شاشات مسطحة وأفرنة وثلاجات “هدية” الشقق المؤقتة

مازال الناجون من «كارثة» بوركون بالبيضاء، لم يستوعبوا بعد ما وقع لهم، ومازال الخوف والألم والحزن... سيد الموقف . يبكوت ويصرخون ويصمتون أحيانا كثيرة، محاولين العودة بذاكرتهم إلى تلك اللحظات التي غيرت حياتهم ودمرتها. بعضهم اليوم بحي النهضة بسيدي البرنوصي في شقق جديدة ، بناء على تعليمات الملك محمد السادس، لكن تفكيرهم مع الأشخاص الذين مازالوا يرقدون بالمستشفى، أو مع الذين ووري ثراهم بمقبرة الرحمة، بعد أن انتشلوا جثثا هامدة.في إحدى عمارات بحي النهضة بالبرنوصي انتقل الناجون من حادث انهيار 3 عمارات ببوركون، وبعد اتخاذ كل الإجراءات، تسلمت إلى حدود أول أمس (الاثنين)، 17 عائلة مفتاح شقتها المجهزة، في انتظار استفادة باقي الضحايا الناجين. «الصباح» انتقلت إلى المكان عينه، وتحدثت مع ناجين، وكيف جرت استفادتهم من تلك الشقق وكيف عاشوا اللحظة التي تغيرت فيها حياتهم، ودمرت حياة آخرين؟ "الملك وعدنا بالتكفل بنا ووفى بوعده" بعد ساعات فقط من حادث انهيار 3 عمارات بحي بوركون، وبناء على تعليمات ملكية، جرت قرعة استفادة الدفعة الأولى من شقق بالسكن الاقتصادي. الأمر كان بالنسبة إلى بعض الناجين مفاجأة سارة، باعتبار أن المدينة شهدت انهيارات متعددة، إلا أن الضحايا لم يستفيدوا من الشقق بهذه السرعة. الدفعة الأولى تسلمت ما وعد به محمد السادس الناجين من الحادث خلال زيارته لهم بالمستشفى. من بين تلك العائلات، عائلة أوفزان، التي كانت تقطن إحدى العمارات المنهارة، ونجت بأعجوبة بعد انتشالها من تحت الأنقاض. تقول مهاني، الزوجة، إن الملك محمد السادس، وعدها عندما التقته بالمستشفى بأن يتكلف بهم «ملكنا وفى بالوعد، ووفر لنا شققا جديدة، نشكره كثيرا، ولا نستطيع أن نعبر عن فرحتنا بعد أن واسانا في مصابنا وحزننا ووقف إلى جانبنا». وأضافت المرأة، أنها مباشرة بعد أن غادرت المستشفى، توجهت إلى العمالة، حيث تسلمت ورقة باسم زوجها الذي مازال يرقد بابن رشد، بها عنوان الشقة الجديدة، «وصلت إلى المكان، وأخرجت الورقة إلى بعض المسؤولين ، فأرشدوني إلى شقتنا الجديدة، وبعد دقائق فقط، تسلمت بعض الأجهزة الالكترونية (تلفاز ومبردة، وآلة تصبين، وفرن)، إضافة إلى 4 أسرة، و4 أغطية». لم تستطع المرأة تمالك نفسها، إذ صارت الدموع تتحدث مكانها وتكشف الحزن والخوف الذين يستوطنانها، مشيرة إلى أن خطوة الملك محمد السادس، خففت آلامهم وحزنهم، كما أنها «وضعت حدا لخوفنا من أن نظل متشردين بعد أن فقدنا منزلنا جراء الانهيار المفاجئ» تقول المرأة. حزن عميق «ما عشناه في ذلك اليوم لا يمكن أن ننساه، ولا نقوى على محوه من ذاكرتنا... ذقنا طعم الموت، قبل أن ننتشل من تحت الأنقاض»، الدموع لم تترك مهاني تكمل حديثها ووصفها لما عاشته لحظة انهيار العمارة التي كانت تقطن بها، أو حين كان أبناء الحي يحاولون إخراجها، لكنها قاومتها، واستمرت في التعبير عن الحزن الذي يسكن قلبها «أجريت لزوجي أربع عمليات جراحية، ولا أمل في علاجه، إذ قرر الأطباء بتر ذراعه، كما أن ابنتي مازالت ترقد في المستشفى، ولم يسمحوا بمغادرتها... حياتنا انقلبت رأسا على عقب». هي معاناة لم تستطع مهاني إخراجها، سيما انها مازالت تحت تأثير الصدمة «إلى حدود اليوم لم أستوعب ما حدث معنا، ولا كيف حدث الأمر؟ لكن أحمد الله، لأننا مازلنا على قيد الحياة، في الوقت الذي فارق جيراننا الحياة، وأن الملك محمد السادس وقف إلى جانبنا».تضيف المرأة أنه حوالي الثالثة صباحا من يوم الجمعة الماضي، أحست وزوجها بالمنزل «يتحرك» بهما، وفي اللحظة التي هما فيها بمغادرة المكان سقط السقف على زوجها، وعجز عن التحرك، فيما هي ظلت في مكانها، تطلب النجدة «بعد دقائق فقط، وصل أبناء الحي إلينا وحاولوا إخراجنا، لكن زوجي أصيب إصابة قوية، في الوقت الذي لم أصب بأي جرح خطير، اللهم ضربة صغيرة في وجهي». إيمان رضيف

شاشات مسطحة وأفرنة وثلاجات “هدية” الشقق المؤقتة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سوق "الثلاثاء" بالحسيمة "يحتل" فضاءاته المجاورة

نقل أسر بوركون من فندق الصراصير إلى مركز استقبال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات