النصب الإلكتروني : ضحايا الإعلانات الإلكترونية

ضحايا عبد الله بالعشرات، ونصبه لم يقتصر على مدينة الدار البيضاء بل شمل مدن القنيطرة ومكناس ومراكش والجديدة وآسفي والصويرة وأكادير وبني ملال وخريبكة وسطات والمحمدية ووجدة وتازة والناظور وتطوان والعرائش وطنجة والرباط وتمارة. طريقة عبد الله في النصب عبر الشبكة العنكبوتية تختلف عن باقي الطرق التقليدية التي غالبا ما تنصب على تصوير أشرطة لضحايا وابتزازهم، فهو قد ابتدع فكرته بالنظر إلى خبرته في تزوير الأوراق المالية، خاصة من فئة 100 و 200 درهم.الفكرة فرضتها حاجته إلى صرف المبالغ المالية المزورة بطريقة بعيدة عن الشبهات ولا تترك أثرا خلفها، فتبادرت إليه فكرة النصب على ناشري إعلانات عبر الشبكة العنكبوتية، خاصة الراغبين في بيع حواسيب أو هواتف محمولة لا اقتنائها منهم.اختيار هذه الطريقة وهذا النوع من السلع المراد بيعها لم يكن اعتباطيا، فهو يعلم أنها مطلوبة في السوق وبالتالي فمباشرة بعد أن يقتنيها بالأوراق المزورة يسهل عليه بيعها والحصول على مبالغ مالية ينفقها حسب متطلباتها.كل صباح كان عبد الله يفتح جهاز حاسوبه ويتوجه على الفور نحو بعض المواقع المتخصصة في نشر إعلانات، يتصفح الصفحات ويسجل أرقام هواتف محمولة لراغبين في بيع هاتف أو حاسوب، ثم يعيد تركيب الأرقام للاتصال بأصحابها لتحديد تاريخ ومكان اللقاء بينهما لاقتناء السلعة المعروضة للبيع.لا يدوم اللقاء أكثر من بضعة دقائق، يتصفح خلالها عبد الله الحاسوب أو الهاتف المحمول ويتأكد من أنه صالح للاستعمال ثم يسلم المبلغ المالي المطلوب إلى صاحبه ويغادر المكان على الفور. عدم إطالة اللقاء خطة مدروسة من قبل عبد الله، فهو لا يرغب في البقاء وقتا طويلا مع ضحيته حتى لا يدقق الضحية في المبالغ المالية المزورة ويكشف أمكره، وحتى لايضبط ملامحه بشكل جيد، حتى لا يتمكن من وصفه بدقة لعناصر الشرطة في حال ما إذا تقدم بشكاية ضده بعد أن يكتشف أمر الأوراق المالية المزورة. أوقع عبد الله بعشرات الضحايا بالطريقة نفسها، وكان يعمد في كل مرة إلى بيع الحاسوب أو الهاتف في بعض الأسواق المتخصصة بثمن مغر، قبل أن يقع في قبضة الشرطة بناء على شكاية من ضحيته.صاحب الشكاية لم يكن سوى طالب في إحدى الجامعات، اتصل به المتهم وعبر له عن رغبته في اقتناء الهاتف المحمول فاتفقا على الثمن والتقيا بالمكان المحدد سلفا، ليتسلم الطالب المبلغ المالي ويكتشف أنه مزور.تقدم الطالب بشكاية إلى مصالح الأمن بالبيضاء، وأخبرهم بتلقيه مبلغ مالي قارب 5000 درهم كله مزور، كما قدم بعض المعلومات عن المتهم ومن ضمنها رقم هاتفه المحمول.استغلت عناصر الشرطة المعلمومات وانطلقت في بحثها عبر رقم الهاتف، لتتمكن عبره من الوصول إليه بعد نصب كمين له، ليقع المتهم في الفخ، إذ تقمص أحد عناصر الشرطة دور زبون راغب في بيع حاسوب ليحدد موعدا لم يخلفه المتهم الذي جاء محملا بالمبلغ المالي المزور، تسلم المتهم الحاسوب وسلم الورقات المالية المزورة للضحية المفترض، فأخرج الأخير أصفادا ووضعها في يده ليصطحبه إلى مقر الأمن ويعمد إلى تنقيطه، فتبين له أنه من ذوي السوابق القضائية في النصب على مرتادي الشبكة العنكبوتية. الصديق بوكزول

النصب الإلكتروني : ضحايا الإعلانات الإلكترونية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مـــافــيــــا المـــــلاعـــــب : الكــرة وتبييـض الأمــوال

جرائم هزت البيضاء : "الوحش عزيز"... قناص المتزوجات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات