إطفائيـو فـاس أوفيـاء لوسائـل بدائيـة

احتجاجات السكان تضرب تضحيات الفئة ومسؤول بالوقاية المدنية توفي في حادث انهيار معمل السيراميك وآخر نجا بأعجوبة لا يخلو عمل رجال الوقاية المدنية من مشاكل ومخاطر مختلفة وكوارث قد يكونون ضحاياها الذين يضحون بأرواحهم في سبيل الإنقاذ وحالات الطوارئ، وسعيهم الحثيث إلى الدفاع عن الممتلكات والنفس البشرية، كمهمة نبيلة وشريفة تذوب تضحياتها أمام ما قد يستشفه المواطنون من تأخر في التدخل قد يكون خارج الإرادة خاصة أمام ارتفاع رقم المكالمات الهاتفية الكاذبة الواردة على المصلحة. ويبقى رجل الإطفاء في الواجهة كلما تعلق الأمر بكارثة طبيعية أو إنسانية لا يتحمل البتة مسؤوليتها، إذ عادة ما يلام أو يكون هدف قنابل اللسان الغاضبة ليجد نفسه مضطرا أحيانا للعب دور الإطفائي للغضب المتأجج في نفوس المواطنين الجاهلين بظروف التدخل، وتلك التي يعمل فيها خاصة في ظل ضعف الإمكانيات اللوجستيكية أو بساطتها أمام ما يلزمه الوضع في حالات الكوارث الكبرى. ولن تكون فاس وضاحيتها بمنأى عن المشاكل المعترضة سبيل عمل الوقاية المدينة والاحتجاج على أي بطء أو تأخر كما وقع بدوار السباطي القريب من كلية الآداب سايس، لما اندلعت ألسنة النيران ببراكة عصر الخميس 3 يوليوز الجاري، جراء انفجار قنينة غاز من الحجم الصغير، ليأتي الحريق على نحو 20 براكة، فيما عاش الإطفائيون لحظات عصيبة على إيقاع احتجاج السكان الغاضبين. الحالة نفسها تكررت بتفاصيل مختلفة بعد يوم من ذلك لما شب حريق في شاحنة محملة بالتبن قرب مدرسة بحي سيدي بوجيدة قبل امتداد النار إلى سيارة تحولت إلى أشلاء، بينما لم يعذر السكان المتخوفين من امتداد ألسنة النيران إلى بعض المباني المجاورة، الإطفائيين الذين تأخروا ببضع دقائق عن التدخل في هذا الحادث الذي تشتم منه رائحة الانتقام بإضرام شباب النار في الشاحنة. ولا يمكن لتأخر دقائق معدودة أن يضرب عرض الحائط المجهود الجبار الذي تبذله عناصر الوقاية المدنية في مختلف الكوارث والانهيارات، بالنظر إلى ظروف العمل وبساطة وسائل التدخل التي تبقى في كثير الأحيان عاجزة عن “إنقاذ” نفسها قبل المطمورين تحت الأنقاض، خاصة لما يتعلق الأمر بتدخل عاجل في أزقة المدينة العتيقة التي لا تسع لمرور الأشخاص فبالأحرى الآليات. ويذكر مسؤولو الوقاية المدنية وجود عراقيل تعيق تدخل فرقها إلى قلب الأزقة الضيقة في حالة نشوب حريق أو أي حادث، فيصعب على عناصرها الوصول إلى حيث الحادث، خاصة أن نسبة مهمة من الدور والأزقة والأماكن السكنية والتجارية المتداعية للسقوط لبنائها العتيق الذي يعود إلى مئات السنين ، كما أحياء شعبية ينخرها البناء العشوائي بأكملها في الجنانات والحي الحسني وبن دباب. وما زالت ذاكرة الرأي العام المحلي بفاس، تحفظ حادثا أليما عرفه اندلاع حريق بمعمل للسيراميك بالمدينة تحول الآن إلى تجزئة سكنية في طور البناء، بسبب تسرب للغاز أتى على أشخاص بينهم رقيب قائد الوقاية المدنية بإقليم فاس، الذي توفي تاركا أسرته الصغيرة ليكون شهيد الواجب المهني، فيما نجا زميله القائد الجهوي بأعجوبة من الموت بعد سقوط جانب من المعمل فوق رؤوسهما. وما تزال المدينة العتيقة لفاس شاهدة على صعوبات كبيرة واجهها رجال الوقاية المدنية في حالة انهيارات شهدتها في أوقات سابقة، بعضها خلف خسائر بشرية مهمة كما في مسجد عين الخيل وغيره من المنازل التي انهارت فوق رؤوس أصحابها وحالت الظروف المحيطة بموقع الانهيار، دون التدخل السريع والناجع لانتشال الجثث والضحايا ونقلهم خارج الموقع في اتجاه المستشفيات.وتبقى الموارد البشرية والمالية واللوجستيكية للوقاية المدنية، غير كافية لنجاعة أفضل لأي تدخل، في ظل تزايد تدخل عناصر الوقاية المدنية التي تغطي تدخلاتها مساحة إجمالية تفوق 20 ألف كيلومتر مربع، ما يعادل نسبة سكان يقدرون بأكثر مليون نسمة. وهي إمكانيات تبقى ضعيفة مقارنة مع شساعة المساحة والسكان المستهدفين بالتدخل في حالة وقوع كوارث طبيعية وإنسانية لا قدر الله.ويزيد في صعوبة تدخل الوقاية المدنية التي تعاني بسبب الاتصالات الهاتفية المخبرة بحوادث وهمية لا توجد إلا بمخيلة المتصل وفتحت مراكز جديدة للمساعدة بعدة أحياء، افتقاد غالبية الوحدات الصناعية للتدابير الوقائية لتفادي أي خطر حقيقي قد يصيب العمال، كما وقع في حالات حرائق أتت على الأخضر واليابس بمعامل بمناطق صناعية مختلفة خاصة ببنسودة والدكارات وسيدي إبراهيم. وتبقى الحاجة ضرورية إلى مزيد من إنشاء برامج للوقاية في الأجلين القصير والمتوسط، وتوحيد ودراسة المناطق المهددة والمعرضة إلى الخطر بما في ذلك المخاطر المرتبطة بالأودية والسدود، موازاة مع تحسيس أرباب الوحدات الصناعية بفاس وغيرها والمواطنين بضرورة اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة وتكثيف أشغال الصيانة والمراقبة من المواقع الصناعية والامتثال لمعايير السلامة.وتحتاج موارد الوقاية المدنية البشرية منها واللوجستيكية بمدينة فاس على غرار باقي المدن المجاورة كصفرو وبولمان وتاونات، إلى التدعيم بتوفير معدات أكثر تطورا وإسراعا للتدخل وإنشاء مراكز للإغاثة خاصة بالأحياء الصناعية، حتى يبقى عناصرها ينقبون بين الأنقاض بالمعاول ووسائل وآليات جد بسيطة غير كافية لانتشال جثث من بين أنقاض تحتاج إلى آليات أكثر تطورا. حميد الأبيض (فاس)

إطفائيـو فـاس أوفيـاء لوسائـل بدائيـة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ما بعد روزامور...لاشيء

عمارة المنال بالقنيطرة... اختلالات رفعت الحصيلة إلى 18 قتيلا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات