«فاعل خير-آسفي» مبادرة شبابية لجمع تبرعات لاقتناء ملابس العيد لتعميم الفرحة على أبناء المحتاجين "لهلا يحرم شي حد من فرحة العيد"، دعاء طالما سمعناه يتردد على ألسنة الأمهات المغربيات سواء في البيوت أو في الشوارع عند الحديث عن صعوبة تعترض بعض الأفراد والأسر، لكن مع مواقع التواصل الاجتماعي تحول التمني إلى شعار لمبادرة خيرية لتعميم الفرحة. من المبادرات التي جعلت أصحابها يستحقون دخول نادي "قافزين" لتسليط الضوء عليها، تلك التي تتعلق بحملة اقتناء ملابس العيد للأطفال التي أطلقها خيرة شباب آسفي، الذين انتظموا في جمعية "فاعل خير-آسفي"، وجعلوا من موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" منطلقا لتجسيد إنسانتيهم على أرض الواقع، عبر التفكير في الآخرين. أسابيع التحدي قبل أسبوعين من عيد الفطر المبارك، أطلقت جمعية "فاعل خير-آسفي"، حملة لمساعدة الأطفال اليتامى وكذا المنتمين إلى الأسر الفقيرة والمعوزة على الحصول على كسوة العيد، رسما لبسمة على شفاه الصغار، وتضامنا مع من حال بينه وبين فرحة العيد قصر ذات اليد والأزمة الاقتصادية التي أصبحت واقعا لا مفر منه، في ظل تداعيات غلاء الأسعار، التي جعلت من المنتوجات المعروضة حلما بعيد المنال بالنسبة إلى من يوجدون في وضعية اجتماعية مزرية. واختار أصحاب مبادرة "فاعل خير-آسفي" استغلال الفضاء الافتراضي وتحويله إلى فضاء للمبادرات الخيرية، عبر نشر إعلانات تدعو إلى المساهمة في حملة التبرع لفائدة الأطفال المستهدفين وإنجاح تحدي إسعادهم بكسوة العيد. وحملت الإعلانات التي شكلت حدثا مهما في مواقع التواصل الاجتماعي، مضامين مهمة تحث على أهمية الحملة الخيرية في وضع البسمة على شفاه اليتامى وأبناء المساكين، مشيرة إلى أن المساهمة بمبلغ بسيط يمكن أن تكون سببا في توفير كسوة العيد ومساعدة المعوزين على الاحتفال كباقي الجيران وسكان الحي والمغاربة والمسلمين، عوض التفرج على حالات تدمي القلوب، بعدما وجدت نفسها وحيدة في مواجهة الفقر والحاجة. إعلانات التحفيز ولجمع أكبر عدد من المتبرعين وإنجاح الحملة على أرض الواقع، حرص المنظمون لها على إرفاق إعلاناتهم بفضائل الخير والجزاء الذي ينتظر المتبرع عند الله، وكذا من الناحية النفسية التي تجعله يشعر بسعادة منقطعة النظير، حينما يرى كيف أفرح أسرا متعددة. همام سلاوي، واحد من الشباب المشرفين على الحملة الخيرية بآسفي، حرص على بث إعلانات متتالية على صفحته الرسمية تتضمن معطيات مشجعة من قبيل "تحدي يوم 27 رمضان / 18 أبريل، اقتناء 50 كسوة، لا فرحة للعيد دون إسعاد الصغار...". وأضاف سلاوي في الإعلانات ذاتها، "نعرف أطفالا نتابع حالاتهم على مدار السنة، بدون كسوة وأمهاتهم لا يستطعن والله توفيرها...لمن يريد الالتحاق بنا هذا اليوم من 3 إلى الساعة 6 وشراء ملابس لأيتام مباشرة، يرجى التواصل عبر الواتساب أو التبرع على الحساب البنكي (...)". وأورد همام الذي يعتبر واحدا من جنود الخفاء القائمين على مبادرة "فاعل خير-آسفي"، قائلا "سنقوم باستدعاء النساء الأرامل المسجلات ضمن قاعدة بيانات جمعيتنا رفقة أبنائهن للحضور عندنا لاختيار الملابس حسب أذواقهن وفق القيمة المحددة ...أو يمكننا كذلك أن نوصلكم لبيوتهن في حال توفركم على ملابس جاهزة...صدقا بدعمكم تدخلون البهجة على قلوب العشرات من الأيتام بملابس العيد الجديدة". وأوضح المتحدث نفسه، أن قيمة كسوة متكاملة تتكون من (سروال، قميص، أو فستان، حذاء...) تبلغ 300 درهم. ومن مميزات مبادرات جمعية "فاعل خير-آسفي"، أن أفرادها انقسموا إلى مجموعات تكفل بعضها بنشر إعلانات الحملة الخيرية وجمع الأموال، وأخرى بالاتصال بالعائلات المستهدفة واصطحاب الأطفال رفقة أمهاتهم لشراء كسوة العيد، حيث تضم قائمة المستفيدين يتامى ومعوزين. وبفضل هذه المبادرة الشبابية، تمكنت تلك العائلات البسيطة من الحصول على كسوة العيد، وهو ما سيضمن لأبنائها الاحتفال كباقي أطفال الجيران، حتى لا يشعروا بأي نقص وسطهم. مؤشرات مشجعة من بين الأمور التي ساهمت في تفاعل رواد "فيسبوك" مع الحملة الخيرية "كسوة العيد، أسعد يتيما"، اختيار القائمين على هذه المبادرة الاستعانة بالمؤشرات الإيجابية التي تتمثل في نجاح المراحل الأولى من الحملة التي ستستمر إلى غاية ليلة العيد، حيث نشر همام سلاوي عبارات رنانة تشجع على تبني تحدي إسعاد الأطفال، من قبيل ذكر بعض المبادرات الإحسانية الفردية أو ردود فعل العائلة المستفيدة. "ماما واش عمي... غادي يجيب لينا لبسة العيد..."، يقول همام "بهذه الكلمات والله تتحدث الأم باكية لما استدعيناها للمحل التجاري لاختيار كسوة العيد، وهي التي لم تجد غير الشاي والخبز لإفطار أبنائها الثلاثة..."، حكاية اختارها الفاعل المدني لإشراك رواد مواقع التواصل الاجتماعي الأثر الكبير الذي تخلفه مبادرة صغيرة على وقع أطفال أبرياء. وشدد المتحدث نفسه على أن هناك قصصا مؤلمة ممزوجة بنبرات الحزن والحاجة، وكذا أسرا تبيع المفروشات لإسعاد صغارها، قبل أن ينهي حديثه بالقول "رحلتنا مستمرة بفضل جودكم وكرمكم، لنطمح لإسعاد عدد جديد من اليتامى والمحتاجين...". محمد بها