السنغال تفشل مخطط الجزائر بقمة الاتحاد الإفريقي

دكار فرضت إزالة فقرة من البيان الختامي لقمة الاتحاد حول الصحراء لعبت السنغال دورا كبيرا في تجنيب المغرب الوقوع في فخ جزائري يهدف إلى جر ملف الصحراء المغربية إلى الاتحاد الإفريقي، الذي تتحكم الجارة الشرقية في دواليبه، رفقة جنوب إفريقيا، وفرضت دكار إزالة فقرة من البيان الختامي لقمة الاتحاد، كانت ستعزل المغرب إفريقيا. وتمكنت الخارجية المغربية بفضل دعم أصدقاء المغرب الأفارقة، وفي مقدمتهم السنغال من تحقيق إنجاز غير مسبوق في صراع المغرب مع المنتظم الإفريقي بقيادة الجزائر وجنوب إفريقيا، إذ أوضحت مصادر دبلوماسية، على هامش قمة الاتحاد الإفريقي، التي احتضنتها غينيا الاستوائية، بحر الأسبوع الماضي، أنه ولأول مرة في تاريخ اجتماعاتها لم يشر البيان الختامي إلى موضوع الصحراء بالارتكاز إلى الأطروحة الانفصالية.وكشفت المصادر ذاتها أن جدول الأعمال الرسمي للدورة خلا من موضوع الصحراء، وأن التحرشات الجزائرية والجنوب إفريقية لم تتمكن من الوصول إلى طاولة قادة الدول، واقتصر تأثيرها على المندوبية الإفريقية التي ترأسها جنوب إفريقيا، وذلك في إشارة إلى تعيين أحد المؤيدين التاريخيين لـ «بوليساريو» مبعوثا خاصا للاتحاد الإفريقي في الصحراء، ويتعلق الأمر بالرئيس السابق لموزامبيق «جواكين شيسانو». وأرجعت المصادر المذكورة سبب استبعاد الصحراء من البيان الختامي، الذي يجب أن يكون توافق بين جميع الدول ألأعضاء، إلى تحركات مغربية مكثفة لتنسيق مواقف أصدقاء الوحدة الترابية داخل الاتحاد الإفريقي برئاسة السنغال، ومساهمة البلد المضيف، غينيا الاستوائية، تحسبا للتصدي لكل توصية معادية للمغرب، أو أي تدخل للاتحاد الإفريقي في نزاع الصحراء، كما كانت تسعى إلى ذلك جنوب إفريقيا والجزائر. ورغم أن المغرب لم يشارك في القمة، على اعتبار أنه منسحب من المنتظم الإفريقي منذ اعترافه بـ”بوليساريو”، فقد تحرك دبلوماسيوه، منذ أسابيع في فنادق ملابو، وتمكنوا من إقناع عدد من الدول الإفريقية، بمنع تمرير أي توصية مناوئة للمغرب خلال أشغال هذه القمة. واعتبرت المصادر ذاتها أن رفض أصدقاء للمغرب تعيين المفوضية موفدا إلى الصحراء، شكل صفعة مدوية لبوليساريو وراعيتها الجزائر، خاصة في ظل إجماع أغلبية الدول الإفريقية على المطالبة بعودة سريعة للمغرب إلى الاتحاد، وتصحيح خطأ تاريخي لمنظمة الوحدة الإفريقية بالاعتراف بجماعة انفصالية لا تتوفر على مقومات السيادة. وفي سياق متصل، تمكن الوفد المغربي المشارك في أشغال دورة الجمعية البرلمانية لمجلس أوربا من إجهاض مخطط آخر لخصوم الوحدة الترابية، كان يستهدف الدفع في اتجاه توسيع صلاحيات مينورسو لتشمل حقوق الإنسان في الصحراء المغربية. وكشفت رئاسة الوفد، في بلاغ تتوفر “الصباح” على نسخة منه، أن “ماكينة” تمثيليات بوليساريو تحركت في عدد من العواصم الأوربية بدعم كامل من عدد من الأجهزة الجزائرية من خلال مخطط محكم، وعمدت طيلة الأيام الثلاثة للدورة إلى استخدام بعض الجمعيات العاملة في المجال الحقوقي، والقيام بحملة مراسلات تضليلية إلكترونية من أجل استدراج عدد من برلمانيي دول الشمال خاصة، وبعض البرلمانيين من دول أخرى ممن ليست لهم خلفية كافية عن أبعاد النزاع وحقيقته وتصوراته لدفعهم إلى تبني تعديلات متعارضة مع التوجه العام للتقرير، الذي سبق أن صادقت عليه اللجنة السياسية خلال اجتماعها بأثينا.وعقد الوفد المغربي اجتماعات واتصالات لكشف المغالطات التي روجها خصوم الوحدة الترابية، وتوضيح حقيقة النزاع ومخاطر بعض التعديلات التي سعوا إلى تمريرها للجنة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان انتهت بإقناع 86 برلمانيا أوربيا عضوا في الجمعية البرلمانية لمجلس أوربا بالتصويت لصالح مشروع قرار رقم 2004 يتعلق بالصحراء بناء على التقرير الذي أعدته ليليان باسكوي تحت عنوان “مساهمة برلمانية من أجل حل نزاع الصحراء”، والذي يسير توجهه العام في التأكيد على أولوية الحل السياسي، كإطار لتجاوز الخلاف، وتثمين المكتسبات التي حققها المغرب في مجال حقوق الإنسان.ياسين قُطيب

السنغال تفشل مخطط الجزائر بقمة الاتحاد الإفريقي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

صندوق تقاعد للمحامين من عائدات المساعدة القضائية

بنعبد الله يدافع عن توسيع النظام اللائحي في الانتخابات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات