مساعدات تعيد الدفء إلى القرى

"مؤسسة محمد الخامس للتضامن" في مواجهة البرد والعوز في أعالي الجبال يعيش سكان 6 أقاليم بالمملكة، في هذه الفترة من السنة ظروفا قاسية جدا، بسبب موجة البرد، والثلوج التي عزلت عددا من القرى والدواوير، وهو ما تسارع الدولة بمؤسساتها الزمن بخصوصه لتقديم المساعدة، على مختلف المستويات، سواء تعلق الأمر بالمساعدات الغذائية، أو بالقوافل الطبية، أو آليات فتح المسالك وفك العزلة، إذ انطلقت حملة مؤسسة محمد الخامس للتضامن، بأربعة أقاليم (خنيفرة وأزيلال وميدلت والحوز)، على أن ينطلق الشطر الثاني من الحملة، بعد دعوة الملك محمد السادس إلى التحرك لمواجهة البرد في الجبال. إنجاز: عصام الناصري/ تصوير (عبد المجيد بزيوات) وصلت أولى المساعدات إلى السكان منذ الخميس الماضي، وتستمر الحملة أياما، إذ يتم يوميا في الأقاليم الأربعة استهداف مجموعة من الدواوير، والانتقال إلى أخرى في ظروف صعبة للغاية، إذ أن كاسحات الثلوج تسبق الشاحنات المعبأة بالمساعدات لتعبيد الطرق، في وقت تستمر فيه التساقطات الثلجية، وتزداد حاجة سكان القرى إلى يد العون، بعد أن حرمتهم الظروف المناخية من ممارسة أنشطتهم اليومية، من رعي وزراعة معيشية وغيرهما. انتعاشة بخنيفرة سجل إقليم خنيفرة في الأيام الماضية درجات حرارة منخفضة جدا، إذ بلغت تحت الصفر في بعض الأقاليم، كما عرفت تساقطات ثلجية كثيفة، دفعت السلطات إلى استهدافها في الشطر الأول من حملة توزيع المساعدات. وعلمت "الصباح" أن عمليات إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية الضرورية، التي تشرف عليها مؤسسة محمد الخامس للتضامن لفائدة السكان المتضررين من موجة البرد القارس، انطلقت بـ47 دوارا تابعا لجماعات الإقليم ذاته. وهمت هذه المبادرة الملكية 9 جماعات ترابية، ويتعلق الأمر بـ (القباب وكروشن وأيت سعدلي وتيغسالين وآيت إسحاق ولهري وأكلمام أزكزا وأم الربيع، وجماعة سيدي يحيى اوساعد)، وترمي إلى استهداف ما مجموعه 3 آلاف و350 أسرة بإقليم خنيفرة. واستفاد من هذه المساعدات، التي تتكون من منتجات غذائية (دقيق وأرز وسكر وشاي وملح وزيت ومسحوق حليب)، إضافة إلى أغطية، ما مجموعه 526 أسرة بكل من جماعة سيدي يحيى واسعد وجماعة ايت سعدلي، في اليوم الأول، في حين وزعت 455 حصة بجماعات القباب و تيغسالين و أيت اسحاق. وأما اليوم الثالث فخصص لتوزيع المساعدات على جماعات القباب وكروشن وتيغسالين، وزعت خلاله أكثر من 1090 حصة. وتجدر الإشارة الى أن البرنامج العملي لهذه السنة يهم 49 دوارا في تسع جماعات قروية، يقدر عدد سكانها بأكثر من 28 ألف نسمة، بينها 8 آلاف طفل و4500 شخص مسن، و173 من النساء الحوامل، إضافة إلى 21 شخصا بدون مأوى. وقت مناسب يجمع المستفيدون الذين أدلوا بتصريحات لبعض وسائل الإعلام المحلية، أن هذه المساعدات جاءت في الوقت المناسب، عكس بعض السنوات الأخرى، التي تأخر فيها وصول المساعدات للمستفيدين، معبرين عن فرحتهم الشديدة، بسبب وقوف الدولة معهم في محنتهم من البرد والثلج. وتسير حملة توزيع المساعدات بالتوازي في الأقاليم الأربعة، إذ حلت الشاحنات بجماعة آيت تامليل، واستفادت حوالي 3668 أسرة في دواوير آيت أومديس وآيت تامليل وتيفني. وفي ما يخص جماعة آيت عباس، فتم توزيع ما مجموعه 403 رزمات، و697 رزمة مساعدات بدوار مركز، و941 رزمة باسم السوق، كما استفادت889 بمنطقتي آيت عبدي وزركان . وفي هذا السياق أكدت سعاد بولويز، رئيسة مشاريع بالمؤسسة، أن "المؤسسة شرعت، منذ الخميس، في عملية إيصال المساعدات إلى سكان إقليم أزيلال، على غرار 3 أقاليم أخرى معنية بعملية مواجهة البرد قارس"، مشيرة إلى أنه سيتم توزيع ما مجموعه 8700 رزمة لفائدة سكان المناطق الجبلية بهذا الإقليم". وأشارت إلى أن 6195 أسرة، موزعة على 40 دوارا تقع على ارتفاع أكثر من 2000 متر فوق مستوى سطح البحر، استفادت حتى الآن من هذه العملية التي تجري بالتعاون الوثيق مع السلطات المحلية بسبب تساقط الثلوج بغزارة. تنسيق محكم تشتغل إلى جانب مؤسسة محمد الخامس للتضامن، مؤسسات ووزارات أخرى، من أجل تسهيل عملية توصيل المساعدات، سواء تعلق الأمر بوزارة الداخلية أو وزارة التجهيز التي تفتح المسالك المغلقة بالثلوج، كما أن السلطة المحلية والدرك الملكي بدورهما، يشرفان على إيصال الشاحنات إلى نقاط التوزيع، وتنظيم السكان وإخبارهم بمكان وتوقيت التوزيع، بمختلف الدواوير البعيدة. وفي هذا السياق يقول سمير بنيادة، المنسق الجهوي لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، "أطلقت المؤسسة بالتنسيق مع وزارة الداخلية والسلطات المحلية، عملية إنسانية لمواجهة موجة البرد القارس لصالح سكان المناطق الجبلية بالأطلسين الكبير والمتوسط". وأضاف في تصريح صحافي، أن هذه العملية تستهدف في شطرها الأول، العديد من الأسر بأربعة أقاليم، هي ميدلت وخنيفرة وأزيلال والحوز، بينما تهم المرحلة الثانية من هذه العملية خمسة أقاليم أخرى، هي (شفشاون وتنغير والحسيمة وتازة وتاونات ومناطق أخرى). من جهتها، أكدت الدكتورة سمية جديدي، من المركز الطبي الإنساني التابع لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، في حديثها مع "ماب"، أن المؤسسة وتنفيذا للتعليمات الملكية، تعمل بتنسيق مع وزارة الداخلية والسلطات المحلية، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للعديد من الأسر التابعة للإقليم، مشيرة إلى أن كل أسرة ستستفيد من رزمة من المواد الغذائية والأغطية. وتهم المرحلة الأولى من هذه العملية أربعة أقاليم، بما فيها ميدلت، حيث سيتم توزيع هذه المساعدات على 3750 أسرة من أصل 35 دوارا، بما فيها الدواوير البعيدة كإغالن (جماعة إملشيل) وأنفكو (جماعة أمنزي).

مساعدات تعيد الدفء إلى القرى

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أخبار الصباح

هروب جماعي لتلاميذ بلندن

مقالات ذات صلة