سقوط “ليوتنان” ودركيين آخرين

قاض ودركيون في مستنقع المخدرات 4 التقوا بارونا جزائريا بمقهى بالمحمدية لمساعدته على تهريب الشيرا هي حكاية مثيرة، فجرتها تسريبات أشرطة من القاعدة العسكرية الخامسة التابعة للبحرية الملكية بالقصر الصغير، عنوانها استغلال آليات الدرك البحري من سيارات ذات دفع رباعي، وزوارق مكتوب عليها الدرك البحري، لتهريب المخدرات. أسقطت الأبحاث قائد المركز البحري ومساعده و11 دركيا آخرين، وبعد تعميق البحث سقط "ليوتنان" بالدرك وعناصر أخرى بمراكز تدريب بمراكش وابن سليمان وابن كرير، وبارونات مخدرات. لكن أصل الحكاية هو سقوط قاض يشتغل نائبا لوكيل الملك بخنيفرة، تبين صلته ببارون جزائري، وبضغطه على الدرك لمساعدته في التهريب. عبد الحليم لعريبي اتسعت دائرة الأبحاث التمهيدية وتناسلت الاعترافات وفتحت الخبرات التقنية التي أجريت على مجموعة من الهواتف أمام محققي الفرقة الوطنية معطيات أخرى، مهدت لاعتقال مسؤول دركي برتبة "ليوتنان" ومسؤولين آخرين برتب "أدجيدون" بمراكز التدريب بابن كرير وابن سليمان والناظور. وكان أول المطاح بهم في الموجة الثانية من عمليات المداهمة والإيقاف، دركي يشتغل بمركز تدريب الدرك بابن سليمان، الذي صرح بعلاقته بالملازم في الدرك، إذ ظهرت على "ليوتنان" علامات ثراء فاحش، وتبين أنه على اتصال وثيق بالدركي الذي يعتبر بمثابة الذراع الأيمن لقائد المركز البحري بالقصر الصغير. لكن الذي فاجأ ضباط الفرقة الوطنية، أن الملازم وعنصر مركز ابن سليمان وآخرين التقوا جزائريا بإحدى مقاهي المحمدية، أظهرت الأبحاث أنه من العقول المدبرة لعمليات الاتجار الدولي في المخدرات، وعلى صلة بمجموعة من الأشخاص على الصعيد الوطني. واعترف الدركي بمركز التدريب، سالف الذكر، أنه قام بتنزيل تطبيق معلوماتي يساعد في محو كل آثار المكالمات الهاتفية المشبوهة وإرسالها إلى هاتف "ليوتنان" بالدرك، وعمل الأخير على إرسالها إلى عضو بالشبكة مقابل مليون سنتيم، قصد اطمئنان المتورطين على صعوبة ولوج الدرك أو الأمن إلى مكالماتهم. وبعد تعميق البحث من قبل الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية للدرك، تبين وجود مجموعة من المكالمات الهاتفية التي دارت بين أشخاص، اتضح بعد تشخيص هوياتهم انتماؤهم إلى صفوف الدرك وأيضا محسوبون على التهريب الدولي للمخدرات، ليسقط شخص يتحدر من عائلة عريقة بخنيفرة، كان يدعي عدم قدرة مصالح الأمن والقضاء على التحقيق معه أو إيداعه السجن، ليجد نفسه رفقة مجموعة من الدركيين العاملين بالقصر الصغير وابن اكرير وابن سليمان والناظور، رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن العرجات 2 بسلا. وانتهت قاضية التحقيق المكلفة بجرائم الأموال لدى محكمة الاستئناف بالرباط، إلى وجود وسائل إثبات قوية وذلك بالرجوع إلى وثائق الملف ومستنداته وتصريحات الأطراف والشهود الذين جرى الاستماع إليهم، سواء أثناء مرحلة البحث التمهيدي أو من خلال التحقيق الإعدادي، فتبين أن الأفعال المنسوبة إلى المتهمين من حيازة ونقل المخدرات وتهريبها على الصعيد الدولي والارتشاء بتسلم مبالغ مالية للقيام بأعمال غير مشروعة والامتناع عن القيام بأعمال الوظيفة وخرق أحكام حيازة المخدرات داخل دائرة الجمارك والمشاركة في ذلك وتصدير المخدرات وتزوير صفائح السيارات وحيازة بضائع خاضعة للرسوم عند الاستيراد، ثابتة في حقهم بسبب حالة التلبس التي ضبطوا عليها من خلال حيازتهم للمخدرات وتهريبها على الصعيد الدولي، وكذلك من مقاطع الفيديو التي تثبت هذه العمليات الإجرامية، مقابل تلقيهم أموالا للتغاضي عن هذه الأفعال من قبل مروجين للشيرا. إغراء وفشل شخصت فرق التحقيق المكلفة أسماء بارونات دوليين يتحدرون من الفنيدق، مازالت الأبحاث جارية عنهم، فيما سقط آخرون على ارتباط بتهريب كميات مهمة من الممنوعات عبر ميناء القصر الصغير، وأيضا بمنطقة فرخانة، نواحي الناظور، إذ جرى إغراء أشخاص على شحن المخدرات من هذه المنطقة، لكن العمليات فشلت بسبب المراقبة المشددة من قبل مراكز القوات المساعدة المكلفة بحراسة النقط البحرية بالمنطقة.

سقوط “ليوتنان” ودركيين آخرين

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مؤامرة جنوب إفريقية في الصحراء

ليون: "ناس فاس أشرف خلق الله"

مقالات ذات صلة