ليلة القبض على السيليساو

حناجر الجماهير تصدح بفوز تاريخي للأسود «وتيفو» المغرب يخطف الأضواء وروح بيلي حاضرة غزت الجماهير المغربية طنجة، منذ صباح أول أمس (السبت)، لمتابعة مباراة المنتخب الوطني ونظيره البرازيلي، في أول ظهور للأسود، بعد مسارهم الموفق في مونديال قطر 2022، ببلوغهم المربع الذهبي، في إنجاز غير مسبوق للكرة المغربية والإفريقية. حضر الجمهور من كل حدب وصوب، لمؤازرة الأسود أمام منتخب السيليساو، كما احتل مشجعون الفضاءات الخضراء المحيطة بالملعب، حيث تناولوا وجبة الإفطار رفقة أسرهم وأقربائهم، في انتظار موعد انطلاق المباراة، كيف لا والحضور الجماهيري المتنوع من مختلف العالم كان وراء تألق المنتخب الوطني في المونديال قبل أربعة أشهر. طنجة تتزين بالأحمر بدت طنجة، كما لو أنها عروس تزينت باللون الأحمر، فلا يمكن المرور عبر شوارعها الفسيحة، أو الضيقة، دون أن تلاحظ القميص الأحمر والأعلام الوطنية وقبعات المنتخب تملأ فضاءات عروس الشمال، سواء من خلال عرض هذه المنتوجات للبيع في نقاط متعددة، أو حملها من قبل مشجعين. وأنت تخترق حشود الجماهير الغفيرة لا يمكنك سماع سوى شعارات وأهازيج المنتخب الوطني، وهتافات تتغنى بلاعبيه ومدربهم وليد الركراكي. وأحيانا تواجهك أسئلة "خويا واش معاك شيتيكي». ورغم نفاد التذاكر في ظرف قياسي، إلا أن الجماهير لم تفقد الأمل في الحصول عليها، ولو تطلب الأمر اقتناءها من السوق السوداء بأسعار باهظة ومكلفة، كما حدث لمشجعة اضطرت إلى شراء تذكرة فئة الدرجة الثانية (300 درهم) بألفي درهم، فيما بلغت أثمنة تذكرة الدرجة الثالثة (100 درهم) أزيد من 700 درهم. مباراة الأمن شهدت مباراة المنتخب الوطني ونظيره البرازيلي تعزيزات أمنية مكثفة، بعد الاستعانة بقوات إضافية من بعض المدن المجاورة لطنجة، من أجل حفظ النظام العام، والحيلولة دون حدوث أي انفلاتات غير محسوبة العواقب، خصوصا في ظل حضور الجماهير المكثف. وفرضت السلطات الأمنية بروتوكولا صارما، بتشديد المراقبة والتفتيش على مختلف الممرات، وأمام المحلات والمؤسسات العمومية، في إطار الخطط الاستباقية، التي تنهجها المديرية العامة للأمن الوطني، لتفادي أعمال شغب وفوضى من قبل مشجعي المنتخب الوطني، سواء قبل المباراة، أو بعدها. لم يقتصر الحضور الأمني على أفراد الشرطة والقوات العمومية والقوات المساعدة فحسب، بل شهدت حضورا وازنا لأفراد التدخل السريع والطوارئ والدرك الملكي. حناجر المشجعين تصدح صدحت حناجر المشجعين بصوت واحد "سير... سير" لحظة دخول اللاعبين إلى أرضية الميدان، لتحيتهم في سيناريو شبيه بذلك الذي شهدته ملاعب قطر، عندما أبهر الأسود العالم بأدائهم الخرافي. ارتفعت حرارة المدرجات مع ترديد الجمهور أسماء اللاعبين الواحد تلو الآخر، بغية حشد هممهم وتشجيعهم على مواصلة التألق، من أجل الحفاظ على تلك الصورة الرائعة، التي ظهروا عليها في ملاعب قطر. وما إن بدأ منشط المباراة في سرد تشكيلة المنتخب الوطني، حتى اهتزت المدرجات من جديد، بالهتاف والتشجيع، سعيا من الجماهير إلى تحفيز اللاعبين على الفوز أمام المنتخب البرازيلي، قبل أن تملأ الملعب هتافا لحظة رفع "تيفو» عملاق، احتفاء بإنجاز المنتخب الوطني ببلوغ المربع الذهبي في كأس العالم بقطر. كما حمل صورة أسد الأطلس، في إشارة إلى قوة المنتخب، الذي أصبح صعب الترويض، ولو أمام منتخبات عالمية من قبيل البرازيل وإسبانيا والبرتغال. تفاعل مع فينسيوس أظهرت الجماهير احتراما كبيرا للمنتخب البرازيلي، سواء عند ترديد أسماء اللاعبين، الذين سيخوضون المباراة، أو خلال عزف نشيده الوطني، كما خصت نجمه الأول فينسيوس جونيور بتشجيع استثنائي، قبل انطلاق المباراة. لكن الجمهور الذي هتف باسم فينسيوس في البداية، سرعان ما سيغير بوصلته تجاه لاعبي المنتخب الوطني لدعمهم ومناصرتهم، خصوصا مع انطلاق المباراة، التي تحكم فيها المنتخب الوطني بزمام الأمور، كما فاجأ البرازيل بهجومات منسقة وتمريرات محكمة، في الوقت الذي اكتفى زملاء فينسيوس بمرتدات خاطفة كادت إحداها أن تعطي ثمارها في الدقيقة 13، قبل أن يهز سفيان بوفال شباك الحارس بيريرا ويفرتون في الدقيقة 29. روح بيلي حاضرة قبل انطلاق المباراة، وقف اللاعبون ومعهم الجماهير دقيقة صمت ترحما على روح بيلي، أسطورة كرة القدم العالمية، في بادرة تعتبر الثانية من نوعها، بعد الأولى في حفل افتتاح كأس العالم للأندية، التي احتضنه المغرب في فبراير الماضي. وحمل رودريغوغويس قميص رقم 10، الذي كان يرتديه بيلي مع منتخب البرازيل طيلة مسيرته الكروية. وإضافة إلى تكريم الأسطورة بيلي، احتفت الجماهير المغربية بلاعبي المنتخب الوطني، من خلال الهتاف بأسمائهم، كلما لمس أحدهم الكرة، أو راوغ وسدد تجاه المرمى. أما في المدرجات، فجرت مباراة أخرى أبدع فيها مناصرو المنتخب بشعارات وأهازيج، فارتفعت حرارة الحماس مع مرور الدقائق بترديد شعار "سير.. سير، الذي وصل صداه العديد من الدول، كما سيطرت أغاني المسيرة الخضراء على فضاء الملعب، لتضفي حماسا آخر على المباراة. البرازيل تنتفض ولكن انتفض منتخب البرازيل في الجولة الثانية، أملا في إدراك التعادل، وهو ما تحقق بعد خطأ من الحارس ياسين بونو، كما أن التغييرات التي قام بها الناخب الوطني وليد الركراكي سمحت للبرازيليين بالسيطرة على وسط الميدان. وبدا وليد الركراكي، كما لو أن النتيجة لا تهمه في شيء، بقدر ما يريد منح فرصة الظهور في هذه المباراة لأغلب اللاعبين، لكن المفاجأة أن هؤلاء سيعيدون التفوق للأسود بعد تسجيل عبد الحميد الصابيري الهدف الثاني، لتهتز جنبات الملعب من جديد، فرحا بفوز مستحق للمنتخب الوطني، في مشهد شبيه بالمشاهد التي عاشتها الجماهير المغربية، عندما صال وجال الأسود في الملاعب القطرية. أما لاعبو البرازيل، فأصيبوا بذهول من وقع صدمتهم بالطريقة، التي لعب بها المنتخب الوطني، خصوصا في الجولة الثانية، التي عرفت مشاركة العديد من اللاعبين الاحتياطيين. فرحة هيستيرية ما أن أعلن الحكم التونسي مصطفى السالمي نهاية مباراة الأسود والسيليساو، حتى تفجرت فرحة عارمة وسط اللاعبين والطاقم التقني للمنتخب الوطني برمته، كما تفاعلت الجماهير مع العروض الجيدة للأسود وانبهر العديد الضيوف الأجانب بالمستوى الرائع لكتيبة الناخب الوطني. وانتقلت هذه الفرحة إلى خارج الملعب، حيث واصلت الجماهير المغربية التغني بالمنتخب الوطني، ورقص مشجعون في الحافلات، وهم في طريقهم إلى محطة القطار، للعودة إلى ديارهم، فيما فضل آخرون مناقشة تفاصيل المباراة وتحليلها وإبراز مميزات الدور الكبير، الذي يلعبه وليد الركراكي، منذ تعيينه ناخبا وطنيا خلفا للبوسني وحيد خاليلوزيتش، المقال من مهامه قبل المونديال. إنجاز: عيسى الكامحي

ليلة القبض على السيليساو

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مساطر صلح بين جماعات وشركات نفايات

أبو‭ ‬جاد‭ ‬في‭ ‬القفص‭ ‬الذهبي‭ ‬من‭ ‬جديد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات