جرائم هزت البيضاء : سفـاح درب السلـطان …

عاش سكان درب السلطان الفداء أياما عصيبة مع عصام، الذي زرع الرعب في المنطقة منذ خروجه من السجن، بعدما قضى سنوات عديدة، بفعل عملياته الإجرامية الدامية. قبل ثماني سنوات، وبالضبط في درب القريعة، انتشر خبر خروج عصام من السجن، وهو الذي كان لا يفرق بين الأصدقاء والأحباء ، والأعداء والغرباء، إذ تبدأ ضحاياه في التساقط حين يسدل الليل ستاره، إذ يفضل أهل الحي الدخول مبكرا إلى البيت تفاديا لملاقاته في الأزقة والشوارع. لم تكن عودته إلى المنزل مصدر سعادة حتى لعائلته، التي التقطت أنفاسها، وتمنت أن يكون ابنها البار، الذي قضى جل أيامه في السجن، قد تغير مع مرور السنين، وأن أخلاقه تحسنت، غير أن العكس هو الذي حصل. لم تمض أيام قليلة على خروج عصام من السجن، الذي قضا فيه ست سنوات، حتى عاود تكرار جرائمه المتسلسلة الدامية، إذ انتشرت عمليات السرقة في الأحياء والأزقة والشوارع، وبدأت الشكايات تتقاطر على رجال الأمن في الدوائر الأمنية، إذ لم يترددوا في توجيه أيادي الاتهام إلى عصام، الذي خرج من جديد إلى العلن، غير أنهم أرادوا الدليل القاطع على أفعاله، كي يتسنى لهم الزج به في السجن لمدة أطول. في ليلة من الليالي، حضر عصام إلى حيه على متن سيارة أجرة، بعدما قضى ليلة صاخبة مع بعض الأصدقاء. فجأة، سمع السكان دوي صرخة هزت سكون الليل، علما أن الوقت تجاوز منتصف الليل بدقائق. ورغبة منهم في معرفة مصدر الصرخة، توجه السكان إلى صاحب "الطاكسي"، ليجدوه مضرجا في دمائه بعدما بتر عصام أذنه بسكين حاد، قبل أن يتم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى. وبعد ارتكابه لهذه الجريمة، أعلن عصام الحرب مجددا على رجال الأمن، وبدء العد العكسي لعودته إلى السجن، غير أن هذه المرة أراد الانتقام بقوة، إذ لم يكن يبيت في بيته إلا في أيام قليلة، خوفا من مداهمة رجال الأمن المكان، إذ كانوا يراقبونه 24 ساعة على 24، لاعتقاله وإعادته إلى السجن. لم تتوقف جرائم عصام عند هذا الحد، بل حاول اغتصاب امرأة تجاور مكان إقامته بأمتار قليلة، عندما التقى بها في أحد الشوارع القريبة من درب القريعة، وهي قادمة من عملها مساء، ليعم الرعب في الحي بأكمله، بعدما أبلغت المرأة جميع سكان الحي ما حدث لها، فقرروا الذهاب إلى أقرب دائرة للشرطة لوضع شكاية لدى الأمن، الذي بدأ يخصص ضعف وقته للبحث عن عصام الذي يضرب ضربته ثم يختفي عن الأنظار لأيام. وبعد اجتماعات مطولة مع الأمن، قرروا اعتقال بعض أفراد عائلته، من أجل استدراجه إليهم، إذ نجحت الخطة وحل عصام ببيته قبل أن تداهمه سيارات الأمن، التي بلغ عددها أربع، ثم عشرات الدراجات النارية وقوات التدخل السريع، ليتحول المكان إلى ساحة معركة ومطاردة، بقيت في أذهان سكان الحي إلى يومنا هذا، وفي مفكرة رجال الأمن، خاصة أنها دامت ثلاث ساعات، بعدما صعد عصام إلى سطح منزله وقطع الكهرباء على الحي بكامله، واقتحم البيوت من سطوحها، ليـخذ رهائن له، رغبة منه لإخافة الشرطة. لم تنجح محاولات الأمن في اقتحام المنزل بعد محاصرته، خصوصا أنه تمكن من الهرب قبل ذلك، وفي ظروف مماثلة. بعد دقائق حاول رجال الأمن الصعود إليه من أجل "التفاوض"، غير أنه هاجمهم بالسيوف والقنينات الزجاجية والحجارة، إذ كان عليهم البحث عن خطة بديلة من أجل اعتقاله. وبعد أكثر من ثلاث ساعات، تمكن رجل أمن من الصعود إليه، ليجده مستلقيا بعدما أخذ منه التعب الكثير، وحاوره من أجل تسليم نفسه، ليعتقله في الأخير، بعدما نال منه التعب وحبوب الهلوسة، إذ مازال إلى يومنا هذا في السجن، يقضي آخر السنين، إذ بدأ سكان الحي يتوجسون خوفا من خروجه مجددا، بعدما راجت أخبار عن قرب مغادرته السجن.

جرائم هزت البيضاء : سفـاح درب السلـطان …

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النصب الإلكتروني : مشاهير ضحايا النت

عمر بنجلون... الاغتيال اللغز : دفاع عائلة بنجلون ينسحب من الجلسة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات