"فينما تحفا ليكم يبان ليكم الأستاذ مسكين" ... بهذه العبارة يدافع "الأستاذ" عن نفسه، في كل مناسبة توجه له فيها أصابع الاتهام بخصوص استغلال ظروف التلاميذ في فترة الامتحانات، للرفع من مداخيله المالية. "الأستاذ ليس ملهوطا"، لكن مثله مثل كل المغاربة الذين يرغبون في الرفع من مداخيلهم لمواجهة "جائحة الأسعار"، التي تضرب المواد الأساسية. ثم من قال لكم إن راتب الأستاذ يكفيه لمصاريفه الكثيرة ؟ بهذه العبارات اعتبر أساتذة أنفسهم مظلومين، بل "الحلقة الأضعف" في قضية دروس الدعم والتقوية، إذ اعتبروا أنفسهم يؤدون "واجبا وطنيا" بتعليم أبناء المغاربة، وتقديم الدعم لهم من أجل النجاح في الامتحانات والرفع من المستوى التعليمي في البلاد ... لذلك من الطبيعي أن ينالوا مكافأة مالية على هذا المجهود. للأستاذ مصاريف مثل كل المغاربة، وأبناء يدرسون مثل كل الأشخاص، وعائلة يصرف عليها مثل الجميع ... ومن حقه "يقلب على راسو" في كل المناسبات لكي يجني قوت يومه، كما يفعل باقي المغاربة في كل المهن. الحلاق يجني ضعف مداخيله في فترة العيد، والجزار والكساب يستفيدان من عيد الأضحى، والباعة يربحون أضعافا في المناسبات السعيدة ... فلماذا نمنع الأستاذ من رفع مداخيله نهاية كل موسم دراسي وتزامنا مع الامتحانات ؟ بالإضافة إلى ذلك، فإن كل هذه المهن المذكورة، يجني أصحابها مبالغ مالية مهمة، في ظرف وجيز، فيما لن تتعدى مداخيل الأستاذ في فترة الامتحانات، 4000 درهم في الشهر، حتى لو عمل اليوم بأكمله. قلة الحيلة والراتب، تدفع بعض الأساتذة إلى بدء دروس الدعم والتقوية مبكرا، في يناير أو دجنبر، إذ هناك من يختار مواقع التواصل الاجتماعي لبث الدروس، وهناك من يفضل منزله إذا كان يتوفر على مكان ملائم، فيما يختار البعض الآخر مدارس لبرمجة دروسه. عيسى الكامحي