بعضها تسبب في حوادث مميتة والظاهرة لم تستثن كبار القوم وفتيات ونساء "الترمضينة" في السياقة، تشكل خطرا، لأنها غالبا ما تنتهي بحوادث سير، قد تكون خطيرة بسبب الانفعال الزائد وفقدان السيطرة على التصرفات. المثير في هذه "الترمضينة"، التي ورطت حتى كبار القوم، دخول العنصر النسوي، إذ صار لهن حضور وازن وعلى استعداد للمواجهة. كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا بشارع يؤدي إلى مدارة "شيميكولور" بالبيضاء. حدث سوء فهم بين شاب يقود سيارة من نوع "رونو كليو" وسائق سيارة أجرة من الحجم الكبير. بدأ الأمر بتبادل العتاب بين الطرفين، إذ يتهم كل واحد الآخر، أنه لم يحترم حق الأسبقية. حاول بعض المارة وسائقون آخرون تهدئة الوضع، خصوصا بعد تزايد حرارة النقاش، الذي وصل إلى تبادل الشتم، قبل أن يترجلا معا من سيارتيهما، وينخرطا في معركة بالأيدي، وبعد تبادل الضرب، هدأ روعهما، وعاد كل واحد إلى سيارته وانطلقا كأن لا شيء حدث. هذه الواقعة تتكرر بشكل دائم في رمضان ليس فقط بالبيضاء، بل في جيمع المدن، فـ"الترمضينة" أثناء السياقة قد تكلف شخصا حياته، كما الأمر لشاب انطلق من ضواحي بني ملال ظهرا على أن يصل خنيفرة مع الأذان مباشرة، إلا أن الوجهة كانت القبر، والسبب "ترمضينة" غير مبررة كلفته حادثة سير مميتة. القصة أن الضحية لحظة وصوله منعرجا قرب خنيفرة، اصطدمت سيارته بسيارة شخص كانت في الاتجاه المعاكس، فتعرض لوابل من السب والشتم، ليقرر مطاردة خصمه للقصاص منه. تمت المطاردة على شاكلة أفلام الحركة، وحاول الضحية في كل مرة تجاوز سيارة خصمه لإجباره على التوقف دون جدوى، وفي لحظة فوجئ الضحية أن خصمه بشكل غير معتاد يسمح له بالتجاوز، ولما ضغط على دواسة البنزين للرفع من السرعة، وجد نفسه وجها لوجه أمام شاحنة من الحجم الكبير. لم تعد "الترمضينة" حكرا على الرجال، بل تنافست فيها شابات ونساء من مختلف الأعمار. يتذكر عبد الجليل، موظف جماعي، قصة مثيرة جمعته بخمسينية بمدارة "شيمكولور" بالبيضاء خلال يوم رمضاني ساخن جدا. يشرح عبد الجليل أنه فوجئ بسيارة تقودها امرأة في الخمسينات من العمر، تجاوزته بطريقة اعتبرها مستفزة وكادت أن تتسبب في حادثة. احتج عبد الجليل بشدة على هذا السلوك عبر منبه الصوت، فوجد نفسه أمام تلويحات باليد تهدده بأوخم العواقب. حاول تعقبها، ففوجئ بها تفرمل سيارتها بشكل مفاجئ، والهدف من هذه الخطوة توريطه في صدم سيارتها، وبالتالي تحمل المسؤولية. عم عبد الجليل غضب كبير، وترجل من سيارته، ليفاجأ بها، تحاول الاعتداء عليه، لولا تدخل بعض المارة الذين شلوا حركتها وأقنعوها بالعودة إلى سيارتها. إذا كان عبد الجليل تفادى المواجهة مع المرأة الخمسينية، فإن ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة، بمنطقة مولاي رشيد، نقلوا إلى المستعجلات بعد تعرض سيارتهم للتخريب في عراك حامي الوطيس، لحظات قبل أذان المغرب. القصة بدأت بتعمد شاب رفقة صديقه على متن سيارة، المرور رغم الضوء الأحمر، فكاد أن يصطدم بسيارة الضحايا الثلاثة، اختفى الشابان عن الأنظار، وبعد دقائق عادا رفقة أصدقاء لهما روعوا المكان واعتدوا على الضحايا وكسروا زجاج سيارتهم. مصطفى لطفي