والدة فتاة قاصر ادعت أن ابنتها تعرضت للاختطاف من قبل شاب لإنهاء علاقتهما اعتقدت الأم، أن الخلاص من طيش ابنتها، لن ينتهي سوى بتزويجها من عشيقها، رغم أن عمرها لم يتعد 17 ربيعا، إذ بعد أن غادرت ابنتها المنزل ذات يوم رفقة عشيقها، تقدمت ببلاغ بشأن اختفائها، غير أن عودتها للمنزل، ستجعل الأم تعمد إلى تلقين ابنتها ما يجب أن تصرح به للمحققين، بالادعاء بتعرضها للاختطاف من قبل عشيقها، لكن مكالمات هاتفية بين الأم وابنتها أثناء غيابها عن المنزل، ستكشف خيوط اللعبة، سيما أن الأم كانت ترفض زواج ابنتها في هذا السن. في منتصف ليلة صيفية حارة بآسفي، توجهت "فاطمة" نحو مقر الديمومة بمصلحة المنطقة الأمنية بالمدينة، للتبليغ عن اختفاء ابنتها ذات 16 ربيعا. بدت الأم منهارة، وهي تحكي فصول اختفاء مفاجئ لابنتها، التي توقفت عن الدراسة قرابة سنة، لرغبتها في عدم إتمام دراستها، مضيفة أن ابنتها لم يسبق لها مغادرة البيت لساعات طويلة، فضلا عن أن هاتفها المحمول غير مشغل، وهو ما زاد من مخاوفها على ابنتها، وما إن تعرضت لمكروه. وضعت الأم صورة شمسية للابنة المختفية، فوق طاولة العميد الذي تلقى خبر الإبلاغ عن حالة اختفاء، ضمها إلى الملف المنجز، وحصل على رقم الأم وكذا الرقم المفترض للابنة المختفية، وطمأن الأم بأن المصالح الأمنية ستتخذ الإجراءات اللازمة لضمان عودة الابنة إلى حضن أسرتها، أو تحديد مكان وجودها. في كل لحظة يرن هاتف الأم، تقف مفزوعة مذعورة.. كل تفكيرها منصب على ابنتها.. جالت أفكار عديدة في خاطرها، لكن في كل مرة تتعوذ من الشيطان الرجيم، وتستجدي الله أن يكون أمر اختفاء ابنتها خيرا. طرقت الأم أبواب منازل صديقات ابنتها وكل معارفها بالمدينة دون جدوى.. عودة المختفية عادت الأم إلى المنزل، وفي حدود الساعة السادسة والنصف مساء، سمعت الأم طرقات على الباب، قامت لتفتح لتكون الصدمة... إنها ابنتها سارة.. لم تصدق الأم الأمر، وقفت مشدوهة لبضع لحظات، قبل أن تضمها إلى حضنها بشدة. مرت دقائق معدودة، واستجمعت الأم قواها، وبدت أكثر صرامة، مستفسرة الابنة عن سر اختفائها. بدت الابنة مرتبكة، وغير قادرة على تقديم جواب شاف للأم.. لاحظت سارة أن الغضب أخذ من والدتها مأخذه، وأنها أكثر إصرار على معرفة كل التفاصيل. أخبرت الابنة الأم بكل التفاصيل... "إنه كمال أمي، إنه يحبني وقلت لك ذلك مرات عديدة، توجهت رفقته نحو أكادير، وقمت بإغلاق هاتفي، فضلا عن ذلك، فقد اتصلت بك من هاتفه وأخبرتك أني بخير وعلى خير..”... نزلت تلك الكلمات كقطعة ثلج على الأم "فاطمة”، التي وضعت وجهها بين راحتيها وذرفت دموعا كثيرة. أعادت الأم عقارب الزمن إلى الوراء، ولعنت اليوم الذي قررت فيه الانفصال عن زوجها، بعدما أنجبت منه ابنتين إيمان (17 سنة) وآمال (15 سنة). تذكرت كيف أن زوجها كان صارما بشأن تربية ابنتيه، وكيف كان يحذرها، حتى بعد انفصالهما، من مغبة التساهل في تربية الأبناء. الــــورطـــــة لم يعد أمام الأم سوى أن تبحث عن مخرج لفضيحة ابنتها، وما قد تلوكه ألسن الجيران، فاقترحت على ابنتها، الادعاء بتعرضها للاختطاف من قبل "كمال"، الذي يشتغل مهندسا بالجرف الأصفر بإقليم الجديدة. تم حبك السيناريو بدقة وتفاصيل منتهية بين الابنة والأم. في اليوم الموالي توجهت الأم صباحا، نحو مقر الشرطة وحكت لفريق المحققين، تفاصيل ما وقع، أو بالأحرى ما وقع بين الأم وابنتها. بعد تدوين هوية الفتاة القاصر، وبحضور والدتها، تم الاستماع إليها، وأكدت أنها كانت كلما توجهت نحو المخبزة لقضاء غرض ما، يعترض سبيلها المدعو "كمال" على متن سيارته من نوع “هيونداي”، وذات يوم أرغمها على منحه رقم هاتفها، وأمام رفضها، ترجل من السيارة، ونزع منها هاتفها وركب رقمه، ليرن هاتفه، وغادر. منذ ذلك اليوم وهو يتصل بها، ويعبر لها عن إعجابه به، وأن غرضه شريف تقول الفتاة، موضحا أنه يشتغل مهندسا براتب محترم جدا، ويفكر في بناء أسرة. وتضيف، أنه من حين لآخر كان يعرض عليها، أن تخرج معه لتناول مشروب أو شيء من هذا القبيل، لكنها ظلت دوما ترفض طلبه. وفي يوم الحادث، حوالي الساعة الثالثة عصرا، اتصل بها، وطلب منها الخروج لضرورة ملحة، وأن الأمر لن يتعدى بضع دقائق بالقرب من مقر سكناها. وتضيف المصرحة "خرجت من المنزل أرتدي بذلة رياضية، ووقفت أمامه، ليطلب مني الصعود إلى السيارة، وهناك أخبرني أنه سيتوجه بي إلى حيث توجد شقيقته لأنها تود التعرف عليها، قبل القيام بإجراءات الخطبة. بعد ذلك، تحكي المصرحة، غادر ت رفقته نحو أكادير، توسلت له أن يتركها، لكنه كان أكثر إصرارا، خصوصا أنه نزع منها هاتفها وأغلقه، وهددها بالقتل إن هي حاولت الفرار أو صرخت في مكان ما، وفي كل مرة كان يجدد لها تهديداته، إلى أن وصلا إلى أكادير ليلا، وتوجه مباشرة نحو أحد الأشخاص الذي كان في انتظاره، وسلمه مفاتيح شقة قضيا ليلتين فيها، ومارس معها الجنس بشكل سطحي، قبل أن يعود بها إلى آسفي، مهددا إياها إن باحت بالأمر لأي كان. تم إيقاف المتهم، الذي نفى المنسوب إليه، وأكد أن علاقة غرامية تربطه بالفتاة لمدة قاربت ستة شهور، وأنها هي من اقترحت عليه السفر سويا، وأنه مارس عليها الجنس سطحيا برضاها، واقتنى لها ملابس وعطورا خلال رحلتهما وسلمها مبلغا ماليا، نافيا أن يكون هددها أو أمرها بإغلاق هاتفها المحمول، مشددا على أنه مغرم بها ويود الزواج منها. وأضاف المتهم، أن الضحية التي كانت برفقته اتصلت بأمها أكثر من مرة من هاتفها المحمول، وأخبرتها بمكان وجودها، وأن ادعاءات والدتها مجرد افتراء، الهدف منه الزج به في السجن. تمت مواجهة القاصر بتصريحات العشيق، فما كان منها إلا أن انهارت، واعترفت أن والدتها هي التي لقنتها تلك التصريحات، بهدف وضع حد لعلاقتها بعشيقها والزج به في السجن. محمد العوال (آسفي)