“ماذا تبقى لكم؟”… صور مندحرة لزمن مرتبك

فرقة "أفروديت" تستعيد نصا لكنفاني في مهرجان المسرح العربي بالبيضاء افتتحت فرقة "أفروديت"، مساء الثلاثاء الماضي، عروض المسابقة الرسمية لمهرجان المسرح العربي الذي تتواصل فعالياته بالبيضاء إلى غاية 16 يناير الجاري، بتقديمها مسرحية "ماذا تبقى لكم؟" من توقيع المخرج عبد المجيد الهواس. وتحكي المسرحية المأخوذة عن رواية للأديب الفلسطيني غسان كنفاني، عن مرحلة تاريخية اتسمت بتهجير الفلسطينيين من يافا وشتات العائلات، وقد تم نسج عوالم العمل من خلال رصد جانب من حياة شاب وأخته عاشا في معزل عن أمهما حالمين بالعودة يوم ما إلى ملاقاتها، وخاصة عقب فقدانهما لوالدهما معيل الأسرة. وشخص الأدوار في المسرحية، التي عرضت بالمركب الثقافي مولاي رشيد، كل من قدس جندل، وسلمى مختاري، وانس العاقل، وعبد الرحيم تميمي وأبي بكر أيت يحيى، واشتغلت في الأداء الصوتي هناك سلمى مختاري. وأعقبت المسرحية ندوة نقاش تولى فيها الناقد محمد بهجاجي مهمة تحليلها, مشيرا إلى أن مخرجها يسعى دائما إلى اقتراح أعمال تصنع بهدوء على نسيج شاعري يرسم المعاني بالصور والضوء والاستعارات. وتوقف بهجاجي عند المجهود الدراماتورجي الذي قام به الهواس، معتبرا أن هذا العرض يتأسس على نص روائي للأديب الفلسطيني غسان كنفاني كُتب بنفَس واحد، وبلغة شاعرية تصوغ الوقائع وفق نسيج إبداعي تتداخل فيه الأزمنة والأمكنة وتتقاطع فيه الشخصيات التي تتكلم بكل الضمائر. وأضاف بهجاجي أنه كان واضحا أن كنفاني تأثر في هذا النص بالذات، بما اصطلح عليه "تيار الوعي" في الرواية الغربية الحديثة، وهو ما وضع أمام عبد المجيد الهواس مخرج المسرحية تحديات عديدة، منها أنه كان عليه أن يمسرح نصا روائيا غير تقليدي، تجري تفاصيله على أرض الواقع وفي مناطق شخصيات ونفسياتها، واقتحام تلك المناطق وتقديمها أمام متلق واقعي. وتابع بهجاجي أن المهمة الدرامارتوجية تتضاعف أمام شخصيات العمل المتشظية، وتعاني التصدع الفردي والجماعي وتتطلب رصد تقنيات بناء الشخصيات، التي تعد كل واحدة منها مرآة للأخرى. وركز المتحدث نفسه على Nإستراتيجة الإخراج في هذا العمل، معتبرا أنه اتخذ القرار بتقسيم الخشبة إلى فضاءين متوزايين، هما فضاء الأسرة، والفضاء الخلفي بوظائفه المتعددة: الصحراء والممر والشارع. وقال بهجاجي إن مسرحية "ماذا تبقى لكم؟" هي مسرحية بأبعاد متنوعة، بل هي مسرحية شخصيات إشكالية متصدعة سقطت في العار، كما أنها مسرحية أمكنة عدوانية وصور مندحرة لزمن مرتبك. من جانبه قال الإعلامي والمسرحي الحسين الشعبي، خلال مناقشة العرض، أن هذا العمل استعاد فلسطين التي لم تعد حاضرة، كما كانت في سينمانا وتلفزيوننا وأغانينا، ولو أنها عمل لا ينتصر بالضرورة للقضية الفلسطينية، لكنها تطرح قضايا إنسانية. واعتبر عبد المجيد الهواس أن استعماله الدارجة المغربية سمح له أن يكتب ما لم تقله الحوارات في النص الأصلي للرواية، وأنه سعى إلى أن يقدم للجمهور المغربي أو الجيل الجديد منه على وجه التحديد، عملا تكون له القدرة على توريطه لإعادة اكتشاف أدب غسان كنفاني، ومعه القضية الفلسطينية. عزيز المجدوب

“ماذا تبقى لكم؟”… صور مندحرة لزمن مرتبك

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

صابرينة و"حبيبي إنت"

إدانة مغتصب خالة زوجته وصديقتها

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات