مباريات الأسود وسيلة لرفع المداخيل «الركراكي ووليداتو فرحوا كاع المغاربة مشجعين ومستثمرين"...من بين العبارات التي علق بها أحد المشجعين الذين كانوا يتابعون مباراة مساء أول أمس (الأربعاء) بين أسود الأطلس والديكة الفرنسية، بإحدى المقاهي بالألفة بالبيضاء، على الأجواء التي صارت تطبع عمل المقاهي والمطاعم ارتباطا بمباريات المنتخب الوطني. ومن خلال جولة لطاقم "الصباح"، بعدد من المقاهي والمطاعم والفضاءات الترفيهية، تظهر مشاهد التشجيع الرياضي الذي يجعل رواد هذه المحلات يتحمسون للدخول لمشاهدة مباريات مونديال قطر 2022، خاصة التي تتعلق بالمنتخب الوطني، بعد أن تم تجهيز الفضاءات وصبغها بألوان جديدة تأهبا لاستقبال المشجعين وعشاق كرة القدم ممن يفضلون مشاهدة المباريات بشكل جماعي، داخل المقاهي وأمام شاشات كبرى والاحتفال وسط إيقاعات الدقة المراكشية والأغاني الوطنية. ديكورات للاستقطاب ساهم تألق المنتخب المغربي وإنجازاته التاريخية التي أطاحت بكبار المنتخبات العالمية، في تعزيز الثقة في أبناء المدرب الركراكي، وهو ما انعكس إيجابا على النشاط الاقتصادي، بعد أن شهد قطاع المقاهي والمطاعم وأماكن الترفيه إقبالا ملحوظا ومتزايدا لمتابعة مباريات أسود الأطلس بشك جماعي. وكشف حسن مسير مقهى بالألفة بالبيضاء، أن استعدادات بعض المقاهي لكأس العالم بدأت منذ أكثر من شهر، إذ اختار عدد من المشرفين على تلك الأماكن إدخال تحسينات على الديكور والمقاعد والشاشات المعلقة في كل أرجاء المقهى بشكل يضفي عليها نكهة كرة القدم وأجواء كأس العالم، حتى يتم تكون الخدمات المقدمة على أكمل وجه. حجوزات مسبقة ويرى حسن مسير مقهى، أن طريقة الحجز المسبق للمقاعد من أجل ضمان الفرجة تبدو أفضل طريقة لتوفير تنظيم محكم داخل المكان وتحقيق فرجة مناسبة، خاصة للعائلات التي تفضل ارتياد المقهى وتشجيع المنتخب في فضاء جماعي محترم. من جهته، قال حمزة، طالب جامعي من مشجعي المنتخب، في حديث مع "الصباح"، أنه يحرص على متابعة مباريات المنتخب الوطني على الشاشات المعلقة في جدران المقاهي والتي ترافقها صيحات المشاهدين وتفاعلهم مع الفرص والأهداف التي ستتزامن مع تألق أسود الأطلس في إنجاز تاريخي لم يسبق له مثيل في الساحة العربية والإفريقية، مشيرا إلى أنه بعد أن وجد صعوبات في إيجاد مكان مناسب في المقاهي التي كانت مزدحمة، أصبح يعتمد على الحجوزات المسبقة حتى يضمن مقعده في الصفوف الأمامية. المناطق والمدن الصغيرة تكسر صمتها لم تقتصر دينامية المقاهي على المدن والحواضر الكبرى، بل امتد انتعاش اقتصاد هذه الفضاءات ليشمل المناطق والمدن الصغيرة والقرى بمختلف أنحاء المغرب، بعد أن نجح المنتخب المغربي في تحقيق نتائج لافتة في مشاركاته في مونديال قطر إذ تم تكسير هدوء هذه الأماكن لتتحول إلى فضاء جماعي للفرجة والاحتفال من قبل أبناء المنطقة المعنية. وساهم تسابق مشجعي أسود الأطلس على حجز أماكن مناسبة في بعض المقاهي لضمان فرجة مشوقة في المباراة التي تجمع المنتخب المغربي ضد خصومه، في انتعاش إيرادات المقاهي التي ضمنت عددا كبيرا من الزبناء، إلى درجة أن بعضها أصبح يغلق الباب في وجه الراغبين في الحضور بعد أن امتلأ الفضاء عن آخره ولم يعد هناك مكان شاغر لإضافة كرسي آخر. النساء... زبناء من نوع خاص اهتمام متزايد باتت تظهره النساء بكرة القدم صار حديث الصغير والكبير في مجتمعنا المغربي، فبعد فوز منتخب أسود الأطلس بقيادة وليد الركراكي، لم تعد حجوزات المقاهي والمطاعم التي تعرض مباريات المنتخب الوطني مقتصرة على الرجال والشباب والأطفال بل دخلت النساء لمتابعة نزال زملاء زياش وحكيمي. وفضلت مجموعة من النساء من مختلف الشرائح والأعمار، تكسير العادة بمتابعة الفريق بالبيوت بعد أن قررن عدم التخلف عن حضور في الفضاءات العامة، وحجز مقاعد لهن بالمقاهي حتى يعشن أجواء كرة القدم والتشجع الجماعي الذي يضفي لمسة خاصة على الفرجة والمتعة، بعد أن تعذر عليهن متابعة المباريات من مدرجات الملعب بقطر. محمد بها