الأندية تعاني الفقر والهشاشة والبنيات التحتية لا تستجيب للتطلعات وكرة القدم نقطة ضوء تراجعت الرياضة بسيدي بنور كثيرا، في ظل اندثار البنيات التحتية، وتراجع الدعم المادي، الذي كانت تستفيد منه مختلف الرياضات. ورغم أن سيدي بنور أصبح إقليما قائم الذات منذ 2009، ويعتبر قطبا اقتصاديا وسياحيا بامتياز وقاطرة لجهة البيضاء سطات فلاحيا، فإن بنياته التحتية الرياضية، أصبحت لا تستجيب لتطلعات شبابها ومسؤوليها الرياضيين. وتعاني الفرق الرياضية العوز وضيق الحال، إلى درجة أن فريقها الأول (فتح سيدي بنور لكرة القدم) المحتل حاليا للرتبة الأولى والطامح إلى الصعود للقسم الوطني الأول للهواة، أصبح يلجأ إلى الاكتتاب وجمع التبرعات لتدبير مصاريف التنقل، كلما اضطر للعب خارج الإقليم. ولا يرقى الملعب البلدي لطموحات فرق كرة القدم الرجالية والنسائية، إذ لم يعد صالحا، بحكم وجوده وسط المدينة من جهة، وتلاشي عشبه الاصطناعي من جهة ثانية. تراجع ملحوظ تراجعت العديد من الرياضات، بل انقرض الكثير منها، مثل ألعاب القوى التي كانت رائدة، إذ كونت أبطالا كإدريس الوناني، المتخصص في الجري السريع والفائز بميدالية ذهبية في بطولة جهوية، ونال ميدالية ذهبية أخرى رفقة الأبطال حسن المش وبوشعيب المعاشي وفرحات من سطات في الجري بالتناوب. وتراجعت كرة اليد، الحائزة على بطولة المغرب سنة 1968 بالرباط، عن طريق لاعبين متميزين حينها، أمثال إدريس الوناني وجمال الدين الغربي وبوشعيب بن الظهرة وبوشعيب ومحمد السفاح والحارس بالوافي وعبد الله عبيدة وبوشعيب زين الدين ورحال بلحراكة والمرحوم بلعبار وعبد الكريم بويزي. وتأسف محمد الهواري، أحد الفعاليات الرياضية بسيدي بنور، الذي ساهم في تأسيس العديد من الفروع، لاندثار كرة الطاولة، التي كان لها إشعاع على الصعيد المحلي والوطني، كما اندثرت الكرة المستطيلة ورياضة الدراجات، التي أعطت العديد من الأسماء الرياضية. ودعا الهواري المسؤولين المحليين والإقليميين إلى ضرورة الالتفاف حول فريق كرة القدم، الذي يعاني كما تعاني باقي الرياضات، بسبب قلة الدعم المادي واللوجستيكي، مشيرا إلى أن أحد المستثمرين سبق له تقديم اقتراح مهم يقضي بتفويت الملعب البلدي له، والذي يقع وسط المدينة مقابل بناء مركب رياضي متكامل خارج المدينة، لكن اقتراحه قوبل بالرفض. الفتح... قاطرة على الورق لم يسلم فتح سيدي بنور لكرة القدم، الذي تأسس في 1957، بدوره من التراجع، بعدما سبق له اللعب بالقسم الوطني الثاني، عندما كان يدربه المدرب الوطني واللاعب الدولي السابق محمد المعروفي، وسبق له تفريخ العديد من اللاعبين الذين لعبوا لفرق وطنية منهم، ميلود وزير والحمدوني المرجاوي والحارس يوسف العبادي وصلاح الدين شعالي، الذين لعبوا للدفاع الحسني الجديدي، وشعيبة غوجة الذي لعب لجمعية الحليب واتحاد سيدي قاسم. ورغم أن الفتح يحتل اليوم الرتبة الأولى في شطر الجنوب هواة الثاني، وتحدو مسؤوليه رغبة قوية للصعود، فإن الأزمة المالية ترخي بظلالها عليهم، وتحد من طموحاتهم. واضطر الفريق في بداية الموسم الجاري إلى الاكتتاب، عبر أعضاء مكتبه كي لا يقدم اعتذارا عاما. ويعتبر فريق كرة القدم النسوية نقطة الضوء بسيدي بنور، إذ رغم حداثة تكوينه، فإنه يأتي على الأخضر واليابس، ويسير نحو تحقيق الصعود إلى القسم الوطني الثاني، رغم ضعف الإمكانيات المادية المرصودة له. وتمكن مسؤولو الفريق مع ذلك من الوفاء بالتزاماتهم المالية اتجاه اللاعبات، وتأهل الفريق على بعد دورة واحدة من نهاية شطر دكالة إلى مباراة السد، التي ستجمعه بمتصدر ترتيب شطر الشاوية، للتباري على بطاقة الصعود إلى القسم الوطني الثاني. ويتوفر فرع كرة القدم النسوية على فئة أقل من 15 سنة، وتمثله ست لاعبات في منتخب عصبة الشاوية دكالة. ملعب انتهت صلاحيته يوجد الملعب البلدي وسط المدينة، إذ لم يعد يفي بالغرض الذي أنشئ من أجله، بعد ارتفاع عدد سكان المدينة، وتزايد عدد الفرق الممارسة لمختلف الرياضات. وأصبحت الضرورة تقتضي إحداث ملعب كبير بمواصفات جديدة تستجيب لمتطلبات ممارسة مختلف الرياضات. وأكد مستشار جماعي أن المجلس خصص غلافا ماليا يقدر بمليوني درهم لإعداد دراسة خاصة، لتجديد الملعب ومرافقه، تشكل إعادة هيكلة المستودعات والمرافق التابعة له، وإحداث ملعبين للقرب معشوشبين بالعشب الاصطناعي، أحدها قرب مقر المحافظة العقارية والثاني قرب إعدادية حمان الفطواكي، لكن الضرورة تقتضي بناء ملعب خارج المدينة، لأن الملعب الحالي صغير، ولا يتوفر على موقف للسيارات، كما أن المدرجات لا تكفي الجماهير التي تحضر المباريات، إضافة إلى وجوده وسط حي سكنى. وعرفت سيدي بنور بريادتها لكرة القدم، إذ كانت تتوفر على بطولة مهنية، كما اندثر فريق شباب وأمل سيدي بنور لغياب الدعم المالي. ويسير فريق أنوار سيدي بنور في الاتجاه الصحيح، إذ يحتل الرتبة الأولى في البطولة الجهوية التابعة لعصبة دكالة الشاوية، أملا في التأهل لمباريات السد للصعود إلى قسم الهواة. القاعة المغطاة... اللغز استبشر سكان سيدي بنور خيرا، عندما تناهى إلى علمهم برمجة قاعة مغطاة بالمدينة، لكن المشروع ظل يراوح مكانه منذ ثماني سنوات، وأسال مدادا كثيرا. وانتقدت عدد من الفرق المحلية خاصة الممارسة لكرة السلة، التي تضطر إلى السفر للعب خارج المدينة وفرق الرياضات الجماعية، كالكراطي والجيدو، هذا التأخر. وانطلقت الأشغال بهذه القاعة التي تتسع ل3000 مقعد، إذ تعد الأكبر على الصعيد الجهوي، في 2014 ورصد لها غلاف مالي يقدر آنذاك ب25 مليون درهم، وتقع على مساحة 6 آلاف متر مربع، لكن لظروف ومشاكل ترتبط بالمقاولة المكلفة بالبناء، توقفت الأشغال، ولم تستأنف إلا في بداية 2020، ووصلت نسبة تقدم الأشغال بها، حسب المندوب الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة السابق إلى 80 في المئة، لكنها توقفت بعد التغييرات التي طرأت على الوزارة الوصية. وأكدت مصادر تابعة مسؤولة أن المدير الإقليمي بتنسيق مع السلطة الإقليمية والمجلس الجماعي، بصدد عقد اجتماعات دورية للدفع في استئناف الأشغال التي تشرف على نهايتها. مطالب الرياضيين طالب العديد من المهتمين بالشأن الرياضي بسيدي بنور المنتخبين والمسؤولين الإقليميين بضرورة الاهتمام بالجانب الرياضي، من خلال برمجة مركب رياضي، والتسريع بإنهاء أشغال القاعة المغطاة، وإحداث مسبح بلدي، ومضمار لرياضة ألعاب القوى والعمل على إحياء الرياضات المنقرضة، وتشجيع وجلب شباب الإقليم للانخراط فيها. إنجاز: أحمد ذو الرشاد (سيدي بنور)