العلم طريق إلى الله : جــدليــة الإيمــان والإلـحـاد

يبدأ عمل العالم للبحث عن حل لمشكلة من المشكلات بوضع نموذج أو تجربة تعينه على دراسة الظاهرة التي يدرسها، يشرح الكتاني، مضيفا أن النموذج أو التجربة ما هي إلا محاولة لاختيار صحة فرضية من الفروض، إذ يجب أن تكـون هـذه الفرضية بسيطة مع مطابقتها للواقع، ثم يدور البحث حول النموذج أو التجربة لمعرفة العـوامل التي تؤثر في الظاهرة التي هي موضع البحث ، فإذا كانت النتائج مؤيدة للفرض الذي بدأ به، فإنه يعُده صحيحا، لأن ما ينطبق على هذا النموذج ينطبق أيضا على سواه، مما يدل على تسليمنا بأن هنالك نظاما يسود هذا الكون. "ولا يمكن أن يتصـور العقـل أن هذا النظام قد نشأ من تلقاء نفسه من العدم أو من الفوضى، وعلى ذلك فإن الإنسان المفكر لا بد أن يصل ويسلم بوجود إله منظم لهذا الكون. وعندئذ تصير فكرة الألوهية إحدى بديهيات الحياة، بل الحقيقة العظمى التي تظهر في هذا الكون" يوضح الدكتور الكتاني، الذي أبرز أن المطابقة بين الفرضية والنتيجة تعد برهانا صحيحا على صحة هذه الفرضية، ذلك أن المنطق الذي نستخدمه هنا هو أنه إذا كان هناك إله، فلا بد أن يكون هناك نظام، وعلى ذلك فما دام هناك نظام فلا بد من وجود إله.في المقابل، يضيف الكتاني، يلاحظ أن للملحدين منطقَهم، "لكنه منطق سلبي، فهم يقولون إن وجود إله، يستدل عليه بشواهد معينة، وليس ببراهين قاطعة، وهذا من وجهة نظرهم يعني عدم وجوده تعالى، إنهم يردون على الأدلة الكونية بقولهم:"إن المادة والطاقة يتحول كل منهما إلى الآخر، بحيث يمكن أن يكون الكون أبديا". كما أنهم ينكرون النظام في الكون، ويرونه مجرد وهم، وهكذا ينكرون الشعور النفسي بالعدالة والاتجاه نحو موجه أعظم. ومع ذلك لا يستطيعون أن يقيموا دليلا واحدا على عدم وجود الله، ومن منطقهم أن الأدلة المقدمة لإثبات وجود الله لا تعتبر كافية من وجهة نظرهم". وزاد الكتاني أن هناك فئة أخرى من الملحدين لا يعترفون بإله لهذا الكون، لأنهم لا يرونه، لكنهم لا ينفون وجود إله في الكون، أو عالم آخر غير هذا الكون، "ولا شك أن هذا موقف متضارب لا يستند إلى أساس سليم".وحسب الكتاني إذا قارنا بين الشواهد التي يستدل بها المؤمنون على وجود الله، وتلك التي يستند إليها الملحدون في إنكار ذاته العلية، لاتضح لنا أن وجهة نظر الملحد تحتاج إلى تسليم أكثر، مما تحتاج إليه وجهة نظر المؤمن، و"بعبارة أخرى نجد المؤمن يقيم إيمانه على البصيرة، أما الملحد فيقيم إلحاده على الجحود"، وعليه يقوم الإيمان على العقل، لأن العقل يدعو إلى الإيمان. وإذا كان الإنسان يعجز أحيانا عن مشاهدة الأدلة، فقد يكون ذلك راجعا إلى عدم قدرته على أن يفتح عينه في هذا الكون. فما الذي يدعو الإنسان إذن إلى الإيمان الحقيقي، والاعتراف بـوجود الله؟ إنه طبعا الشيء نفسه الذي يدعوه إلى الاعتراف بوجود صديقه. وعلى ذلك فإن الإيمان الحقيقي يحدث عندما يتجه الإنسان إلى ربه ويرجع إليه .

العلم طريق إلى الله : جــدليــة الإيمــان والإلـحـاد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

انطلاق النسخة الثالثة من مسابقة "مواهب ثويزا"

أمن تطوان يفك لغز اختطاف طفل بالقصر الكبير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات