مذكرات قــــاض : اشتغلت لحاما في ليبيا ومطوفا في السعودية

كيف كنت تتدبر معيشتك ومصاريف الإقامة خلال هذه المغامرة الجريئة أثناء رحلتك؟ عندما وصلت ليبيا اشتغلت لحّاماً بطرابلس وبمدينة سبْها، بسبب إتقاني هذه المهنة لما كنت عاملا بمكتب السكك الحديدية، هكذا حصلت على المال الذي سيمكنني من السفر إلى باقي الدول العربية. وفي السعودية، عملت مُطوفا لمدة فاقت ستة أشهر، هناك كنت أمضي أغلب أوقاتي في مطالعة الكتب ، وهو ما عوضني إلى حد بعيد ثقافيا إثر ذلك فكريا وروحيا، كما أن هذه التجربة جعلتني أخبر تجربة لا يستهان بها، فضلا عن امتهاني مهنا عديدة وعشت مغامرات طريفة تارة وأخرى صعبة بجميع الأقطار العربية التي مررت منها. ترى، ما دوافع شغفك بالقراءة وما نوعية الكتب المحببة التي كانت تغريك بقرائتها؟ كنت شغوفا بالقراءة قبل هجرتي إلى الخليج، إذ كنت مواظبا على الكتب والروايات، خاصة لنجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي والمنفلوطي، إضافة إلى قراءة روايات كبار الروائيين الروس من بينهم ليون تولستوي والروائي العالمي الراحل غابرييل غارسيا ماركيز ودوستويفسكي … هل كان شغفك بالمطالعة تعبير عن رغبتك القوية في العودة إلى الدراسة؟ طبعا، فعندما كنت في السعودية راودني حنين العودة إلى المغرب من أجل الدراسة مجددا رغم أنني لم أكن حاصلا على الشهادة الابتدائية. قررت، بعد عودتي إلى بلادي، اجتياز امتحان شهادة البكالوريا مترشحا حرا بالتعليم الأصيل، في البداية كنت أتابع الدروس مستمعا، خاصة في مادتي الفرنسية والإنجليزية، لأنني لم أكن أتقن اللغتين معا. على كل اجتزت الامتحان ونلت شهادة الباكالوريا. ومن الطرائف التي صادفت نجاحي، أن امتحان الشفوي كان يتقدم على الكتابي. ومن حسن حظي أن أستاذة اللغة الإنجليزية كانت حينها حاملا، وعانت إرهاقا شديدا، الشيء الذي جعلها تكتفي ببعض الأسئلة البسيطة، وهو الامتياز الذي استفدت منه كذلك عندما جلست أمام أستاذ اللغة الفرنسية، الذي اكتفى بدوره باستفساري حول مقامي في السعودية، لينتهي به المطاف إلى منحي أعلى نقطة. ولكن أبعدت من اجتياز الامتحان الكتابي، حدثنا عن التفاصيل؟ وبينما اعتقدت أن متاعبي مع الدراسة انتهت بالحصول على المعدل في المادتين الفرنسية والإنجليزية، لعدم إتقانهما، أبلغتني الإدارة باستحالة اجتياز الامتحان الكتابي، بمبرر عدم اجتياز الشفوي. ورغم أنني حاولت جاهدا إقناع مدير المؤسسة، إلا أن ذلك لم يشفع لي إلا بإحضار أستاذ اللغة الفرنسية على عجل، الذي أكد لمدير المؤسسة أنني اجتزت الامتحان الشفوي، فسمح لي الأخير بخوض الامتحان الكتابي، ونجحت فيهما معا.أجرى الحوار: عيسى الكامحي

مذكرات قــــاض : اشتغلت لحاما في ليبيا ومطوفا في السعودية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نواميس في قواميس السياسة : حكــومــة الظــل... ظـــل الـــعـــرش

خطابات الحسن الثاني النارية : خطاب 9 أكتوبر 1981 استعرض فيه الملك قوته أميرا للمؤمنين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات