فرنسا ترغب في عودة التعاون الشامل مع المغرب

عبر الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي، المكلف الاقتصاد الاجتماعي التضامني، بونوا آمون، أقل من شهر على توتر العلاقات المغربية الفرنسية، عن رغبة حكومة بلاده في عودة التعاون مع المغرب في كامل المجالات.وأضاف آمون، عقب استضافته بمدرسة الحكامة والاقتصاد ، بالرباط، حيث ألقى عرضا حول الاقتصاد التضامني عشية الاثنين الماضي أن الشراكة مع المغرب شراكة استثنائية، ومكسب لفرنسا، وتتطلب كثيرا من العناية.إلى ذلك، نبه الوزير الفرنسي، خلال عرضه، إلى أن التحديات البئيية تفرض التفكير والبحث عن أنماط جديدة للإنتاج والاستهلاك، "مع أن ذلك المصنع الذي يعمل بالفحم ويلوث البيئة، يوجد في مقابله أيضا ذلك المستهلك الذي يستعمل البنزين في سيارته ويفعل الشيء نفسه"، يقول آمون الذي رأى في الاقتصاد التضامني، وصفة وحلا جيدا للخروج من الأزمات الاقتصادية.وفي السياق ذاته، اعتبر الوزير الفرنسي هذا النوع من الاقتصاد مقاوم للأزمات أكثر من الاقتصاد الكلاسيكي، "فالأزمة المالية الأخيرة مست النمط الكلاسيكي من الاقتصاد والمقاولات، وهو ما أثبته تجارب أمريكية وفرنسية وفنزويلية وغيرها"، وتابع "خلال الأزمة أبانت هذه المقاولات عن معدلات تسريح اقل للعاملات ومعدلات إغلاق اقل للمقاولات"، معتبرا أن ما يجعلها الاقتصاد التضامني مقاوما للأزمة هو أنه ملزم بقوانين داخلية تقوم على تحويل أرباحها إلى منظمات أكثر صلابة، وتخطط على المدى البعيد والمتوسط، "وهذا هو الخيار الإستراتيجي الذي نقوم به حاليا في فرنسا"، يضيف آمون. واعتبر آمون أن ما يميز الاقتصاد الجمعوي التعاوني التعاضدي، أو ما يسمى في أمريكا القطاع غير الربحي والتضامني في فرنسا، عن الاقتصاد التقليدي هو أن "مقاولاته تدبر بنمط حكامة مختلف، كما أنها غير ربحية"، مستدركا "هذا لا يعني أننا نخسر المال، بل الهدف ليس هو الربح، بل ضخ الربح في تطوير المقاولة نفسها"، مشيرا إلى أن هذا النوع من الاقتصاد انطلق من الفلاحة، إذ اتفق عدد من الفلاحين على ضم إمكاناتهم إلى بعضها من أجل التمكن من تمويل عمليات وآليات لا يقدر أي منهم على تمويلها بمفرده.ونبه الوزير الفرنسي إلى أن عكس ما يمكن اعتقاده، "لا يستفيد هذا النوع من الاقتصاد من دعم عمومي أكثر من المقاولات الكلاسيكية، بل العكس تماما، لأنها لا تدفع ضريبة الأرباح وبالتالي لا تستفيد من الدعم.وعن تنامي الاهتمام بالاقتصادي التضامني بالعديد من الدول، ذكر آمون أن أمريكا جعلت من القطاع غير الربحي موضوع إستراتيجية أطلقها الرئيس أوباما لتطوير عدد من الأنشطة الاقتصادية تساهم أكثر في المصلحة الاجتماعية، قبل أن ينتقل إلى الحديث عن التجربة الفرنسية التي أحدثت نموذجا جديدا لمقاولة هجينة بين الجمعية والتعاونية والتعاضدية والشركة الكلاسيكية، لإقناع الأخيرة بالتوجه نحو الاقتصاد الاجتماعي التضامني، "وهو أمر فريد من نوعه، وأعتقد أننا التجربة الوحيدة في العالم التي اهتدت إليه كجواب على الأزمة الأخيرة".هجر المغلي

فرنسا ترغب في عودة التعاون الشامل مع المغرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بناني كاتبا عاما لوزارة العدل والحريات

نواب قلقون من تأخر القوانين الانتخابية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات