صمدي... أسد من الماضي 3 بكيت في أول يوم أغادر فيه عائلتي لدخول مدرسة الجيش الملكي هل كنت من بين أوائل اللاعبين الذين ولجوا مدرسة الجيش الملكي؟ > بل من بين أول اللاعبين الذين ولجوا أول مدرسة كرة قدم في المغرب، إذ خضنا التداريب والمباريات إضافة إلى الإيواء فقط، والدراسة خارجها، في المدارس العمومية، وذلك في 1987 و1988، والمدرب الكبير كليزو كان صاحب الفكرة، وأجريت جولة انتقائية للاعبين في جميع أنحاء المغرب، وجلب عدد من اللاعبين أمثال الحضريوي. كيف كانت ردة فعل أسرتك بعد استدعائك للمدرسة؟ > لم أتقبل الأمر في الوهلة الأولى، لأنه لم يسبق لي أن غادرتهم قبل ذلك، وتربطني علاقة وطيدة بوالدي، إلى درجة أنني وضعت بين خيارين، إما قبول ولوج المدرسة، ولعب كرة القدم التي أحبها، أو مغادرة والدي والاستقرار بالمدرسة، لكن عبد القادر الخياطي أقنعني، سيما أن هناك لاعبين آخرين قادمون من وزان وتازة ومدن بعيدة جدا عن الرباط، وأني محظوظ لأن المركز بالقرب من منزل عائلتي. من كان يختار اللاعبين لولوج المدرسة؟ > كليزو من قام بكل شيء، وقبل أن يطرح علي الأمر، جمع جميع اللاعبين، لكن عبد القادر الخياطي فاتحه بشأني، ورفض إدخالي للمدرسة دون اختبار، فطلب منه أن يبرمج مباراة صغيرة، فجمع له ثمانية لاعبين أو عشرة، لا أكثر، ولعبنا "قويدسات". هل حضر شخص آخر مع كليزو؟ > حضر لوحده في سيارته الخاصة من نوع "رونو 4"، مرتديا لباسا أنيقا جدا، ولم ينزل من سيارته، وقبل أن يطلب من عبد القادر إعطاء انطلاقة المباراة، قال لي عبد القادر عندما أقول لك "دابا"، عليك أن تقوم بـ "عامرة خاوية"، وما هي إلا عشر دقائق حتى طلب منه كليزو أن يوقف المباراة. لماذا؟ > طلب منه كيلزو أن يخبرني بجمع حقيبتي، والالتحاق بمدرسة الفريق في اليوم الموالي. كيف أقنعت أفراد أسرتك بمغادرتك لهم؟ > في الحقيقة، أنا من لم يتقبل الأمر، وكان صعبا علي ذلك، لأنه أول يوم سأغادر فيه عائلتي. لم أتوقف يومها عن البكاء، وقضيت ليلتي الأولى مكتئبا. ما الذي أضافته لك المدرسة؟ > أشياء كثيرة، في مقدمتها تحمل المسؤولية منذ الصغر، والالتزام بالتعليمات والإجراءات، الشبيهة إلى حد ما بنظيرتها في الخدمة العسكرية، مع تغيير نمط العيش، ومتابعة دراستي بشكل منتظم، ومن بين الأشياء التي لقنت لنا، حلق شعر الرأس، وطريقة ارتداء اللباس الرياضي استعدادا للتداريب بشكلها الصحيح، وكان حريصا على تتبع تداريبنا، رغم أننا أربع فئات، اثنتان للفتيان، ومثلهما في الشباب، إذ يقسم الملعب إلى أربعة أجزاء. من هم المؤطرون الذين أشرفوا عليكم؟ > العديد من اللاعبين السابقين للجيش والمنتخب الوطني، وأذكر من بينهم علال وباخا والتنيوني وكاش وأومزدي والناجي ونصوح، الذي دربني، ودرست بإعدادية الإمام البخاري، وبعد ذلك انتقلت إلى ثانوية مولاي يوسف،والمعروف عنها أنها من المؤسسات التعليمية الأكثر صرامة، ومن الصعب التغيب، وإذا لم تحضر في الوقت فسيكون مصيرك العقاب، لا محالة. هل وقعت لك مشاكل؟ > أذكر ذات مرة، أن المراقب العام رآني مغادرا، وقام بصفعي في وجهي، صفعة لم ولن أنساها في حياتي، سيما أن التداريب كانت تنظم لنا بين منتصف النهار والثانية بعد الزوال، وهو الوقت الذي يمنح لنا للغذاء بين فترتي الدارسة الصباحية والمسائية، عكس الدراسة العادية في المؤسسات العمومية، إذ وجدت صعوبات كثيرة، بحكم عدم توفر النقل.