إعلان خلاصات تجربة استخراج زيوت المحركات من الغاز السائل

التجربة استغرقت 40 سنة من البحث العلمي وعرضتها شركة "شيل" بمركزها التكنولوجي العالمي بامستردام أعلنت شركة شيل العالمية، عن خلاصات تجربتها العلمية الفريدة من نوعها التي تقضي باستخلاص زيوت "شل هيليكس ألترا"، الخاصة بتشحيم المحركات، اعتمادا على قاعدة مصممة من الغاز الطبيعي، عبر تقنية "بيور بلوس"، أو تقنية "جي تي.إل" المبتكرة لتحويل الغاز الطبيعي لزيت محركات بالغ . وانطلاقا من هذه القاعدة الشفافة عالية النقاء، تستخلص عدة أنواع من الزيوت بلزوجة مختلفة حسب مكونات ونوع المحرك المراد تشحيمه ونوع وعمر المركبة وعدد الكيلومترات التي قطعتها. كلف تحقيق حلم استخلاص زيوت تشحيم المحركات من الغاز السائل 40 سنة من البحث العلمي والتيكنولوجي بمختبرات شيل العالمية، وخصوصا بمركزها الأكبر بامستردام بهولندا، وشارك فيها آلاف العلماء والخبراء والفيزيائيين من مختلف دول العالم الذين نجحوا في تحقيق "فكرة مجنونة" تتعلق باستخلاص مادة لزجة للتشحيم، أو ما يسمى الزيوت التخليقية (سانتيتيك) من غاز سائل، في وقت لم يتجاوز فيه الذكاء الإنساني لقرن ونصف القرن معادلة استخلاص الزيوت من مادة طبيعية أو معدنية.نحن الآن في قلب مركز المركز التكنولوجي للتطوير والبحث بأمستردام بهولندا، وهو واحد من ثلاثة مراكز تابعة لشركة شل العالمية، يوجد واحد منها بمدينة هومبورغ الألمانية، والثاني بهوستن الأمريكية.درجة الحرارة خارج المركز البني المائل إلى الأصفر تصل إلى 5 درجات مائوية، لكن قساوة البرد القارس لا تلبث أن "تتحلل" في حضرة 900 خبير وعالم يشتغلون على امتداد ساعات اليوم مثل خلية نحل في مختبرات ومعامل للتجريب والاختبار والابتكار التيكنولوجي، تتوزع على أربع بنايات ضخمة تتجاور في ما بينها بشكل متواز وفق معمار هندسي خلاب ظل يتطور منذ 1914، تعطي جمالا إلى حي غراسويك بقلب أمستردام، حيث يعد هذا المركز الضخم أحد معالمه العلمية والسياحية الكبرى، ومفخرته التي تستقطب آلاف الزائرين سنويا.في قاعة المؤتمرات بالطابق الأول من هذا المبنى الذي تصل إليها عبر درج خشبي، كان كل شيء معدا، بدقة متناهية، للإعلان عن الحدث الأكبر من نوعه في تاريخ الشركة العملاقة. الألوان الصفراء والبنية والزرقاء والرمادية (ألوان العلاقات التجارية لشيل وزيوتها) كانت تعبر مثل خيول كهربائية لتلتقي مع خيوط الإنارة التي كانت تهبط من السقف مع مربعات صغيرة في الأرض، وتخلق نوعا من الانسجام المتفرد بين المادة والفضاء وتصنع أجواء من الاحتفال بمناسبة تتكرر مرة في العمر.عشرات الصحافيين والإعلاميين المتخصصين الذين وصلوا من جهات العالم، بدؤوا يأخذون أماكنهم المخصصة لهم.على الكراسي العالية المصطفة على جنبات شاشة عرض عملاقة، جلس أطر وعلماء المركز يرتدون بدلات مميزة ويحملون حواسبهم الشخصية في انتظار ساعة الصفر لانطلاق المؤتمر الصحافي العالمي. زيلدا جونسيل، نائبة رئيس تقنية التكرير والتسويق التجاري، تقتل التوتر بابتسامة واسعة توزعها بسخاء على صحافيين ومصورين من الصين يبادلونها التحية بإيماءة برؤوسهم، وبجانبها العالم الكميائي الكبير "روبيرت سوزيرلاند"، مدير التقنية العالمية لشل هيليكس يضع اللمسات الأخيرة على عرضه الذي سيعرضه بتقنية "باور بوانت".الساعة العاشرة صباحا، يعم الصمت القاعة الكبرى، إذ يرحب صوت قادم من الكواليس بالحضور، قبل أن تنطلق زيلدا جونسيل، نائبة رئيس تقنية التكرير والتسويق التجاري، التي قالت إن ما يجري في هذه القاعة هو جزء من التاريخ "إن شل هيليكس ألترا مع تقنية بير بلوس يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام".ويعتبر هذا الزيت الأساسي المكون الرئيسي لزيوت المحركات في صورتها النهائية، إذ يمثل ما متوسطه 75-90 في المائة المنتج النهائي الذي سيقدم للمستهلك. وتجري معالجة هذا الزيت الأساسي ورفع كفاءته عن طريق باضافة مكونات فريدة من نوعها ليكون المنتج النهائي، على حد تعبير زيلدا جونسيل، الزيت الأكثر تقدما في عالم الزيوت التخليقية التي تقدمها الشركة، أي شيل هيليكس ألترا بتقنية "بيور بلوس". تتحرك "زيلدا جونسيل" بخفة وسط القاعة وتشرح "إن مختبرات شيل لم تغير الطريقة التي تنتج بها زيوت المحركات لعقود، لكن الآن كشفنا النقاب عن زيت المحركات الجديد الذي يتفوق على التقنيات السابقة الخاصة بتصنيع الزيوت لدينا، ولهذا يمكننا بكل ثقة أن نقول إنه لا يوجد زيت آخر يحتفظ بمحرك سيارتك بحالة المصنع مثل شل هيليكس ألترا "بيور بلوس" الذي جاء بعد أكثر من 40 سنة من البحث والتطوير في مجال الزيوت.وسمحت التقنية الجديدة بتصميم الجزيئات التي تدخل إلى أجزاء المحرك باستخدام الهندسة الكيميائية لتصنيع سلاسل طويلة من جزيئات الكربون التي هي نقطة انطلاق مثالية لخلق زيت أساس متناهي النقاء، وبفضل إنتاج زيوت شيل الأساسية من الغاز الطبيعي على المستوى الجزيئي، فإن المنتج يأتي أكثر استقرارا من الزيوت التقليدية، ما يمنح زيت المحرك النهائي مستوى أقل من التقلبات وخصائص أفضل لمستويات اللزوجة وأقل معدلات للاحتكاك والتبخر.بعد زيلدا جونسيل، جاء الدور على "روبرت سوزيرلاند"، مدير التقنية العالمية لشل هيليكس، الذي رحب بطريقته بممثلي وسائل الإعلام، قبل أن يفشي سرا: " أحمل لكم سرا ولا تخبروا أي أحدا به هو أن العلماء في شيل تمكنوا من اعتماد الغاز الطبيعي في إنشاء قاعدة زيتية ذات خصائص وسمات محددة، وعند الجمع بينها ومواد أخرى تم اختيارها بعناية تكون المحصلة النهائية أفضل زيت يوفر مستوى من الحماية لا يمكن مضاهاتها مع أي من الزيوت الأساسية الأخرى".وأضاف " لقد مهدت تقنية شيل "بيور بلوس" الطريق للجيل القادم من زيوت المحركات عن طريق تقديم مستويات أخرى من اللزوجة المقترحة، كما يوفر المنتج أيضا أداء متفوقا وحماية من التآكل وهو ما يساعد على إطالة عمر المحرك وتقليل تكاليف الصيانة، إضافة إلى ضمان تحسن يصل إلى 3 في المائة في نسبة استهلاك الوقود".ولم يكتف خبراء "شيل" بالعروض النظرية التي يمكن أن تقدم فكرة مبهمة وغير واضحة عن المنتوج الجديد ودواعي حملة إعلامية عالمية من هذا الحجم استدعت إليها أغلب الفروع الجهوية والإقليمية لشيل، ضمنها الرائد "شيل فيفو زيوت" (اس في ال) الذي يمثل المغرب وشمال افريقيا، الذي رافق الفريق الإعلامي المغربي إلى امستردام.بل نصبت في القاعة الكبرى نفسها مجسمات صغيرة لمكونات المحركات وقدمت تجارب حية ويدوية عن كيفية اشتغال الزيت داخل المضخات والصمامات الصغيرة، وكيف اكتشفنا الفروق بين زيت بلزوجة معينة تمكن المحرك من حركة أكبر وبين أنواع أخرى من الزيوت تبطئ الحركة وتؤثر على جودة مكونات المحرك وتصيب أجزاءه بالتلف مع تقدم الكيلومترات. رحلة علم من هولندا إلى قطر في مرحلة لاحقة، طلب من الفريق الإعلامي ارتداء وزرات بيضاء وخودات ونظارات وأحذية خاصة، قصد القيام بجولة داخل المختبرات العملاقة للمركز التكنولوجي للتطوير والبحث، الذي يستريح على آلاف الأمتار المربعة، وكان الغرض متابعة تجربة التحويل عن قرب، وكيف يعمل مئات العلماء على تجربة الانتقال من الغاز الطبيعي أو الغاز السائل إلى زيت بلزوجة معينة تنسجم مع نوع المحرك. وتعكس نتيجة كل اختبار، حسب خبراء شيل، مجالا معينا مثل الأداء ودرجة الحرارة والأكسدة والتآكل، إضافة إلى الاختبارات الحقيقية عن طريق قطع ملايين الأميال بالسيارات. وبعد الانتهاء من هذه المرحلة، تأتي المرحلة الأهم هي التصنيع النهائي في المنشأة العملاقة بدولة قطر التي يطلق عليها اسم "بيرل جي تي ال"، وتعد ثمرة شراكة بين شركة شل وهذه الدولة العربية الرائدة في إنتاج الغاز السائل. والمنشأة هي أكبر مصنع في العالم لتصنيع زيوت التشحيم من الغاز الطبيعي بإجمالي مليون طن من الزيوت الأساس سنويا. يوسف الساكت موفد الصباح إلى (امستردام)

إعلان خلاصات تجربة استخراج زيوت المحركات من الغاز السائل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خليفة "داعش" يتوعد المغرب بالانتقام

مكناس تحتضن مهرجان الكلمة والحكمة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات