توقع عودة وشيكة لحزبه إلى تدبير الجماعات والمدن الكبرى هاجم عبد الإله بنكيران، أمين عام العدالة والتنمية، مسؤولين اكتروا سيارات بـ 150 مليونا، واعتبر ذلك هدرا للمال العام، وتبذيرا غير مبرر، لأنه يمكن لأي واحد منهم امتطاء سيارة بأقل من 45 مليونا للقيام بعمله، سواء كان وزيرا أو منتخبا على الصعيد المحلي والإقليمي والجهوي، للإسهام في تنمية البلاد ميدانيا بزيارة الأوراش ومتابعتها. وقارن المتحدث نفسه، في كلمة له في المؤتمر الثالث لجمعية مستشاري العدالة والتنمية، الأحد الماضي بالرباط، بين ما سمعه أو توصل به من معلومات حول اكتراء سيارات بـ 150 مليونا من قبل مسؤولين حاليين، وما قام به وهو رئيس للحكومة، حين منع الوزراء من اقتناء سيارات أو اكترائها بقيمة مالية تتجاوز 45 مليونا. وبلغة لا تخلو من مزاح وقفشات، قال رئيس الحكومة الأسبق، إن الراحل محمد الوفا أخبر أعضاء الحكومة، أنه "إذا استمر بنكيران على رأس الحكومة ستأتون إلى مقر الديوان الملكي على متن "الكارو"". وبخصوص نتائج الحزب خلال الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، قال المتحدث نفسه إن المهم ليس هو الفوز، وإنما الأهم هو خدمة المصالح العليا للوطن والمواطنين، والتفكير في الانتخابات المقبلة من الآن، وليس انتظار حلول موعدها للقيام بالعمل المطلوب، مضيفا أنه استغرب لنتائج 8 شتنبر 2021، على غرار جميع الأعضاء، بالنزول من القمة إلى السفح، رغم أن أعضاء الحزب ووزراءه، ومنتخبيه محليا وإقليميا وجهويا، ظلوا متشبثين بنظافة اليد، مذكرا بأن أحدهم رفض رشوة 600 مليون لتمرير صفقة عمومية، كما أن آخرين تعرضوا لضغوطات، إذ لم تكن الإدارة تساعدهم، بل أحيانا كانت تعرقل مشاريعهم لأنهم من أبناء حزب "المصباح"، مضيفا أن الجميع وضع السؤال الذي ظل بدون جواب وهو: لماذا تمت معاقبة العدالة والتنمية في الانتخابات السابقة؟ وأثار المتحدث نفسه ضجة وسط حزبه، حين انتقد الذين لا يتلون القرآن رغم أنهم ينتمون إلى حزب يدافع عن المرجعية الدينية، مضيفا أنه لا يمكن أن يستسيغ عدم حفظ أعضاء الحزب لسور وآيات من القرآن فبالأحرى عدم تلاوته يوميا، مشيرا إلى أن فترة الحجر الصحي ساعدته كثيرا للعودة إلى المصحف، واكتشاف معانيه وفهم مقاصده، مؤكدا إلى أنه حان الوقت لإعادة تربية أعضاء الحزب، فاهتزت القاعة ضجيجا، لأنها سمعت كلمة "إعادة التربية"، قصد الاشتغال محليا في الجماعات، والتمسك بالمرجعية الدينية. واستدرك بنكيران، قائلا إن هناك فرقا بين "إعادة التربية" وإعادة "الترابي". وتوقع بنكيران عودة وشيكة لأعضاء حزبه لتدبير الجماعات المحلية والمدن الكبرى، داعيا إياهم إلى تسجيل كل الاختلالات من الآن قصد تصحيحها مستقبلا، منتقدا وضعية الأغلبية الحكومية التي تسير المجالس الترابية انطلاقا من منطق اقتسام المنافع. كما هاجم بنكيران من يدعون إلى مراجعة نظام الإرث، قائلا "راهم كيخربقو"، لأن أحكام الميراث منصوص عليها قطعا في القرآن الكريم، وأنه لا حاجة للاجتهاد فيها. أحمد الأرقام