ريــاضــيــو الــتــحـــدي : أحنـصـال أسطـورة مـاراثـون الرمال

لحسن أحنصال ليس عداء عاديا، وإنما زادته طبيعة الحياة الصحراوية القاسية تألقا، ورسمت له الظروف الاجتماعية القاهرة طريقا نحو التألق والمجد، وتحقيق إنجازات غير مسبوقة في إحدى أصعب الرياضات في العالم، بالنظر إلى الظروف المناخية الصعبة التي تجرى فيها. لم يكن سهلا على ابن بادية مدينة زاكورة لحسن أحنصال أن يبلغ القمة، أمام عدائين متمرسين على مثل هذه السباقات، يتوفرون على إمكانيات مادية ولوجستيكية كبيرة، تساعدهم على تذويب العقبات، فحبه لمنطقته ومعرفته الجيدة بمسالكها قاده إلى أن يصبح أسطورة ماراثون الرمال الدولي، الذي يجمع سنويا العديد من العدائين المعروفين على الصعيد العالمي في ماراثونات التحدي، لأنه ليس كباقي السباقات، فمخاطره كبيرة، رغم التجهيزات والتقنيات المتطورة التي تستعمل فيه.وما يميز أحنصال عن باقي العدائين الذين نافسوه في أحد أقوى ماراثونات التحدي في العالم، أنه يتميز بذكاء كبير في التعامل مع مجريات هذا الحدث الذي ينظم سنويا فوق جزء من الصحراء المغربية، وقاده إلى أن يفوز به عشر دورات متتالية ما بين 1998 إلى 2007، ولم يكن أحد ليوقفه عن احتكار هذا الماراثون، قبل أن يضع حدا لمساره، وينهي أسطورة عداء ولد من عدم.وكان أحنصال يعيش ظروفا استثنائية داخل مخيم العدائين المتنافسين على ماراثون الرمال الذي يمتد على مسافة 250 كيلومترا ويضم ست مراحل، سيما أنه ملزم بحمل أمتعته وأكله طيلة أيام المنافسات، ويمنع عليه أكل أطعمة غير مرخص له بها، أو تلقي مساعدة من أحد الرفاق أو المنظمين، غير أنه كان دائما يفوز وبفارق شاسع عن أقرب منافسيه، وهو ما كان يلقى على أساسه احتراما كبيرا من قبل زملائه المنظمين، سيما أنه يعرف كيف يوزع جهده على جميع مراحل الماراثون، مع مراعاة الظروف الطبيعية وخصوصية كل منطقة.وبلغ صيت أحنصال جميع أنحاء العالم، ويعرفه المتتبعون لماراثونات التحدي معرفة جيدة، إذ يقول أحنصال لـ "الصباح" إنه ذهب يوما إلى الأرجنتين لتتبع أحد الماراثونات من أجل توقيع اتفاقية شراكة مع ماراثون التحدي الذي ينظمه سنويا، وتوقيع اتفاقية دولية بخصوص أكبر ماراثونات التحدي في العالم "تي 42"، فتفاجأ بالعديد من المشاركين الذين أبدوا تخوفهم بعد أن علموا أنه يرغب في المشاركة، غير أنه لم يكن يرغب في المشاركة فعليا بقدر ما كان يرغب في اختبار مدار السباق لمعرفة صعوبة مسالكه مقارنة بمارثون التحدي الذي ينظمه بزاكورة. وشكلت حياة أحنصال وإنجازاته في ماراثونات التحدي محور كتاب أنجزته الصحافية البلجيكية ماري فونسيين والذي لقي إقبالا كبيرا من قبل العديد من المتتبعين لهذا النوع الرياضي.

ريــاضــيــو الــتــحـــدي : أحنـصـال أسطـورة مـاراثـون الرمال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كـــــل وقــــــيـــــس : عيشان: الإقلاع عن التدخين في رمضان يتطلب استعدادا نفسيا

خطابات الحسن الثاني النارية : الدولة التي لا تحترم تقاليدها وقراراتها دولة معرضة للزوال أو التفكك

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات