زيارة إريك سيوتي للرباط تحرج محيط الرئيس الفرنسي وتزيد من تدني شعبيته تلقى الفرنسيون رسالة من المغرب مفادها ألا مشكلة لديه معهم ومع بلادهم التي ظلت العلاقة معها جيدة طالما كانت مبنية على الاحترام المتبادل والتكافؤ ومراعاة المصالح المشتركة، ولكن مشكلته مع ماكرون وفريقه والدولة العميقة التي تتعامل بمنطق استعماري يستعمل سلاح عدم الوضوح في المواقف تجاه قضاياه. وكشف ركن «بوح الأحد» على قناة "شوف تيفي» أن محيط الرئيس الفرنسي لم يخف حرجه من زيارة وفد عن الجمهوريين للرباط بقيادة إريك سيوتي رئيس الحزب المذكور، في أول رحلة له خارج فرنسا منذ انتخابه على رأس أهم حزب معارض لـ "النهضة الماكرونية» الهجينة. وزادت شدة حرج رجال حول الرئيس الفرنسي بسبب أن الزيارة قام بها رئيس حزب يملك رابع أكبر كتلة داخل الجمعية الوطنية الفرنسية بـ 62 مقعدا، وأكبر عدد من المقاعد في مجلس الشيوخ بـ 145 مقعدا، وأن الذي أسسه في 2015 هو الرئيس الأسبق ساركوزي، وأنه الوريث الشرعي لليمين الديغولي الفرنسي وحزب الراحل شيراك "الاتحاد من أجل حركة شعبية». وذكر أبو وائل الريفي بأن فرنسا أعلنت أكثر من مرة من جانب واحد تاريخا لزيارة رئيسها إلى الرباط ولم تتحقق تلك الزيارة التي يريد ماكرون من خلالها كسب الرأي العام الفرنسي الذي لا يتفهم أسباب هذا التدهور والجفاء في العلاقة بين البلدين بحكم التاريخ والمصالح المشتركة، مسجلا أن منصب السفير المغربي في باريس مازال شاغرا منذ تولي محمد بنشعبون مهام أخرى تتنافى مع استمراره سفيرا هناك، وأن مهام السفير الفرنسي في الرباط تكاد تكون في حدها الأدنى، وتصريحات المجاملة حول العلاقات العادية بين الدولتين لم تعد تنطلي على الفرنسيين، والزيارة التي كانت منتظرة للمغرب من قبل وفد من مجلس الشيوخ الفرنسي، كان يضم أساسا مقربين من ماكرون، أجلتها الخارجية المغربية إلى أجل غير مسمى. وأفاد المصدر المذكور أن تغطية وكالة الأنباء الفرنسية لاحتفالات فاتح ماي بالمغرب أسقطت القناع عن الوجه الابتزازي لهذا المنبر الدعائي المملوك للدولة العميقة في فرنسا التي ما تزال تتصرف بمنطقها الكولونيالي تجاه المغرب، مستغربا كيف يعقل أن يتم إدراج تغطية هذه المناسبة في خانة النزاعات والحروب، رغم أن الحدث يندرج في خانة الأخبار السياسية والنقابية ذات الصبغة الاجتماعية ومر في أجواء عادية أتيح فيها للنقابات والعمال التظاهر بكل حرية والتعبير عن آرائهم بدون تضييق. ياسين قُطيب