برغواطة… قلب تامسنا

رسائل إلى بن طريف البرغواطي 5 ضمت قبائل عديدة وموقعها محدد لكل سياسة في بلاد المغرب في كتابه "سبع رسائل إلى صالح بن طريف" يحاول الباحث والأديب شعيب حليفي إعادة كتابة تاريخ أربعة قرون ضائعة من التاريخ الرسمي المغربي، والتي تُعرف بإمارة برغواطة، ببلاد تامسنا، بمثابة رواية أخرى لما جرى انطلاقا من العودة إلى كل المصادر المعلومة. الكتاب محاولة لإعادة تركيب تاريخ في حكاية متحررة من حقائق "زائفة" بقيت طويلا، باعتبارها الصورة الكاملة لأول إمارة مغربية، بُعَيدَ الفتح الإسلامي، مستقلة عن المشرق والخلافة الأموية، أو عن أي سلطة خارجية.في هذه الحلقات نسافر مع صاحب "مساءات الشوق" في متنه التاريخي والأدبي، وهو يخاطب شخصية تاريخية لفها الغموض وكثرت حولها الأقاويل. إعداد: عزيز المجدوب هل تعرف، يا صاحبي، هؤلاء الجغرافيين والمؤرخين؟ تَحدَّدَ موقع تامسنا ضمن بلاد المغرب الأقصى بين نهرين، وقد شاءت الأقدار أن تكون بُرغواطة قلب ومركز هذه المساحة المترامية. لذلك كان موقعها دائما محدِّدا لكل سياسة في بلاد المغرب، فها هي شالة وأزمور وآنفا، ونحو أربعين مدينة وثلاثمائة قصر ومئات المراكز والمواقع، كما ذكر ذلك الحسن الوزان. وعلى أطرافها مباشرة ستقوم أهم العواصم المغربية: فاس ومراكش ثم الرباط ومكناس. كانت تامسنا، دائما، الأرض المنبسطة المِعطاء، أرض كل خيرات الدنيا، أرض الأسُود والأنهار والشجر والطير والإنسان. بها أغنى الناس وأثراهم.. وقد أشار الشريف الإدريسي الذي عاش بُعيد نهاية دولة بُرغواطة، في كتابه «نزهة المشتاق في اختراق الآفاق»، إلى ثراء تامسنا بما يفيض عن الحاجة من شعير وقمح وزروع وقطاني وكروم وثمار وقطن وبطيخ وخيار وتين وطيور النعام ومن الحيوان مواشي وأبقار وماعز ونحل وغابات كثيفة وكثيرة وأنهار وعيون وثروات معدنية وزراعية ونباتية وسمكية، وتجارة وسفن ومدن. يقول الشريف الإدريسي: « وقبائل تامسنا شتى متفرقة، فمنهم برغواطة ومطماطة وبنو تسلت وبنو اويقمران وبعض من زناتة وبنو يجفش من زناتة، وكل هذه القبائل أصحاب حرث ومواش وجمال والغالب عليهم الفروسية وآخر سكناهم فضالة ومرسى فضالة على البحر المحيط الغربي، وبينه وبين وادي أم الربيع ثلاث مراحل. وأم الربيع على واد كبير خرار يُجاز بالمراكب سريع الجري كثير الانحدار كثير الصخور والجنادل، وبهذه القرية ألبان وأسمان ونعم وحنطة في نهاية الرخص، وبها بقول ومزارع القطاني والقطن والكمون، وهي في جنوب الوادي ويُجاز هذا الوادي إلى غيضة كبيرة من الطرفاء والأنشام وكثير العليق وهي غابة كبيرة ملتفة، والأُسد بها كثيرة وربما أضرت بالمار والجائي، غير أن أهل تلك النواحي لا يهابونها وقد تمهّروا في مقاتلتها بأنفسهم من غير سلاح وإنما يلقونها بأنفسهم عراة يلقون أكسيتهم على أذرعهم ويمسكون معهم قنات من شوك السدرة وسكاكينهم بأيديهم لا غير. وقد لقيت الأسود منهم هناك نكايات فلا مهابة بذلك لها عندهم بل تخاف ضرهم وتجتنب طرقهم"(236، 237).

برغواطة… قلب تامسنا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مجزرة تهز إقليم القنيطرة

إدانة مغتصب قاصر بالجديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات