أو مجانا بعد

تدبير المياه... "كلها يلغي بلغاه" تختلف طرق تدبير المواطنين لانقطاع الماء المتكرر من منطقة لأخرى، إذ يقوم سكان مناطق قروية ونائية بمجهودات أكبر من أجل الحصول على الماء الصالح للشرب، في وقت يحتج سكان مدن كبرى على انقطاعه لمدة قصيرة فقط. وألفت مناطق قروية بالمغرب انقطاع الماء المتكرر أو غيابه، إذ يضطر سكانها لقطع مسافات طويلة من أجل الحصول عليه، من وديان وآبار، مستغلين الدواب لنقل كميات مقبولة، يقضون بها يوما أو يومين، في انتظار قطع مسافات مماثلة في اليوم الموالي. ويجد هؤلاء دعوات الاقتصاد في استعمال الماء، "غريبة"، خاصة أنهم لا يملكون هذه المادة الحيوية بالقدر الكافي، لكي يقتصدوا في استعمالها، إذ يخصصون حصة لكل شخص يوميا، منذ فترة من الزمن. وبخصوص القاطنين في المدن الكبرى، فإن الأمر يختلف، بين اللامبالاة والاقتصاد، وبين غاضبين على الانقطاع المتكرر لهذه المادة الحيوية، التي يعتبرون الحصول عليها حقا. وإذا كانت فئة لا تأبه لأزمة الشح في المياه، وما زالت تمارس عاداتها بشكل عاد يوميا، فإن فئة أخرى بدأت فعلا في الاقتصاد، عبر ضبط الاستعمال اليومي، خاصة في ما يخص الاستحمام والسقي والنظافة، إذ عاينت "الصباح" ذلك في عدد من أحياء الرباط والبيضاء على سبيل المثال. وانتشرت هذه الثقافة منذ بداية السنة الجارية، ومع دعوات السلطات والحكومة إلى الاقتصاد في الماء، بسبب شحه في كل مناطق المملكة. ويعتبر هؤلاء أن الاقتصاد في الماء بات ضرورة وطنية، مبرزين أن المغرب بات يعتبر من أكثر الدول تضررا من شح المياه، بسبب قلة التساقطات المطرية في السنوات الأخيرة. وعلى عكس ذلك تماما، فإن فئة من المواطنين، تعتبر التوفر على الماء الصالح للشرب حق، وأنهم ما داموا يؤدون ثمنه، فإن الدولة والسلطات مطالبة بتوفيره، بل أن بعضهم يعتبرون أنفسهم غير معنيين بشح المياه. وتلقت شركات مسؤولة عن تزويد أحياء ومناطق بالبيضاء والرباط بالماء الصالح للشرب، سيلا من الشكايات أخيرا، بسبب نقص الصبيب أو انقطاع متواصل للماء. ورغم أن هاته الشركات تؤكد أن هذا الانقطاع لا علاقة له بالاقتصاد في هذه المادة الحيوية، بل يتعلق بأشغال بين الفينة والأخرى، فإن السكان لا يترددون في توجيه اللوم لها، رافضين أداء ثمن الماء في ظل الانقطاعات المتكررة، ومحملين مسؤولية الشح في المياه للحكومات السابقة، التي عجزت عن تدبير هذه الأزمة في وقتها. عيسى الكامحي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأحرار يفوز بمقعد بني ملال

محترفو الخليج يقنعون الركراكي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات