علمت "الصباح" أن قاربا كان يقل عددا من الشباب، الراغبين في الهجرة السرية نحو جزر الكناري، انطلاقا من السواحل الجنوبية للمملكة، لم يتمكنوا من العبور، إذ غرق قاربهم وتوفي عدد منهم، إذ لفظ المحيط حوالي 11 جثة، بينهم 8 مغاربة و3 مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء. وحضرت عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة إلى مكان اكتشاف الجثث، بالمنطقة التي تدعى الشاطئ الأبيض، التابع لكلميم، إذ قامت بنقل الجثث إلى مستودع الأموات بالمدينة، وفتحت تحقيقا في الحادث، للوقوف على حيثياتها، خاصة أنه لم يتم التعرف على أسر المعنيين بعد. وبعد انتشار الخبر أن الهالكين ينتمون إلى كلميم، وأن جلهم شباب، قال مصدر محلي لـ "الصباح"، إن الأمر يتعلق بشباب من منطقة السمارة وليس كلميم، وإن الأخبار المتداولة في المنطقة لم تؤكد قيام شباب كلميم بهذه الخطوة، وأن الأمر حدث في السمارة. وليست هذه الفاجعة الأولى التي تعيشها الأقاليم الجنوبية للمملكة في ما يتعلق بالهجرة السرية، إذ في يناير الماضي، توفي 13 شابا بعد انقلاب قارب في سواحل "مير اللفت"، ما خلف استياء كبيرا في المنطقة. وتحولت سواحل الجنوب إلى معبر رئيسي للمهاجرين السريين صوب إسبانيا، إذ يستغلون شساعة المسافات بين المدن، وتحدي مراقبة الحدود، من أجل تنفيذ هذه العمليات، التي تدخل في خانة الاتجار بالبشر، تقوم به عصابات عابرة للقارات، والتي نقلت نشاطها من الشمال إلى الأقاليم الجنوبية، إذ أصبحت الداخلة والعيون وكلميم وغيرها من المناطق في الجنوب، تشكل قواعد للهجرة إلى إسبانيا. يذكر أن المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط ابتلعا في 2021، أزيد من 4400 مهاجر سري، كانوا في طريقهم نحو إسبانيا، من بينهم 205 أطفال، وأزيد من 620 امرأة، والأدهى أن جل الضحايا لم تتمكن أسرهم من استعادة جثثهم، بنسبة فاقت 94 في المائة. وحاول المهاجرون المغاربة، وآخرون من دول إفريقية أخرى الوصول إلى إسبانيا دون جدوى، خاصة الذين اختاروا طريق جزر الكناري، إذ غرق فيها أزيد من 90 في المائة من الضحايا، (4016 ضحية) كانوا على متن 124 ناقلة، وفق تقرير لمنظمة "كامينادو فروانتيراس". عصام الناصيري