غالي المعزول يهرب مؤتمره إلى الداخلة!

الموقع يقع بين مراكز عسكرية جزائرية حساسة وسيمنع أي تمرد على إبراهيم بقلم: الفاضل الرقيبي بعد صراع داخلي طويل، وحرب تكسير عظام، لم تنته إلا بعد أن أثبتت مجموعة 88 تفوقها على الأرض، وسيطرتها على كل منافذ القرار في الرابوني، أعلنت اللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس عشر لجبهة "بوليساريو" عن مكان انعقاده. ففي وقت سابق، ظهرت تكهنات تفيد بأن زعيم "بوليساريو" كان مصرا على عقد مؤتمره داخل إحدى الثكنات العسكرية، أو ما يسمى في قاموس الجبهة (المراكز الخلفية). وحسب مصادر مقربة من غالي، فقد كانت نواياه واضحة في التحكم بنتائج المؤتمر من خلال تسليم مجريات الجلسات لمسيرين عسكريين بغرض إزاحة جماعة 88 عن مناصب النفوذ، وقنوات الاتصال مع الأجهزة الجزائرية، وهو ما يبدو أنه فشل فيه، إذ أن اللجنة التنفيذية، التي ظهر أن القيادي عمار منصور يتحكم تقريبا في ثلثي أعضائها، قد اختارت مدرسة 9 يونيو، وهو الأمر ذاته الذي أشعل نقاشات ساخنة لم تنته إلا بعد أن تدخل إبراهيم وألغى مقترحي المركز الخلفي والمدرسة، واختار مخيم الداخلة، الذي يبعد عن الرابوني بـ 167 كيلومترا، ويقع بين الوحدة التاسعة لحرس الحدود الجزائري واللواء الخامس مشاة، بقطاع الناحية العسكرية الثالثة، والذي يحتوي على مطار عسكري استخدمته جبهة "بوليساريو" لاستقبال ضيوفها من حزب الله في 2017. اختيار مخيم الداخلة لم يأت صدفة أو اعتباطا، بقدر ما كان خيارا مدروسا. فبعده عن باقي المخيمات وموقعه الآمن بين مراكز عسكرية جزائرية حساسة، سيمنع أي تمرد محتمل على إبراهيم، وسيحاول رجال زعيم الجبهة الاستثمار في هذا الأمر قدر المستطاع، خصوصا أن المؤتمر هو آخر فرصة لهم لاسترجاع مكانتهم ونفوذهم داخل أجهزة الجبهة، وملف العلاقة مع الأمن العسكري الجزائري، الذي ظهر جليا خلال الأيام الماضية عجزهم عن الوصول إليه مع بداية مناقشة ميزانية المؤتمر التي كانت سابقا مهمة اللجنة التقنية، غير أن تدخلات عمار منصور وخطري أدوه في جلسات النقاش، أفضت إلى تكليف عبد القادر الطالب عمر، السفير بالجزائر، بمهمة مناقشة ميزانية المؤتمر مع الجزائريين، وهو ما لم تكن مجموعة إبراهيم تريده، وكان اسم سالم لبصير مطروحا بقوة لهذه المهمة التي سيتمكن من خلالها، ولو رمزيا، من العودة إلى المشهد الذي غاب عنه منذ لقاء متلفز، في فبراير الماضي، اتهم فيه ما وصفه بـ "الأدوات التخريبية الداخلية" بمحاولة تشويه صورة إبراهيم بزرع الشك في أهليته وتعميم الانهزامية بين "المناضلين". ولا تزال المعارك الداخلية لأجنحة جبهة "بوليساريو" مستمرة لأجل تسمية رئيس المؤتمر. وتسرب من مكتب غالي، مطلع الأسبوع الماضي، أنه بالفعل أجرى مشاورات مع الطالب عمي ديه وإبراهيم بومخروطة، وعرض عليهما رئاسة المؤتمر. ويعتبر عمي ديه واحدا من القلائل الذين لايزال لديهم ولاء لزعيم "بوليساريو" داخل الجيش. أما بومخروطة، فهو رجل وسط لم يعلن بعد عن معسكره، إلا أنه يبقى مرشحا توافقيا، يمكن أن يرشحه غالي دون اعتراض مجموعة 88، التي تريد أن تجعل من المؤتمر محطة للقطيعة مع سطوة جيل التأسيس، التي يستمد منها من تبقى منهم رمزية لدى سكان تندوف، تمنع أن يتم المساس بمصالحه، وإذا ما نجحت هذه المجموعة في إحباط مخططات جماعة إبراهيم، خصوصا في ما يتعلق بمقترح إلقاء شرط التجربة العسكرية في نص تولي الأمانة العامة للحركة، وتقليص أعضاء المكتب الدائم للأمانة إلى سبعة، آنذاك يمكن القول إن جيل تأسيس "بوليساريو" قد انتهى. يذكر أن جماعة 88 هي قيادات من الجيل الثاني لـ "بوليساريو" ينسب لها كسر الطوق الأمني الذي كان يضربه البشير مصطفى السيد وبعض القيادات التاريخية على المخيم، بمظاهرات عارمة في أكتوبر 1988، خرج فيها عمار العظمي وعبد القادر طالب عمر وخطري أدوه، بالإضافة إلى عمار منصور وبشرايا بيون وغيرهما، رافعين الأعلام المغربية مهددين بالعودة إلى المغرب إذا لم يتم حل اللجنة التنفيذية وإبعاد البشير مصطفى عن منصب الأمين العام المساعد، وأطلق حينها محمد لامين البوهالي حملة اعتقالات واسعة طالت كبار قادة ذلك الحراك. وبعد حوار داخلي، بإشراف الجنرال خالد نزار، تم إطلاق سراح المجموعة وإقالة البشير من منصبه، وشتتهم محمد عبد العزيز بجملة من المراسيم عين بعدها طالب عمار وزيرا أول، ورمي بيون في مدريد، والتحق العظمي بعدها بالمغرب، وعادت المجموعة بقوة إلى المشهد الداخلي بتندوف، بعد وفاة سيد أحمد البطل وهي تستعد الآن لوراثة "بوليساريو".

غالي المعزول يهرب مؤتمره إلى الداخلة!

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الجمعة الأسود في "البولفار"

300 سرير صحي جديد بالبيضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات