انخرطوا في مشروع لغرس 2023 شجرة في المدارس والمراكز الصحية تقع مسؤولية التشجير وحماية البيئة على عاتق الدولة، الأمر نفسه بالنسبة إلى العناية بالفضاء العام وتزيينه، غير أنه في الآونة الأخيرة، دخل المجتمع المدني على الخط، وأخذ بدوره بزمام الأمور، ويسعى إلى تقاسم هذا العبء مع الدولة، عبر مبادرات بيئية تستهدف العناية بالفضاء العام، آخرها مشروع غرس 2023 شجرة بداية من فاتح يناير المقبل في إقليم برشيد، والذي سينفذه تلاميذ الإقليم. ويعتبر إشراك الأطفال وتلاميذ الأقاليم في مشاريع من هذا النوع، خطوة يصفق لها، لأن هذا الأمر سيربي الأطفال فعليا على احترام البيئة وحمايتها، لأن الطفل سيشعر بعد غرس كل شجرة، أنها ملك له، وسيعتني بها ما سيؤثر على شخصيته، ويجعله يحس بالمسؤولية تجاه الفضاء المشترك، فإذا لم تكون هذه المبادرات مواطنين محافظين على البيئة، ستضمن على الأقل عدم الاعتداء عليها وتخريبها. وتصنف هذه المبادرة في باب المسؤولية والمصير المشترك، خاصة أن هذه القيم غير منتشرة بشكل كبير في أوساط المغاربة، إذ يعتبرون أن الفضاء العام ليس ملكا لهم، ما يؤدي بهم إلى عدم احترامه، ولا يستفزهم أن يكون متسخا أو غير مرتب. ويجب أن تعمم هذه المبادرات على أقاليم أخرى، لتربية "جيل أخضر" على حب البيئة واحترامها، خاصة أن هذا الأمر ينسجم مع سياسات الدولة، التي تشجع الطاقات النظيفة ولها اهتمام بالبيئة، ما يفتح الباب أمام تمويل هذه المبادارات، فمنذ مدة لا تتردد مؤسسات الدولة في عقد شركات مع المجتمع المدني، كلما تعلق الأمر بالبيئة. وعودة إلى شباب برشيد، فإنهم سيشرعون في غرس الأشجار في الأسابيع المقبلة، في مدارسهم التعليمية وفي المراكز الصحية والمستشفيات في كامل تراب الإقليم، واختير عدد الأشجار بعدد سنوات التاريخ الميلادي، من أجل وضع حلقة ربط بين هذا النشاط، وبين التعليم الذي يتلقاه الأطفال في المدارس، كما أنه سيكون بمثابة درس ميداني، لأن الأطفال يدرسون النباتات والأشجار والبيئة، لكنهم لا يعرفون عنها الشيء الكثير في الواقع. وتشرف على هذا المشروع، الذي سيمتد طيلة السنة المقبلة، مبادرة شباب فاعل خير والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية ببرشيد، وبدعم من جمعية ابن بيطار وبشراكة مع جماعة سيدي رحال الشاطئ، وهي نموذج للشراكات المثمرة، التي تدمج كل الفاعلين في محيطها، وتشرك الجميع، سواء تعلق الأمر بمؤسسات الدولة أو المنتخبين أو المجتمع المدني، وتصب أهدافها في صالح الإقليم وسكانه وأطفاله. عصام الناصيري