بصمة في حياة نقيب / ودرا: أول مرافعة كانت في ملف شذوذ جنسي

"رغم أن أول مرافعة في حياتي المهنية لم تكن تختلف عن القضايا التي تروج بشكل يومي في المحاكم، إلا أن الوقت الذي تطلبته مني لإعدادها والبحث المضني في النصوص والاجتهادات القانونية، رغم قصر المدة بين الإعداد والمرافعة، ركز لدي قاعدة مهمة في حياتي المهنية مفادها أن جميع القضايا مهما كبر أو صغر شأنها تظل مهمة بالنسبة إلى أي محام يحب مهنته وأنا لا أحب مهنة المحاماة فقط بل أعشقها"، بهذه العبارات بدأ عمر ودرا نقيب هيأة المحامين بالبيضاء نبشه في ذاكرته عن أول مرافعة في حياته المهنية التي لم تكن عادية وإنما خصت المرافعة في ملف في المرحلة الاستئنافية، خص قضية شذوذ جنسي استأثرت باهتمام الرأي العام، وكانت لها تداعيات مهمة، من غريب الصدف أن المحامي الممرن لودرا ساعتها الأستاذ علي الكتاني، كان في مهمة خارج أرض الوطن، وجاء موعد انعقاد جلسة المحاكمة، في الفترة نفسها لغيابه، ما ألزم ودرا بالنيابة عن المحامي في ذلك الملف.يحكي النقيب ودرا الذي أدى اليمين القانونية سنة 1987، أنه لم يكن يتصور أن يرافع في ذلك الملف، بل كان تركيزه منصبا خلال الجلسة حول إقناع المحكمة بتأخير الملف وإمهالهم مدة إضافية إلى حين حضور ممرنه من الخارج، تبددت أحلام ودرا بعد أن اعتبرت هيأة المحكمة الملف جاهزا، وعليه المرافعة فيه. استغل الدقائق التي تفصله عن الوقوف أمام القاضي للمرافعة، وانزوى في مكان منها وأخذ يتصفح وثائق الملف والقانون الجنائي ويبحث عن الثغرات القانونية التي يمكن أن يستفيد منها مؤازره، لم يكن بإمكان ودرا الاتصال بممرنه الأستاذ الكتاني، الذي كان خارج أرض الوطن لطلب المشورة في ذلك الملف الذي لم يكن يعرف عنه الكثير، ساعتها بدأت تتصارع بداخله مجموعة من المشاعر المختلفة بين رهبة وخوف وتحد للذات، لأن الأمر يتعلق بامتحان حقيقي أمام هيأة المحكمة وأمام محامين فيهم من سبقه بسنوات من التجربة، إضافة إلى أن النيابة عن ممرنه في مثل تلك القضايا تشكل مسؤولية حقيقية يتوجب عليه حسن تصريفها، فلم يكن يتوقع أن تكون بداياته المهنية بتلك القوة ومثل تلك الملفات. استجمع ودرا ما بداخله من قوة وحاول التركيز على نقاط معينة في الملف لتكون أسس الانطلاق في مرافعته التي ركزت على تقادم الوقائع، والمطالبة بسقوط الحكم الابتدائي، بدأت أولى الكلمات تخرج متقطعة قبل أن يستجمع قواه وينطلق في سرد الوقائع والحجج القانونية التي سيستند عليها، لا يخفي النقيب أن ترجمته للمقولة التي تفيد أن التركيز على مناقشة الوقائع أهم من مناقشة فصول المتابعة، ساعدته كثيرا في مرافعته، إضافة إلى أن ترتيب أفكاره ساعده كثيرا على الاستئثار باهتمام الهيأة ومتابعة مرافعته بكاملها قبل أن تحجز الملف للمداولة، والنطق بالحكم الذي كان بمثابة صك نجاح لودرا في أول مرافعة له، إذ أقرت الهيأة بإلغاء الحكم الابتدائي وسقوط الدعوى العمومية للتقادم. لتبدأ صفحة مشرقة في مساره المهني، بتحقيق نتيجة مهمة في ملف كان يسترعي اهتمام العديد من الأطراف. مباشرة بعد عودة الأستاذ الكتاني من الخارج زف إليه ودرا الخبر، فلقي تهنئة خاصة منه وأكد له أن تلك النتيجة سيكون لها أثر حقيقي في مستقبله المهني، الذي استطاع فيه النقيب بعد سنوات قليلة أن يضمن مقعده في عضوية مكتب مجلس الهيأة للفترة الممتدة ما بين 2000 إلى 2002، وهي الفترة نفسها التي أسندت له فيها مهمة مدير ندوة التمرين والتي تميزت بتجاوب قل نظيره بين مدير ومحامين متمرنين، لتستمر عضويته بالمجلس خلال 2003 إلى 2006، ومن 2009 إلى 2011، لتتوج الفترة الحالية بانتخابه نقيبا لهيأة المحامين بالبيضاء، بفوزه بمنصب النقيب ب1212 صوتا. كريمة مصلي

بصمة في حياة نقيب / ودرا: أول مرافعة كانت في ملف شذوذ جنسي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أصوات يهودية من الذاكرة : حبيبة مسيكة... رقصة النار

مستشار معزول يصفع دركيا بالمحمدية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات