أسوار المدينة العتيقة بمراكش عائق أمام عمليات الإنقاذ

أجمع العديد من رجال الوقاية المدنية بمراكش، أن المدينة العتيقة بأزقتها الضيقة ودروبها الملتوية تشكل عائقا كبيرا لتدخلهم خلال الكوارث التي تشهدها مدينة المرابطين. وأكد عنصر متقاعد من الوقاية المدنية، أن التساقطات المطرية التي ينتظرها المغاربة بشغف ، تشكل وبالا على سكان المدينة القديمة، حيث مجرد ما ترسل الشمس أشعتها على الجدران الطينية المبللة بالمياه، يضيف المصدر المذكور، تشرع في السقوط تدريجيا، كما حدث بدرب الصابة بحي الملاح، مما أدى إلى وفاة شخص وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.وأوضح الإطفائي المتقاعد أن عناصر الوقاية المدنية، عانت كثيرا للوصول إلى المنزل المذكور، قبل أن تقوم بضرب طوق على مكان الانهيار لإبعاد العديد من الفضوليين الذين يستغل بعضهم هذه المآسي للقيام بالسرقة، قبل الشروع في انتشال الجثت من تحت الأنقاض.وأكد المصدر المذكور، أن انهيار المنازل بالمدينة العتيقة يرتبط بالتساقطات المطرية التي تشهدها المدينة الحمراء، مشيرا إلى انهيار منزل بحي رياض الزيتون الجديد، والذي لم يصنف ضمن البرنامج الوطني للمنازل الآيلة للسقوط، في الوقت الذي سبق لسكانه أن وجهوا عدة شكايات للسلطات المحلية، ورغم عدم وجود ضحايا، عانى رجال الوقاية المدنية في التنقيب بين الأنقاض وإجلاء الأتربة لتحرير الطريق التي تعرف توافد العديد من السياح في زيارة للمآثر التاريخية بالمنطقة، وركز المصدر المذكور على غياب وسائل العمل، مشيرا إلى أن الآليات التي تم استعمالها كارثة حي بوركون تم جلبها من جهات أخرى.واعتبر العديد من عناصر الوقاية المدنية، أن الإطفائي يضحي بنفسه في سبيل إنقاذ الآخرين، أحيانا يضطرون للعمل لمدة أربعة وعشرين دون انقطاع، كما حدث بأحد معامل التبصير بمراكش، حيث انهار سقف حديدي، قبل أن تتهاوى جدران المعمل المذكور، اضطر خلاله رجال الوقاية المدنية إلى قضاء حوالي ستة عشرة ساعة متواصلة بحثا عن بعض الحراس في غياب العمال، قبل أن يتضح أن الحارسين ذهبا إلى الدوار لقضاء يوم الأحد مع الأسرة، وكذلك بمعمل لصنع الأكياس، تهاوت جدرانه أخيرا بمراكش دون أن تخلف ضحايا لكن عناصر الوقاية المدنية ظلت مرابطة بعين المكان لمدة طويلة.وشدد المصدر المذكور، على أن سيارة الوقاية المدنية، غالبا ما تثير نرفزة المراكشيين خصوصا مستعملي الدراجات بالمدينة العتيقة، حيث تعرض عنصران من رجال الوقاية المدنية بمراكش، للاعتداء جسدي، من طرف ثلاثة شبان كانوا في وضعية غير طبيعية، حيث قاموا بتعنيفهما وتمزيق ملابسهما الرسمية.وأفاد شهود عيان، أن سيارة للوقاية المدنية، قادمة من ساحة جامع الفنا، باتجاه حي درب ضبشي ، في اتجاه أزقة المدينة العتيقة، من إجل إنقاذ حياة شخص في حالة خطر، وأمام صعوبة السير والجولان، أطلقت سيارة الاسعاف صفارة الإنذار، من أجل تسهيل مرورها، قبل أن ينتفض شابان كانا على متن دراجة نارية في وجوهي عنصري الوقاية المدنية، ليتم تعنيفهما بمساعدة شخص ثالث، قبل تدخل عناصر الأمن لاعتقال اثنين منهماوإحالتهما على أنظار العدالة، من أجل إهانة موظف أثناء قيامه بواجبه المهني.وبمنطقه العزوزية، ضواحي مدينة مراكش اضطر رجال الوقاية إلى المكوث بالمنطقة لمدة خمسة أيام خلال صيف سنة 2000 حيث اندلع حريق مهول أتى على العديد من أشجار النخيل والأحراش بالمنطقة، نظرا لارتفاع درجة الحرارة، وكلما عمل الإطفائي وان على إخماد ألسنة اللهب، تشب في منطقة أخرى بمساعدة الريح التي تنقلها من مكان لآخر .يعاني رجال الوقاية المدنية طيلة فترات العمل، قبل أن يحالوا على المعاش، في انعدام أية التفاتة من المسؤولين، فبمجرد ما يغادر الإطفائي الثكنة لا يعود إليها، ولا تستفسر الإدارة عن أحواله الصحية التي قضى جزءا كبيرا منها لإنقاذ المواطنين، في حين لن يجد أية مساعدة بعد انتهاء مدة العمل.محمد السريدي (مراكش)

أسوار المدينة العتيقة بمراكش عائق أمام عمليات الإنقاذ

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حريـق سـوق الناظـور يهـزم الوقايـة المدنيـة

ما بعد روزامور...لاشيء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات