ليل فاس في رمضان… شيشة ومخدرات وسهرات ماجنة

فندق أشهر خدماته في تقديم الشيشة "علانية" والأمن ضيق الخناق على مروجي المخدرات لا يجد بعض أصحاب المقاهي والحانات حرجا في فتح أبوابها ليلا في شهر التوبة والغفران، في وجه "المبليين" بتدخين الشيشة وما جاورها من ظواهر يجدون فيها بديلا عن إدمانهم تناول الخمور بأنواعها، لتعويض خسائر إغلاقها أو قلة الإقبال وضعف المدخول ، مغلفين ذلك أحيانا بسهرات ماجنة خلف أبواب محروسة من قبل حراس ببنيات جسمانية قوية، لإخفاء حقيقة ما يجري ويدور داخلها.ولم يمنع إصدار جماعة فاس، عدة قرارات سابقة بإغلاق عشرات المقاهي المشتبه في استقبالها زبناء الشيشة انسجاما مع مقرر دورة سابقة لمجلسها، من استمرار الظاهرة، خاصة ببعض المحلات البعيدة عن الأعين ببعض الأحياء التي لا تكتفي بترويج الشيشة، بل تفتح المجال أمام الشباب "المبلي" لتدخين المخدرات، أو على الأقل لا يكلف أصحابها أنفسهم عناء منعهم من ذلك احتراما للمكان. والأغرب إقدام فندق مصنف بالمدينة الجديدة على إشهار خدماته في تقديم الشيشة للمبتلين بها في ليال رمضانية خاصة يحضنها فضاؤه المنفتح على الهواء الطلق الحاضن لسهرات فنية يومية بأسعار مهمة ليست في متناول إلا من أنعم الله عليهم بخيره الوافر، بواسطة لوحة إشهارية كبيرة ثبتت في موقع إستراتيجي، ضدا على كل المساعي الرامية إلى اجتثاث هذه الظاهرة المنبوذة."هذه الجرأة الزائدة" في إشهار "بضاعة" مثار إجماع على أضرارها، أثارت ردود فعل إعلامية قوية نبهت إلى خطورة التحدي الذي أعلنته بعض المقاهي الصادرة في حقها قرارات الإغلاق للسبب نفسه، بإعادة فتحها في هذا الشهر في انتظار "جرأة" رسمية تخلص المدينة وسكانها من "شيشة" نخرت أجسام شباب وفتيات ارتمين في حضنها بشكل مثير ولا يتوانين على التضحية بكل شيء لأجلها.ولا يعتبر ليل رمضان بفاس مجرد فرصة للاستمتاع بتدخين الشيشة بتلك الأوكار التي تجد فيها بائعات الهوى "هاي كلاس" مكانا آمنا للبحث عن زبناء اللذة أمام تضييق الخناق عليهن في حملات أمنية اعتقلت عشرات منهن فيها بعضهن أثناء مداهمة محلات مشبوهة بمواقع مختلفة، وبالشارع العام ببعض المواقع المعروفة باستفحال تجارة الجسد الرخيص في الريكس وفلورانسا وغيرهما.صور لهذه المظاهر المشينة يمكن الوقوف عليها بشارع الحسن الثاني أرقى وأجمل شوارع المدينة، الذي تحول إلى ما يشبه سوقا مفتوحة لتجارة التين الهندي و"شالوان" والذرة وغيرها، وأجساد مستعدة للانبطاح وتلبية كل الرغبات مقابل الكسب من زبناء مستعدين للدفع لإرواء كبتهم، ما يمكن الوقوف عليه ليلا ويوميا خاصة في سهرات تقيمها بعض الحانات والمقاهي شبه المختصة.ذاك ما اكتشفه الأصدقاء الثلاثة في جولة بالشارع بموقع قريب من تمثال الأسد البرونزي، حيث الموسيقى الصاخبة المنبعثة من تلك المحلات المستقطبة لزبناء "خاصين" مستعدين للرقص وأشياء أخرى، على إيقاع أغنية "اللي ما بغا الحاجة، الله يلعن والديه" التي ثقبت طبول آذان سامعيها في تلك الليلة الرمضانية، غير بعيد عن موقع اتخذه شابان لتدخين لفافات الحشيش أمام أعين الجميع.بنهم كانا يتناوبان على تدخين اللفافة غير مكترثين بمن حولهما ورائحة الشيرا المنبعثة، على غرار عشرات الشباب من أمثالهم الذين يتلذذون ب"نشوتهم" ليلا في أماكن منعزلة بهذا الشارع وغيره، ويؤدون ضرائب إدمانهم الذي يحولهم إلى أدوات ووسائل مطيعة تسخر كالخواتم في الأصابع ومؤهلة لتنفيذ عمليات سرقة وإجرامية لتدبر تكاليف جرعات تخمد نار "البلية" وكل السموم.هؤلاء وغيرهم يلجؤون إلى إدمان المخدرات في رمضان، خاصة منهم المدمنين على الخمور المحرم تناولها فيه، ما يشكل فرصة مواتية لمروجيها للكسب المضاعف على حساب جيوب وصحة مدمنين يتحولون أحيانا إلى ضحايا "نشوة" تتأجج نهارا في غياب إرادة حقيقية للإقلاع عن الإدمان، خاصة في ظل ارتفاع أسعارها أمام تشديد الخناق على مروجيها بمختلف الأحياء، من قبل الأمن.ووضعت مصالح أمن فاس خطة محكمة لشل حركة مروجي المخدرات قبل وإبان هذا الشهر الكريم، ما تؤكده الأرقام اليومية المعلنة عن رقم المعتقلين بتهم الترويج وتسهيل المسك وتسهيل استعمالها على الغير أو الاستهلاك، والمحالين على ابتدائية المدينة، الذين يتراوح عددهم بين 4 و7 يوميا، بدليل إحالة 7 شباب الثلاثاء الماضي بالتهم ذاتها وبعضها مرتبط بتعنيف الأصول والتهديد. أما جلسة زوال الاثنين الماضي فشهدت بدورها إحالة 12 شابا في 12 ملفا جنحيا تلبسيا بالتهم المذكورة المرتبطة بترويج واستهلاك المخدرات التي تنتعش تجارتها بشكل لافت للانتباه في هذا الشهر، خاصة ما يتعلق بالشيرا والكيف والأقراص المهلوسة والمعجون، التي تأسر إرادة مدمنين وتنعش جيوب تجار مستعدين لكل شيء حتى للمتاجرة في إنسانية الإنسان المغلوب على أمره.حميد الأبيض (فاس)

ليل فاس في رمضان… شيشة ومخدرات وسهرات ماجنة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ارتفاع مؤشر استهلاك وترويج المخدرات في رمضان بأكادير

الخيم موضة الليالي الرمضانية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات