة للقارات، والتي كانت مصدر ضرر كبير. فبهذا الاعتراف تتقوى رمزية رأس السنة الأمازيغية التي كانت منسية لدى المغاربة، وهي رمزية ذات مستويين: مستوى الارتباط بالأرض وبخيراتها وحماية الموارد الطبيعية، وعلى هذا المستوى يبعث رأس السنة الأمازيغية رسائل مهمة إلى البشرية كافة، والتي تعيش، ظروفا عصيبة في المرحلة الحالية، والمستوى الثاني هو مستوى العراقة التاريخية والعمق الممتد إلى آلاف السنين، عوض الحديث عن 12 قرنا فقط كما كان متداولا. فالتقويم الأمازيغي يبدأ من 950 قبل الميلاد، كما تشير النقوش الصخرية لحروف تيفيناغ إلى ما بين 4000 و 5000 سنة. < طبعا ليس هناك أكثر تأثيرا وأولوية من التعليم، فهو الوسيلة الأولى لنقل القيم الكبرى والمعارف، وتمكين المتمدرسين من مواكبة أوراش الدولة واستيعاب أهدافها. ولهذا يعد تعميم تدريس اللغة الأمازيغية وثقافتها بمثابة المنطلق الأساسي لوعي مغربي جديد. كما أن وسائل الإعلام تمثل مرتكزا هاما لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية لأنها تخاطب الجمهور يوميا، وما زال الإنتاج التلفزي والإذاعي بالأمازيغية ضعيفا جدا، ولا يرقى إلى مستوى وضعية اللغة الرسمية. وطبعا جميع القطاعات الأخرى الخدماتية بحاجة إلى استعمال الأمازيغية سواء في الوسط الحضري أو القروي. وما زال البعض يعتقد بأن الأمازيغية لغة مناطق معينة فقط، بينما هي اليوم لغة الدولة المغربية بكل سكانها وترابها. <لا يمكن الفصل بين المجالات، أو وضع أولويات تراتبية، فالأمازيغية لغة رسمية. أي لغة مؤسسات. وهي لا تنفصل عن الحقوق الأخرى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، إذ أن حقوق الإنسان كل غير قابل للتجزيء كما ينص على ذلك دستور البلاد. وعلى الدولة العمل في جميع هذه الأوراش في الوقت نفسه، لأنها مرتبطة في ما بينها بعلاقة جدلية عميقة، إذ لا يمكن تصور إعطاء المواطن حقه في استعمال لغته، وسلبه حقه في الصحة، والمواصلات والماء، والكهرباء، والشغل. إنها حقوق لا ينفصل أحدها عن الآخر. وعندما بدأنا في طرح مشكلة الأمازيغية في المغرب لم نطرحها أبدا منفصلة عن منظومة حقوق الإنسان وعن الخيار الديمقراطي الشامل. أجرى الحوار: أحمد الأرقام * كاتب وناشط حقوقي