كان من الممكن أن يمر الديربي بين الرجاء والوداد في ظروف أفضل بكثير من التي جرى فيها، لكن ذلك لم يحدث، كيف؟ صحيح أن من حق جماهير الوداد مقاطعة المباراة، لكن التنظيم بشكل عام تم بشكل خاطئ، من كل الأطراف التي يفترض أن تسهر على إنجاحها. فقرار إجراء المباراة بحضور الجمهور، تم في آخر لحظة، فيما كان من المفروض اتخاذه قبل ذلك بأيام، حتى يتسنى تدبير الإجراءات التنظيمية، والتسويقية اللازمة لمباراة من هذا الحجم، والتواصل مع مشجعي الفريقين بطريقة أكثر وضوحا واحترافية. ففي هذا المستوى من المنافسات، التي نسميها احترافية، جمهور الوداد، ليس ضيفا فقط، لإنجاح مباراة تعد وجه كرة القدم الوطنية، بل هو زبون أيضا، لأنه يقتني التذاكر، ويشاهد لوحات المحتضنين، وينعش مالية الفريقين، لهذا كان من الأحسن التواصل معه بطريقة أفضل، من قبل مسؤولي الرجاء، باعتباره النادي المنظم. صحيح أن أثمنة التذاكر في البطولة الوطنية هزيلة جدا، ولا تساير التطور الكبير في ميزانيات الأندية، لكن رفعه في مباراة الديربي بالضبط، لم يكن قرارا مدروسا، بما فيه الكفاية، وأعطى انطباعا لجمهور الوداد مفاده بأنه غير مرغوب فيه، الأمر الذي زاد الغضب، وتسبب في المقاطعة. كما أن اجتماعات ولقاءات مسؤولي الأندية ومصالح الأمن والسلطات المحلية قبل المباراة كانت مثل مواجهات وصراعات في الكواليس، عوض أن تكون لقاءات تشاورية وتنسيقية، تليها ندوات وبلاغات تحسيسية. وحتى المسافة التي قالت الجامعة إنها تركتها مع منافسات البطولة التي تشرف عليها العصبة الاحترافية، ستزيد في حدة الاحتقان وأزمة الثقة وقد تضر أكثر مما تنفع. أما تحكيم رضوان جيد، وبدون الخوض في تفاصيل القرارات التي كان يتخذها، والاحتقان الذي تسبب فيه، فعندما تستحضر تحكيم كلاسيكو الريال والبارصا الذي سبق الديربي بدقائق، وسلاسة اتخاذ القرارات، وهدوء الحكم مارتينيز مانويرا، ورزانته، ومرونة تواصله مع اللاعبين، يجعلك تخرج بفكرة واحدة هي أن التحكيم المغربي مريض، وهذا أقل ما يمكن أن يقال في حقه. للأسف. عبد الإله المتقي