علــى غـفـلة : ملحقة وزارة الخارجية… فضاء السمسرة بالمكشوف

يتصيدون روادها ويزعمون قضاء أغراضهم بمقابل يتراوح بين 300 و500 درهم منذ السادسة صباحا، تكون ملحقة وزارة الخارجية للمصادقة على العقود، بحسان بالعاصمة الرباط، على موعد مع استقبال أول الوفود. ولأن الملحقة مصلحة تهتم بالتأشير على جميع الوثائق الخاصة بالمغاربة المقيمين بالخارج أو الذين هم في طور الالتحاق بإحدى دول الخليج أو أوربا ، يفد عليها مئات المواطنين من مختلف الأعمار والأجناس، منذ ساعات الصباح الأولى أملا في الحصول على موعد متقدم في طابور طويل، يمتد إلى غاية الطرف الثاني من الزقاق الذي تقع فيه الملحقة، التي تعمل فقط نصف يوم، أي من التاسعة صباحا إلى الواحدة زوالا، ومن الثامنة والنصف صباحا إلى الثانية زوالا في باقي شهور السنة، "في رمضان فقط تبدأ الوفود بالوصول في تمام الساعة السادسة، لكن في باقي أيام السنة، ينطلق موعد اللقاء مع الثالثة صباحا"، يقول أحد سكان الحي الذي لم يخف امتعاضه من الجلبة والفوضى التي يحدثها تجمهر الراغبين في قضاء أغراضهم بالملحقة. ورغم التحسن الطفيف الذي حدث بعد إحداث ملحقة جديدة غير بعيدة عن الأولى، تقع بالضبط في زنقة تامصلوحت، تعنى بالمهام ذاتها على أن تستقبل المغاربة المقيمين في دول أخرى غير تلك الواردة في الملحقة الأولى، في محاولة لتخفيف حدة الضغط الذي تعيشه المصلحة يوميا، فإن الفوضى والاكتظاظ ما زالا على حالهما، في بناية متآكلة تبدو للعيان عاجزة عن استيعاب عشر الوافدين عليها، فبناية المؤسسة عبارة عن فيلا صغيرة من طابقين وسط مجمع سكني آهل بالسكان، لا يمكنها استيعاب الحشود الهائلة للمواطنين التي تتوافد عليها يوميا. بناية تفتقر حتى إلى يافطة تدل على اسمها، بعدما أكدت روايات للمواطنين وسكان الحي بأن جماعة من السماسرة كانت وراء نزع لافتة نحاسية خط عليها اسم الملحقة. فرغم حملات "تصفية" حشود من نوع آخر، تتجمهر هي الأخرى أمام بناية الملحقة، بل إن أفرادها غالبا ما يكونون أول الواصلين، منذ أن ترسل الشمس أشعتها الأولى، مازال المواطنون مرغمين على تحمل تطفل "جماعة السماسرية" الذين يتربصون بهم، أمتارا قليلة على بوابة الملحقة التي يحرسها أحد عناصر الوقاية المدنية، فما إن تلج الزقاق الذي توجد به الملحقة، راجلا كنت أو داخل سيارتك الخاصة أو سيارة أجرة صغيرة حتى يتسابق نحوك رجال "غلاظ" مبادرين للسؤال "الخارجية؟ الخارجية؟" لينطلق مسلسل التفاوض، فهذا يزعم أن يده طولى، وبإمكانه تقديم موعد الاستقبال حسب المبلغ المالي الذي يبدي الراغب في ذلك استعداده لتقديمه، فيما آخر يؤكد بحسم "شوفي إيلا كنتي اسبانيا ولا السعودية ولا الإمارات حاجتك مقضية مافيهاش"، موضحا أن بإمكانه التوسط لقضاء مصلحة الوافد على الملحقة في غضون دقائق، مقابل مبلغ مالي يتراوح بين 300 و500 درهم.معاناة المواطنين جراء الاكتظاظ، تمتد لتشمل سكان الحي الذين ما انفكوا يخوضون الاحتجاج تلو الآخر، منذ أن كان محمد بنعيسى، وزيرا للخارجية، إذ توالت الشكايات عن الضرر الذي يلحق سكان الحي جراء الجلبة التي يحدثها توافد المواطنين في الساعات الأولى من الصباح، علاوة على كم الأزبال المتراكمة، من بقايا الأكل وحفاظات الأطفال الرضع الذين يجبر بعضهم على اصطحابهم، ومشاكل ركن السيارات التي تسد كل مداخل الزقاق وتعيق حركة خروج ودخول السكان، ليكتمل مشهد الفوضى التي يشهدها بشجارات السماسرة على كيفية "اقتسام الغنائم المفترضة".هجر المغلي

علــى غـفـلة : ملحقة وزارة الخارجية… فضاء السمسرة بالمكشوف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التقرير المالي وفتاح يثيران الجدل بجمع الرجاء

التحقيق في ملف إتاوات بأوقاف آسفي

مقالات ذات صلة