فاجعة في حريق بالبيضاء

اندلع في محل لمنتجات "بيو" وخلف قتيلا وكاد يتسبب في كارثة لم يكن يوما عاديا بالبيضاء، زوال أول أمس (الأربعاء)، بعد أن شب حريق بمحل تجاري لبيع المنتوجات الغذائية الطبيعية (بيو)، بمنطقة أنفا. عن بعد يظهر أنه حريق عاد درجة أنه لم يثر انتباه المارة وسائقي السيارات، إلا أنه بمجرد الاقتراب من المحل يظهر حجم الكارثة، خسائر كبيرة ومعاناة رجال الإطفاء في السيطرة على الحريق لانتشال جثة مستخدم من دول جنوب الصحراء، فارق الحياة اختناقا بالدخان. إنجاز: مصطفى لطفي - تصوير: (فدوى الناصر) بمدارة "سبور" الشهيرة بمنطقة أنفا، تولى شرطي مرور منع سيارات من ولوج شارع السجلماسي. حاول أحد المارة استفسار الأمر، وعند تدقيق النظر وجد أن الشارع مغلق بثلاث شاحنات للإطفاء، ورجال المطافئ ومتطوعين شباب يسارعون الزمن للسيطرة على حريق شب في محل لبيع المواد الغذائية الطبيعية، في المقابل، تولى مسؤولون أمنيون كبار، يتزعمهم حبيب خراف رئيس المنطقة الأمنية أنفا والعميد محمد العزوزي العميد المركزي، الإشراف على كل صغيرة وكبيرة، كما استنفر الحريق رئيس مقاطعة أنفا الذي حضر للوقوف على المستجدات ومؤازرة الجميع. النجاة من كارثة كان الوضع عاديا داخل المحل التجاري، قبل أن يشرع مستخدموه زوالا في مغادرته وهم يصرخون طالبين النجدة، إذ اندلعت النيران في غفلة عنهم، وانتشرت بشكل مخيف في المحل، مستغلة وجود كميات كبيرة من المواد القابلة للاشتعال، مهدت لها الطريق لتغزو كل مرافق المحل. تطوع شباب من الحي لإخمادها إلى أن حل رجال الوقاية المدنية على متن ثلاث شاحنات للإطفاء، فسارعوا إلى دخول المحل وإخراج قنينات غاز من الحجم الكبير أولا، كانت النيران في الطريق إليها، ما كان سينتهي إلى كارثة لو انفجرت جميعها. بعدها سارع رجال الإطفاء لإنقاذ ثلاثة مستخدمين حاصرتهم النيران، اثنان تم إخراجهما ونقلهما إلى المستعجلات، في حين ظل الثالث، وهو من دول جنوب إفريقيا، محاصرا في غرفة. أسباب اندلاع الحريق ما زالت مجهولة، رغم وجود فرضية وقوع تماس كهربائي، وهو اللغز الذي ستعمل الشرطة العلمية التي حلت بالمكان على حله. تسبب الحريق في هلع كبير لدى قاطني العمارة التي يوجد بها المحل والسكان المجاورين، إذ عانوا الأمرين بسبب الدخان الكثيف الذي غزا شققهم واجبر العديد منهم على المغادرة خوفا على حياتهم، كما كانت أيدي الجميع، سيما مستخدمي المحل التجاري، على قلوبهم بعد أن حاصرت النيران زميلا لهم من دولة جنوب الصحراء، إذ رغم أن أخبارا تفيد أنه فارق الحياة، إلا أن أملهم كان كبيرا بالخروج سالما من محنته. حرب مع النيران أول ما يثير الملاحظة، استعانة رجال الإطفاء بقنينات أوكسجين عديدة، ما يوحي أن إخماد الحريق سيما داخل المحل ضرب من المستحيل بدون هذه الوسائل، وقد تكلفهم أي هفوة، حياتهم بسبب الغازات السامة الناتجة عن الحريق، وفعلا صدق حدسهم، إذ كانت البداية مع رجل إطفاء خرج من المحل منهك القوى، وجلس على الأرض إذ وجد صعوبة في التنفس وعانى ألما في عينيه، فأسرع زملاؤه لإسعافه، قبل أن يتولى آخرون نقل شاب تطوع في عملية الإنقاذ مغمى عليه على متن سيارة إسعاف، بعدما خنقته الأدخنة. هذه الحادثة، دفعت رجال الإطفاء والأمنيين إلى مطالبة شباب تطوعوا لإخماد الحريق بالمغادرة في الحال، خوفا من أن يلقوا مصير زميلهم، كما أجبروا المواطنين على الابتعاد. المـــتـــاهــــة كانت معركة رجال الإطفاء من رتب عليا ودنيا، تهدف إلى الوصول إلى غرفة في "السدة" بالمحل، قال مستخدمون إن زميلا لهم عجز عن مغادرتها، بعد أن حاصرته النيران. عن بعد تشعر كأن رجال الإطفاء يخوضون معركة حامية الوطيس مع عدو مجهول، إذ تحصنت النيران في "السدة"، وبعد كل فترة يخرج أحدهم ليستنشق الهواء، ويعود لمواصلة المعركة. كانت "السدة" بمثابة متاهة، إذ كلما نجح رجال الإطفاء في إخماد النار في غرفة فيها رغم كثافة الدخان السام، اكتشفوا أنها تؤدي إلى غرفة أخرى، فيكابدون لإخماد نيرانها، ليجدوا مجددا أنها بدورها تؤدي إلى غرفة ثالثة. استمرت معركة إخماد النيران ساعة من الزمن، وبعدها نجح رجال الإطفاء في الوصول إلى مكان الضحية الذي فارق الحياة مختنقا، فتم إخراج جثته ووضعها في سيارة الوقاية المدنية، في موقف أثار حزن زملائه في العمل وأقاربه، الذي التمسوا مرافقة جثته، لكن تم منعهم.

فاجعة في حريق بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحت الدف

سلفيون "يجاهدون" ضد الرسوم المتحركة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات