“الزمن دوار” … حادثة سير تعيد محاميا لنقطة الصفر
عاش الثراء والحياة السعيدة وانقلاب سيارته رماه وسط الفقر والتعاسة
هو محام اشتغل لسنوات طويلة بمختلف محاكم المغرب، سيما بالرباط وسلا وتمارة وأيضا أمام المحكمة العسكرية، التي كان له فيها صولات وجولات، لكن غدر الزمان، أعاده إلى نقطة الصفر، والسبب حادثة سير حولت حياته إلى جحيم.
يتحدر المحامي من عائلة عريقة بمكناس، ويجاور أجداده قبر مولاي إسماعيل، إذ لا يبعد دفن والده عن أول سلطان علوي سوى بأمتار قليلة، لكن حادثة سير تسببت له في أضرار صحية، حولته من العيش وسط الثراء والحياة السعيدة إلى الفقر والتعاسة. فقد أثرت حادثة السير، التي تعرض لها، وخرج منها برجلين بصفائح حديدية، كثيرا على وضعه المهني والصحي، وبالتالي على مساره المهني، فتدهور حاله من السيء إلى الأسوأ، ولم يعد يقوى على الوقوف داخل قاعات المحاكم، إلا وهو مستعين بعكاز.
وزاد وضع المعني بالأمر سوءا حين بلغ إلى علمه أن أشخاصا تلاعبوا باسمه وأختامه وهوية مكتبه البصرية، وسجلوا نيابة باسمه في أحد الملفات الكبرى بمحاكم الدائرة القضائية للعاصمة الإدارية للمملكة، كما وصله خبر ثاني يتعلق بحكم المحكمة بتعويض 14 مليار سنتيم لفائدة الطرف المدعي دون علمه، ما أثر كثيرا على نفسيته المنهارة أصلا، وكان سببا في تراجع همته في العمل الذي أصبح عازفا عنه، رغم أنه كان يحب مهنته كثيرا.
هذه التراكمات أفقدت المحامي الكثير من سمعته وشعبيته، مما أدى إلى تراجع عدد ملفات نيابته، في الوقت الذي كان يعرف مكتبه قبل عقدين، توافدا وإقبالا كبيرين من الزبائن ومن الراغبين في تسجيل نيابته عنهم، سيما أمام القضاء الزجري، قبل أن يمتنع في الشهور القليلة الماضية عن الترافع عن المتقاضين، بعد تدهور وضعه النفسي والصحي، إذ أصبح يفضل أن يقتصر عمله على بعض القضايا ذات الطابع الإداري والتجاري، التي يترافع عنها أمام المحاكم الإدارية والتجارية.
توفي المحامي الذي جار عليه الزمن قبل شهر، إثر أزمة صحية ألمت به، في الوقت الذي كان يستعد للقيام بإجراءات إدارية لمقاضاة مستعملي أختامه وتوقيعه في النيابة أمام القضاء، قبل أن يحول الموت دون ذلك.
عبد الحليم لعريبي