الدرس الشيلي الذي غاب عن رجال الوقاية

دخل حادث انهيار منجم كوبيابو للتنقيب عن النحاس والذهب والدرس التاريخي الذي قدمته الحكومة الشيلية في انتشال ضحايا الردم أحياء، موسوعات المعرفة العالمية، وتعتبر اليوم نموذجا إنسانيا يحتذى عن إصرار عمال الطوارئ والإنقاذ على عدم فقدان الأمل في العثور على أحياء، ولو كلف ذلك عشرات الأيام. وقع حادث منجم سان جوسيه للتنقيب عن النحاس والذهب في كوبيابو بصحراء أتاكاما بالشمال التشيلي في يوم 5 غشت 2010، نجم عنه احتجاز 33 عاملا على عمق حوالي 700 مترا تحت الأرض لمدة 70 يوما. وتمكن هؤلاء من البقاء على قيد الحياة لفترة أطول من أي حادث احتجاز في منجم سابق بعد أن وفرت لهم الحكومة بعض أساسيات الحياة بطرق مبتكرة.وبدأ تنفيذ عملية الإنقاذ الفعلية مساء 12 أكتوبر 2010، بحضور سبيستيان بينيرا، الرئيس التشيلي وزوجته وعائلات العمال المحاصرين وكبار المسؤولين. فلورينسيو أفالوس البالغ من العمر 31 سنة، كان أول من وصل من العمال المحتجزون إلى سطح الأرض بعد 11 دقيقة من منتصف الليل، حسب التوقيت المحلي. اكتملت عملية الإنقاذ بانتشال جميع العمال المحاصرين بعد مرور 22 ساعة تقريبا من بدئها، ويتعلق الأمر بـ 32 عاملا تشيليا وبوليفيا واحدا، أكبرهم سنا يبلغ من العمر خمسة وستين عاما وأصغرهم في التاسعة عشرة لم يتخرج بعد من المدرسة الثانوية.بعد الحادث، جرى أول اتصال بالمحاصرين بعد حوالي 18 يوما، وذكر بعضهم أن لديه مشاكل صحية. وأفاد الطبيب المسؤول عن عملية الإنقاذ لوسائل الإعلام إن «لديهم مشاكل أقل بما كنا نتوقع بعد قضاء 18 يوما داخل منجم في عمق 700 متر في درجات حرارة ورطوبة مرتفعة، وذكر الأطباء أنهم أمدوهم بمحلول الجلوكوز 5 في المائة، ودواء لمنع قرحة المعدة الناتجة عن الحرمان من الــــطعام.إضافة إلى مواد الجلوكوز ذات الطاقة العالية، وأقراص مغذية والأدوية الأساسية، أرسلت فرق الإنقاذ أوكسجين بعدما قال العمال إنهم ليس لديهم ما يكفي من الهواء. ويجري الاتصال وإيصال الأغذية عن طريق فتحة قطرها عشرة سنتيمترات في مدخل المنجم إلى غرفة يجد فيها العمال الأمان.وضعت حكومة تشيلي كل جهودها في عمليات إنقاذ المحتجزين، إذ جرت عمليات الحفر للوصول إلى مكان الملجأ لمحاولة إخراجهم على مدار الساعة، كما جهزت خطوط الحياة الرئيسية من هواء ومياه وطعام وتواصل عبر ثقب يصل الملجأ مع سطح الأرض.وتوقع المشرفون على عمليات الإنقاذ، آنذاك، إخراج جميع المحتجزين يوم الأربعاء 13 أكتوبر 2010 عن طريق كبسولة معدنية متصلة برافعة صممت خصيصا لتنقل كل عامل على حدة من الملجأ إلى سطح الأرض على أن يستغرق خروج كل عامل على حدة أكثر من ساعة من الزمن.جرى تجريب الكبسولة، التي يبلغ قطرها 53 سنتيمترا، فارغة مرتين للتأكد من سلامة العملية. وكان فلورينسيو أفالوس البالغ من العمر 31 عام هو أول من وصل من العمال المحتجزين إلى سطح الأرض في تجربة تكللت بنجاح. ثم تبعه بعد حوالي ساعة زميله ماريو شيبالفيدا البالغ من العمر 40 سنة. كان في استقبالهما، سبيستيان بينيرا الرئيس التشيلي وزوجته وعائلات العمال وكبار المسؤولين. اختيار هذا الثنائي ليكونا أول الصاعدين إلى سطح الأرض سببه أنهما الأقوى والأفضل من الناحية الصحية، حيث جرى تقسيم العمال المحاصرين إلى ثلاث مجموعات. المجموعة الأولى هم الأقوياء صحيا وبدنيا، والثانية الضعفاء، و الأخيرة هم الذين يعانون من أمراض ومشاكل صحية.أسدل الستار على محنة هؤلاء العمال بصعود لويس «اورزوا» آخرهم. وكان الذي لعب دورا هاما في مساعدة زملائه العمال على تحمل متاعب الأيام 17 الأولى التي لم تشهد أي اتصال بالعالم الخارجي. اكتملت عملية الإنقاذ بانتشال جميع العمال بسلام بعد مرور 22 ساعة تقريبا من بدئها. وقد ظهر بعض العمال في حالة صحية جيدة، لكان البعض الآخر كان يكافح المرض وبدا أكثر ضعفا. يوسف الساكت

الدرس الشيلي الذي غاب عن رجال الوقاية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

علـي: مديـن بحياتـي لأبنـاء الحـي

ولاية البيضاء تدافع عن الوقاية المدنية!

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات