المدارس…”الحاضي الله”

مؤسسات دون أعوان حراسة بسبب تراجع الاعتمادات المخصصة وأستاذات وتلاميذ تحت رحمة الخوف وصل عدد المدارس العمومية بالوسط القروي بإقليم الجديدة المفتقرة إلى أعوان حراسة ومنظفين إلى 40 في المائة، ما يجعلها عرضة للاقتحام والتخريب من قبل أغيار، خاصة في الليل وأيام العطل، إذ غالبا ما تتحرك عناصر الدرك الملكي إلى مكان الاعتداء، وتسجله ضد مجهولين، لعدم وجود أدلة واضحة. لا يقتصر الوضع على إقليم الجديدة، إذ أكد مديرو مؤسسات تعليم بأقاليم أخرى أن الأمر أضحى هاجسا كبيرا، إذ تتجاوز النسبة 40 في المائة في بعض المناطق النائية. ولم تفلح مجهودات ذاتية يقوم بها المسؤولون عن المدارس في تقليص حدة النقص الحاد في أعوان الحراسة، إذ يعتبر وجودهم (إضافة إلى أعوان التنظيف) من الأسس المهمة التي يرتكز عليها إنجاح ورش تأهيل المدرسة العمومية التي أطلقته الوزارة الوصية منذ زمن عدة سنوات. وتحدث رشيد شرويت، المدير الإقليمي للتعليم بالجديدة، أمام المجلس الإقليمي في دورته العادية ليناير الماضي، عن المكتسبات التي تحققت للمدرسة العمومية بربط 88 مؤسسة بالوسط القروي بالماء الشروب، بشراكة مع المجلس الإقليمي نفسه، قبل أن يقاطعه بعض الأعضاء، متسائلين عن غياب الحراسة بهذه المؤسسات، ملفتين النظر إلى تعرض كل هذه المكاسب إلى الإتلاف. وأكد شرويت أن ديمومة المنجزات وضمنها المرافق الصحية، تصطدم فعلا بغياب أعوان الحراسة. وكشف المندوب الإقليمي، أمام المجلس نفسه، أن الدولة توقفت منذ 2004 عن تشغيل أعوان الحراسة والتنظيف، ودق ناقوس الخطر بأن هذه الفئة في طور الانقراض، وزاد أن العمل بالتدبير المفوض لا يمكن تعميمه على كل المؤسسات التعليمية، إذ تستفيد كل مدرسة من حارس أمن ومنظفة في أحسن الأحوال، كاشفا أن عددا كبيرا من سكنيات الحراس الليليين فارغة لهذا السبب. وقال شرويت إن تطبيق مذكرة رئيس الحكومة باحترام الحد الأدنى للأجور في صفقات التدبير المفوض، ستقلص، بلا محالة، من عدد أعوان الحراسة والمنظفين. من جهتها، قالت نجية الوشيني، النائبة الأولى لبلدية أزمور والعضو بالمجلس الإقليمي، إن المجلس الجماعي قام بصيانة جميع المرافق الصحية بالمؤسسات التعليمية بتراب البلدية، قبل أن تتعرض إلى التدهور بعد مدة قصيرة، مرجعة ذلك إلى غياب حراس، مهمتهم صون المكتسبات التي يتم تحقيقها لفائدة المدرسة العمومية بمعظم تلك المؤسسات. واستمع نواب ومستشارون بالغرفتين الأولى والثانية حضروا المجلس الإقليمي إلى كلام المسؤول الأول عن التعليم بالجديدة، وفهموا أن الخصاص ليس حكرا على المنطقة وحدها، بل خصاص يكاد يمس الأقاليم كلها، خصوصا في الوسط الحضري، معبرين عن استعدادهم للدفاع عن مطلب الزيادة في الاعتمادات المرصودة للحراسة والتنظيف. عبدالله غيتومي (الجديدة) "بغينا عساس" في الوقت الذي يحاول عدد كبير من المديرين التغلب على معضلتي الحراسة والتنظيف، بوسائلهم الخاصة وبمبادرات مشتركة مع جمعيات اﻵباء والأولياء، يؤكد عدد كبير منهم أنهم بدل أن ينصرفوا إلى مجال تطوير الإدارة التربوية، والدفع بمشروع مدرسة النجاح إلى الأمام، أصبح همهم اليومي تدبير معضلة النظافة بمؤسساتهم، وهو وضع مقلق إلى أبعد الحدود، حسبهم، ويتطلب قرارا حكوميا جريئا لصون المدرسة العمومية خاصة بالوسط القروي. وعلق أحدهم، ساخرا، أنه في الوقت الذي يجب أن نتنقل إلى النيابة، لطلب سد خصاص في أطر التدريس ووسائل ديداكتيكية، أضحى مطلبنا الأول، هو توفير حارس ومنظفة. ع.غ

المدارس…”الحاضي الله”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تأسيس‭ ‬ناد‭ ‬للآلة‭ ‬الأندلسية‭ ‬بسلا

نقص في الدعم

مقالات ذات صلة