نجاح أول عملية بالمستشفى الخاص الدولي بالبيضاء بطاقم طبي مغربي خالص وتغطية شاملة نجح فريق طبي بالمستشفى الخاص الدولي بالبيضاء التابع لمجموعة "سيم" للصحة، زوال السبت الماضي، في إجراء أول عملية لزرع صمام أورطي دون جراحة بهذه المؤسسة الصحية، مؤكدا تفوق الكفاءات الطبية المغربية في مثل هذه العمليات المعقدة التي كانت تحتاج في السابق إلى شق صدر المريض، أو ما يسمى عملية القلب المفتوح. إعداد: يوسف الساكت- تصوير (فدوى الناصر) شكل نجاح هذه العملية، التي خضع لها مريض مسن يتجاوز عمره سبعين سنة، حدثا طبيا بهذه المؤسسة الصحية الحديثة العهد بالعاصمة الاقتصادية، إذ لم يمر على تدشين المستشفى الخاص الدولي سوى ثلاثة أشهر بقلب شارع بئر إنزران بمقاطعة المعاريف، واضعا رهن إشارة البيضاويين أكثر من 300 سرير، وعدد بلا حصر من التخصصات والمعدات الطبية المتطورة وبنية استقبال للحالات العادية والمستعجلة، تلبي حاجيات المرضى ومرافقيهم. واعتمد الطاقم الطبي، المكون من جراحي القلب وأطباء التخدير واختصاصيي الأشعة وأطباء أمراض الشيخوخة، تقنية "تافي"، لأول مرة بأقسام جراحة القلب بهذه المؤسسة الجديدة، بعد النجاح الباهر للعملية نفسها في 2013، التي أجراها رئيس الفريق الطبي نفسه بالرباط، وتكللت بالنجاح، وأجرى عمليات أخرى مشابهة بالمستشفى الخاص الدولي بمراكش. ووصل الفريق الطبي، يتقدمه "البروفيسور" فهد الشعرة، الطبيب المختص في القلب التداخلي والمدير العام للمستشفى الخاص الدولي بالبيضاء، في حدود التاسعة من صباح السبت، حيث عقدوا اجتماعات للاستشارة والتداول في الخيارات والاحتمالات، قبل الانتقال إلى قسم الأشعة الراديوغرافية للاطلاع على أحدث الصور الثابتة والمتحركة التي أجريت على قلب المريض، ومختلف البيانات المتعلقة بها وإخضاعها إلى حصة للتحليل. ومن مصلحة الأشعة مباشرة إلى غرفة العمليات بالطابق الأول، حيث شرع الفريق في إجراء العملية في حدود الواحدة زوالا. تغطية صحية وذللت استفادة المريض من تغطية صحية شاملة مؤمنة من مجموعة الشريف للفوسفاط، كثيرا من الصعاب لإجراء هذه العملية في وقتها المحدد، نظرا إلى التكاليف الباهظة التي تصل إلى 360 ألف درهم. وعلق كريم مديوني، طبيب التخدير، وأحد أعضاء الفريق الطبي، على استفادة المريض من التغطية الصحية بالقول إن الأمر مهم جدا، ودليل على انخراط المغرب بمؤسساته العمومية وشبه العمومية والخاصة في وتيرة سريعة لتعميم هذا المشروع على جميع المواطنين، حتى يصبح بإمكانهم الولوج إلى العلاجات الأساسية والعمليات الجراحية، دون تفكير في المصاريف. وقدم مديوني في تصريح لـ"الصباح"، بعض المعطيات العلمية عن العملية، مؤكدا أن مساحة الشريان الأورطي عندما تصبح ضيقة جدا، يضطر القلب لضخ الدم بقوة أكبر كي ينقله من خلاله، وهي حالة مرضية شائعة عند المسنين الذين تخطوا الخامسة والستين من العمر. وقال كريم إن الجراحة الكلاسيكية الأكثر استخداما في مثل هذه الحالات المعقدة التي قد تعرض حياة المريض إلى خطر الموت، هي شق منطقة الصدر وتوقيف عمل القلب وتحويل الدورة الدموية إلى الخارج، ثم استبدال الصمام الأبهري بطرف اصطناعي، مؤكدا أن الحظ لا يحالف كثيرا المرضى كبار السن، الذين غالبا ما يعانون حالات مرضية أخرى تزيد خطر هذه العملية الجراحية المباشرة على حياتهم. أقل تعقيدا تدخل فهد الشعرة، الطبيب الرئيسي، قائلا إن هذا النوع من العمليات التقليدية تم التخلي عنه في عدد من الدول منذ سنوات، وحتى بالنسبة إلى المغرب الذي "أجريتُ فيه شخصيا، أول عملية ناجحة دون فتح قلب المريض قبل 10 سنوات بالمستشفى الدولي بالرباط، وعشرات العمليات المشابهة الأخرى بمراكش". وأكد الشعرة أن تقنية "تافي" أقل تعقيدا، وتتم بإحداث شق بسيط غالبا ما يكون في شريان الساق، أو في القفص الصدري إذا كان هناك انسداد. وعبر هذا الثقب الصغير، يدخل الجراح قسطرا مزودا بدعامة دائرية مشبكة، فيها صمام اصطناعي وبالون صغير، ثم يمرر القسطر إلى منطقة القلب بواسطة الشريان، ويثبت في الموقع المناسب مع نفخ البالون، فتنفتح الدعامة لإرساء الصمام الجديد الذي يخرب القديم، ثم يبدأ في أداء وظيفته بالقلب على الفور، وفي بعض الأحيان حتى إتمام باقي الإجراءات الأخرى المتعلقة بالعملية. خيار أفضل من جانبه، قال إسماعيل إسماعيل، الطبيب المختص في طب القلب التداخلي، إن تقنية "تافي" من أحسن الخيارات الجراحية بالنسبة إلى المرضى المسنين، الذين يعانون أمراضا مزمنة، مؤكدا على نسبة النجاح الكبيرة لمثل هذه العمليات الموصى بها في عدد من الدول، ناهيك عن مضاعفاتها الأقل على صحة المريض. وأوضح إسماعيل أن العملية تجرى في مدة لا تتجاوز ساعة، إذ يخضع المريض إلى تخدير موضعي، ثم يوضع تحت المراقبة لبعض الساعات، ويمكن أن يغادر المستشفى في اليوم الثالث. وأكد إسماعيل أن الكفاءات الطبية المغربية تطورت كثيرا في هذا النوع من العمليات الأقل تعقيدا، والأكثر ضمانا بالنسبة إلى المرضى، و"مع تطور التأمين الصحي، يمكن أن نصل إلى الأفضل في الأيام المقبلة".