طرق الموت تعطل مصالح سكان قرى بخنيفرة

تهالك طرق وطنية وترقيعات لا تصمد أمام العواصف والفيضانات التي تعيشها المنطقة سنويا كل المداخل إلى مدينة خنيفرة موت. كلها مغامرات، ومخاطر ومشي على حبال معلقة في الهواء. هذا ما أصبحت عليه كل الطرق الوطنية والثانوية والقروية المؤدية إلى مدينة خنيفرة سواء من مريرت أو أجلموس أو مولاي بوعزة أو كهف النسور أو آيت إسحاق أو سبت آيت رحو أو غيرها من القرى والبوادي التي تؤثث تراب الإقليم، وكأن المدينة تقع في قلب منطقة ثقلت فيها المسؤولية على مسؤوليها، حتى بات يصدق عليهم المثل القائل «ما نايض ما نايض».من زار المنطقة قبل حوالي سنة وعاد إليها بعد ذلك يعتقد أنها مرت من حرب ضروس. ورغم أن السلطات المحلية تلقي باللائمة على الفيضانات والوديان، إلا أن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء الحالة المزرية التي تعرفها مجموعة من هذه الطرق خاصة الطريقين الوطنيتين 407 و712 ، يمكن تلخيصها في كلمة واحدة، على لسان السكان، وهي «الإهمال». فالطريقان نفساهما «يبدوان وكأنهما غير موجودتين، إذ أصبحت الحفر هي القاعدة والتعبيد هو الاستثناء». يقول أحد الفاعلين الجمعويين بالمنطقة، مضيفا أن الطريقين تسببا في عدة حوادث سير بالمنطقة، خاصة في الليل، «لا يمكن لأي أحد تقدير عمق الحفر التي تملأ هذين الطريقين، وفي كل مرة يتذرع المسؤولون بالفيضانات، رغم أن الحل معروف». وهنا تتدخل مصادر أخرى من إحدى الجماعات بإقليم خنيفرة قائلة إن على وزارة التجهيز أن تفتح تحقيقا في الأسباب التي أدت إلى هذه الوضعية «المخجلة»، «تخصص أغلفة مالية لإصلاح هذه الطرق، ولا ندري أين تصرف؟ وكما ترون الطريقين معا لم يعرفا أي إصلاحات منذ حوالي خمس سنوات، ويمكن أن نعاين بالعين المجردة الحالة المزرية التي يوجدان عليها، بل إن بعض السائقين يفضلون السير جنب الطريق وهم بذلك يخلقون طريقا غير معبدة جديدة، على أن يسيروا في طرق وطنية مهملة ومنسية، قد تقودهم إلى الموت مهما بالغوا في احترام قوانين السير». إذا لم تكن نتيجة مغامرة السير في هذين الطريقين حادث سير، فإنها حتما ستكلف السائقين الذين يستخدنهما بشكل يومي ميزانية أكبر لإصلاح سياراتهم، «سرعان ما تتمزق عجلات السيارات وتتآكل يوما بعد آخر، لذلك يفكر سائقو سيارات الأجرة في صيغ للاحتجاج»، يقول أحدهم. المنطقة معروفة بالعواصف وهذا منذ الأزل، وهو معطى لا يمكن لمصالح التجهيز أن تتجاهله، «كنا ننتظر من العامل أن ينزل بثقله لفرض إصلاح طرق الموت، إلا أنه يبدو أن المسؤول يهتم بالمدينة أكثر من القرى التي تربطها بخنيفرة هذه الطرق الوطنية التي تآكلت وتلاشت كل بنياتها التحتية وليست فقط الطرق». يقول المصدر ذاته مشيرا إلى أنه «يصعب علينا نقل حتى الحالات المستعصية طبيا، إذ إذا كانت لدينا حالة حامل في حاجة إلى تدخل مستعجل فإن نقلها إلى المستشفى الإقليمي بخنيفرة يتطلب وقتا طويلا، بعد أن كانت هذه العملية لا تستغرق إلا وقتا قصيرا».ويشدد مصدر جمعوي آخر على أن إقليم خنيفرة يعيش عموما وضعية يرثى لها على مستوى الطرقات والمراكز والـتأهيل الحضري، بل إن «دور الجماعات أصبح يقتصر فقط على منح الوثائق الإدارية، وهذا نتيجة غياب مداخيل قارة ومثمرة، فعدا القيمة المضافة وبعض الأسواق الأسبوعية فليس هناك مداخيل، حتى الجماعات التي تستفيد من حصة من استغلال الملك الغابوي، فإنها لا تحظى بذلك إلا كل سنتين أو ثلاث سنوات»، يشرح المصدر ذاته قبل أن يعود إلى موضوع الطرقات المتهالكة، ليقول «بالنسبة إلى الطرق نبهنا مصالح التجهيز إلى أن الترقيعات لا تنفع في هذه المنطقة التي تعرف عواصف خطيرة، وكما هو معلوم لا أحد يتكهن بكميات الأمطار التي تتساقط أثناء العواصف، بل إن الوديان يمكن أن تكون جافة وفي لحظة تتحول إلى طوفان، وهذا يعني أن الطرق في إقليم خنيفرة في حاجة إلى إصلاح شامل، وبناء قناطر وقنوات لصرف مياه الأمطار، وغيرها من البنيات التي يمكنها أن تصمد، إذ ما نراه الآن هو فقط إصلاحات ترقيعية سرعان ما تختفي عند سقوط زخات مطر، وهي إصلاحات لا تتحمل كميات قليلة من الأمطار فبالأحرى السيول الجارفة».وطالب فاعلون جمعويون في المنطقة بالأخذ بعين الاعتبار مصالح سكان مريرت وأجلموس وكهف النسور ومولاي بوعزة وسبت آيت رحو وغيرها من القرى المتضررة من غياب بنيات طرقية جيدة، «يمكن أن ينظر المسؤولون إلى منطقتنا من زجاج نوافذ مكاتبهم الفاخرة، ويصنفان طرقنا الوطنية بغير الرئيسية، لكنها بالنسبة إلينا مهمة وقد تصل أحيانا إلى مسألة موت أو حياة، خاصة عندما يتعلق الأمر ينقل مريض في حالة خطيرة». ضحى زين الدين

طرق الموت تعطل مصالح سكان قرى بخنيفرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حريق بسوق الوفاق بالبيضاء يخلف خسائر كبيرة

250 ألــف درهــم لـنـقـل عـدائـي سـبـاق آســا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات