حلقة جديدة من مسلسل العنف المدرسي، تكتب بالمديرية الإقليمية مولاي يعقوب، ويتعلق الأمر بتلميذ جانح اعتدى على أستاذه في الرياضيات، بالسب والشتم والضرب، وتسبب له في فقدان بصره، بعد أن أصابه بجرح في القرنية، فقد إثره القدرة على الإبصار في عينه اليسرى. وتكشف المعطيات المتوفرة لـ "الصباح"، أنه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الأستاذ للاعتداء، إذ كان ضحية للتلميذ نفسه، الذي عرضه لحادث مشابه في الدورة الأولى، غير أن الإدارة تدخلت وعملت على تهدئة الأوضاع، دون أن تزجر سلوك التلميذ، وهو ما منحه الجرأة والشجاعة ليعيد فعلته، ويتسبب في عاهة لأستاذه. وفي هذا الصدد، قالت تنسيقية الأساتذة أطر الأكاديميات، إنها تلقت باستياء كبير خبر الاعتداء، الذي تعرض له أستاذ الرياضيات، بثانوية عين الله الإعدادية. وأضافت التنسيقية أن هذا الاعتداء عبارة عن هجوم عنيف قام به أحد التلاميذ الجانحين بالمؤسسة، والذي انهال على الأستاذ بوابل من السب والقذف والضرب، الأمر الذي خلف إصابة بالغة، على مستوى العين اليسرى، مما أدى حسب تقارير طبية إلى جرح في القرنية أفقده حاسة البصر، تقول التنسيقية. واستنكرت التنسيقية تعامل إدارة المؤسسة مع الحادث، إذ قالت إنه في الوقت الذي وجب على الإدارة تبني إستراتيجية واضحة للحد من ظاهرة تطاول التلاميذ على الأساتذة، نجدها حريصة على محاولة تهدئة الأوضاع، ونهج سياسة اللامبالاة، والقفز على المشاكل دون حلها. وطالب الأساتذة المدير الإقليمي بالتدخل العاجل والفوري، للوقوف على حجم الاختلالات والتجاوزات المسترسلة بهذه الثانوية خاصة، وبباقي المؤسسات بالإقليم عامة. ودعت التنسيقية إلى خوض أشكال احتجاجية، للتعبير عن تذمرها من توالي الاعتداءات على الأساتذة، صونا لسلامتهم الجسدية. وتجد إدارة المؤسسات التعليمية نفسها أمام حرج كبير، في مثل هذه المواقف، إذ غالبا ما تجنح للصلح بين الطرفين، لأن مسألة فصل التلاميذ من المدرسة، أصبحت غير مقبولة لدى مسؤولي الدراسة، كما أن المفتشين ومديري الأكاديميات لا يقبلون حتى طرد التلميذ من الحصة الدراسية، فما بالك بالفصل من الدراسة، في وقت يتجاوز فيه حجم التلاميذ ضحايا الهدر المدرسي 300 ألف تلميذ. عصام الناصيري