العرباوي… رحيل البدوي الشهم

الفنان الشعبي شقيق الستاتي الذي صنع اسمه منتجا ومبدعا غيب الموت، صباح أمس (الاثنين)، الفنان الشعبي ميلود العرباوي بإحدى مصحات البيضاء، عن عمر ناهز الثامنة والخمسين، بعد صراع مع المرض. وفقد المشهد الفني برحيل العرباوي واحدا من الأسماء التي أغنت الأغنية الشعبية بعشرات الأغاني التي اختار فيها الفنان الراحل التنويع في أسلوب اشتغاله، من حيث المواضيع والألحان وكذلك التوزيعات والآلات الموسيقية التي كان يوظفها. العرباوي الذي شكل ظهوره في المشهد الفني خلال منتصف التسعينات، حدثا فنيا، إذ حققت ألبوماته، حينها مبيعات قياسية، أظهر فيها قدرة فائقة على التكيف مع الأحداث والظواهر الاجتماعية التي كان يواكبها بطريقة غنائية خاصة. ووظف الفنان الشعبي في ألبوماته السابقة العديد من الآلات التي يجيد العزف عليها، بدءا بالكمان ثم آلة البانجو حين انتقل إلى أداء أغان بالأسلوب الغيواني، قبل أن يستقر في تجاربه الأخيرة على لوتار مع الحفاظ على المواضيع نفسها التي يتطرق إليها، والتي تتمحور في الغالب على قضايا اجتماعية بأسلوب نقدي لاذع. ووجد العرباوي نفسه، خلال السنوات الأخيرة، مشدودا إلى آلة "لوتار" التي اكتشف فيها إمكانات نغمية تجعله لصيقا ومرتبطا التراث الشعبي المغربي، الذي حرص على التبحر فيه والبحث عن نوادره ودرره واستلهامها في أغان تواكب القضايا والمشاكل والهموم الراهنة. واعتبر شقيقه الفنان عبد العزيز الستاتي وفاة العرباوي بمثابة فاجعة وخسارة شخصية وفنية له، بالنظر إلى العلاقة التي جمعتهما معا. وأضاف الستاتي، في حديث مع "الصباح"، أن ميلود العرباوي، رغم فترات الاختلاف التي كانت تتخلل علاقتهما، ظل أقرب شخص إليه، والملجأ الوحيد الذي كان يلوذ به ويستشيره في أموره الفنية، رغم أنه يصغره سنا. وأضاف الستاتي أن علاقتهما ظلت مطبوعة بالاحترام والاعتراف المتبادل، وأن شقيقه كان يتمتع بذكاء خاص مكنه من أن يصنع اسمه في المجال الفني منتجا ثم مبدعا، وساهم في انتشار وشهرة العديد من الفنانين الشعبيين. أما الفنان والإذاعي محمد عاطر فاعتبر ميلود العرباوي واحدا من الزجالين الفطريين الموهوبين، الذين كانوا يتمتعون بالسجية وسرعة البديهة في التعامل مع الأحداث والمواضيع، كما كانت له أياد بيضاء منتجا ساعد العديد من المواهب الفنية الصاعدة آنذاك، كما هو الشأن بالنسبة إلى تجربة "ثنائي لهبال" التي كان عاطر نفسه أحد صناعها. وأضاف عاطر، في حديث مع "الصباح"، أن شخصية العرباوي تضمنت سمات بدوية أصيلة، كما كان ذا كبرياء وأنفة وشهامة، ولم يكن يجيد التملق والنفاق، وهو الأمر الذي جعله يفضل الانزواء بعيدا عن الأضواء خلال السنوات الأخيرة، رغم أنه واصل العطاء بتسجيل ألبومات وأغان كان ينتجها بنفسه. ويشار إلى أن الفنان ميلود العرباوي بدأ مساره الفني نهاية الثمانينات، كاتبا لنصوص أغاني شقيقه الستاتي، قبل أن يشرع في إعداد أغانيه الخاصة، وأسس بداية التسعينات شركة إنتاج فنية تعامل من خلالها مع أشهر نجوم الأغنية الشعبية كالداودي والصنهاجي وبوركون وغيرهم. وأصدر العرباوي أزيد من 50 شريطا غنائيا، كما اتجه في السنوات الأخيرة إلى مجال الإنتاج البصري وكتابة السيناريو، وحصل على رخصة من المركز السينمائي المغربي، بفضل ثلاثة أشرطة قصيرة من تأليفه أحدها حاز جائزة بمهرجان فني بمدينة "أزرو". عزيز المجدوب

العرباوي… رحيل البدوي الشهم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المطلقات يعدن عبيد إلى السينما

‭"‬طوطو‭" ‬يغني‭ ‬عن‭ ‬أزمته

مقالات ذات صلة