الإبداع لا يجب أن يخضع لمنطق رأس المال

العلمي الخلوقي مدير الإنتاج والبرمجة بـ"دار البريهي" قال إن توقف الإنتاج الخارجي لسنتين أثر على مردود التلفزيون قال العلمي الخلوقي إن توقيف الإنتاج الخارجي للتلفزيون المغربي لمدة فاقت سنتين، كان له أثر سلبي على جميع مكونات العملية الإنتاجية. وأوضح المدير المركزي للإنتاج والبرمجة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، في حواره مع "الصباح"، أن هذه الوضعية جعلت الشركة تضطر إلى بث برامج معادة في غياب إنتاجات جديدة، وفي انتظار إعداد أخرى، وأنه من المتوقع أن يطول أمد هذه الوضعية لفترة أخرى بحكم المدة الزمنية التي تستغرقها العملية الإنتاجية بخصوص البرامج الجديدة، مع ما يستتبع ذلك من وقت آخر تحتاجه تلك البرامج لتصبح مواعيد قارة . كما تحفظ الخلوقي بشأن تطبيق طلبات العروض في مجال الإنتاج الدرامي خاصة في الشق المتعلق بالجانب الإبداعي معتبرا أن" الإبداع والابتكار لا يجب أن يتحكم فيهما رأس المال وهاجس الإنتاج"، كما كشف الخلوقي عن جديد الشبكة البرامجية للقناة الأولى التي تعززت بأكثر من عشر برامج جديدة. في ما يلي نص الحوار: ماهي الأسباب التي جعلت وتيرة الإنتاج الخارجي تتوقف لحد الساعة؟ ألم يؤثر ذلك على تطبيق الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لدفاتر التحملات خاصة في ما يتعلق بالشبكة البرامجية؟ أولا في ما يتعلق بالأسباب التي جعلت وتيرة الإنتاج الخارجي تتوقف كما قلت لحد الساعة، اسمح لي أن أوضح لك أن الإنتاج الخارجي ليس متوقفا حاليا لمعطى بسيط، وهو أن مجموع الشركات التي حصلت على برامج من خلال طلبات العروض السابقة، أقصد هنا خارج رمضان، هي الآن في مرحلة الإعداد ومنها ما بدأ التصوير، وكما هو معلوم فإن عملية إنتاج البرامج أو الأعمال الدرامية باختلاف أنواعها تتطلب وقتا طويلا للمرور عبر جميع مراحل العملية الإنتاجية، وهذا الأمر هو الذي يفسر التوقف الذي عرفته عجلة الإنتاج.من جهة أخرى وجوابا على الشق الثاني من سؤالكم والمتعلق بتطبيق دفاتر التحملات وتأثيرها على الشبكة البرامجية، فكل المتتبعين وقفوا على التفاصيل والمراحل التي مرت منها عملية إقرار وتطبيق دفاتر تحملات الجديدة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بنسختيها الأولى والثانية، أضف إلى ذلك قرار توقيف عقود برامج التدفق السابقة قبل الحسم في برامج جديدة، إلى جانب المسطرة الطويلة التي تسلكها عملية انتقاء برامج الإنتاج الخارجي عبر طلبات العروض، كل ذلك تطلب ومازال يتطلب وقتا طويلا. إن توقيف الإنتاج الخارجي لمدة تجاوزت سنتين باستثناء رمضان 2013 وثلاثة أشهر لبرامج التدفق كان له الأثر السلبي على جميع مكونات العملية الإنتاجية. لماذا تأخرت عملية بدء إنتاج الأعمال التي قبلتها لجنة انتقاء المشاريع بالشركة ؟ ألم يؤثر هذا التأخير على جودة الأعمال التي ستقدم خلال شهر رمضان المقبل؟ ليس صحيحا أن هناك تأخيرا في ما يخص عملية انطلاق إنتاج الأعمال التي سبق للجنة انتقاء المشاريع أن قبلتها، إذ بمجرد صدور النتائج النهائية لطلبات العروض، باشرت المديرية المركزية للإنتاج والبرامج بعقد اجتماعات مطولة ومستمرة لحد الآن لتنفيذ إنتاج هذه البرامج، فهناك مجموعة من الأعمال تم الشروع في تصويرها وأخرى صورت نهائيا ( مثلا 5 أفلام تلفزيونية من أصل 7 ثم تصويرها فعلا) لكن الذي لا ينتبه له الكثيرون أن عملية الإنتاج ليس بالعملية السهلة، فهي معقدة وطويلة ممتدة في الزمان والمكان، وإنتاج برنامج حتى ولو كان بسيطا يتطلب زمنا للإعداد والتصوير والمونتاج قبل المرور لعملية البث.لكن تجب الإشارة أن الانطلاقة الحقيقية لعملية تنفيذ الإنتاج تنطلق بعد الإعلان النهائي لنتائج طلبات العروض المؤطرة للإنتاج الخارجي. بصيغة أوضح أن المدة التي تستغرقها هذه العملية والتي يمكن تحديدها في ثلاثة أشهر تقريبا، يمكن احتسابها في مرحلة ما قبل الإعداد للإنتاج. ما هي الحلول التي اعتمدتها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة للحفاظ على المشاهد المغربي خلال الفترة التي كانت فيها قنواتها تركز على الإعادات في ظل توقف الإنتاج؟ طوال السنوات الماضية عملت الشركة على تخصيص مواعد قارة ومستمرة في الزمان من خلال شبكتها المرجعية سواء تعلق الأمر بالأعمال الدرامية أو البرامج، وفعلا تراكمت ومن خلال عمل مستمر مواعد متميزة في شبكتنا المرجعية، منها هو قار ومستمر على مدار السنة، ومنها ما هو موسمي. وفي هذا الإطار يمكنني أن أستحضر مجموعة من الإنتاجات الضخمة التي قدمتها القناة الأولى وحققت نسب مشاهدة عالية مثل برنامج تلفزيون الواقع "للا العروسة" أو "كوميديا". كما أن هناك مواعد قارة كما قلت طيلة السنة مثلا تخصيص يوم الاثنين للدراما الوطنية والثلاثاء للبرامج السياسية والجمعة للأفلام التلفزيونية، ثم السبت للسهرة الفنية والأحد لبرامج التحقيق والبرامج الوثائقية. لكن ما حصل خلال فترة التوقف الذي عرفه الإنتاج الوطني في الفترة الأخيرة والتي تجاوزت سنتين، للأسباب التي تطرقنا إليها سالفا، هذه الوضعية لم تسمح لنا بالاستمرار في هذا التوجه، على اعتبار أننا أصبحنا مضطرين لبث برامج سبق أن بُثت في غياب إنتاجات جديدة. هذه الوضعية ستستمر بالنظر إلى المدة الزمنية التي ستستغرقها العملية الإنتاجية بجميع مراحلها بالنسبة إلى البرامج الجديدة، مع الإشارة إلى الوقت الذي ستحتاجه هذه البرامج لتصبح مواعد قارة بالنسبة إلى المشاهد. مديرية الإنتاج ستدخل تجربة إنتاج الدراما داخليا لماذا لا تراهن الشركة على خوض تجربة الإنتاج الذاتي على مستوى الدراما؟ بداية ما سميته بالإنتاج الذاتي أو الإنتاج الداخلي ليس بالأمر الجديد على الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، فلنا تجارب كبيرة ومتعددة في هذا المجال، قبل أن نتحول إلى وضعية الشركة الوطنية. وبالنظر للأمور المتعلقة بما هو إداري وقانوني وكذلك ما يتعلق بالإمكانيات البشرية، أصبح من الصعب الاعتماد فقط على الإنتاج الداخلي، فيما يتعلق بالمنتوج الدرامي، هذا دون إغفال أن إنتاج البرامج داخليا استمر طيلة هذه السنوات.من جهة أخرى أريد أن أوضح شيئا مهما في ما يتعلق بالإنتاج المشترك، الذي عملت عليه الشركة الوطنية طيلة السنوات السابقة، والذي أنتج برامج ضخمة وكبيرة، فالإنتاج المشترك يستوجب مساهمة الشركة المنفذة للإنتاج وكذلك مساهمة الشركة الوطنية في جميع مراحل العملية الإنتاجية، ووضع جميع الإمكانيات المادية والتقنية والبشرية لتنفيذ الإنتاج، بصيغة أخرى فالإنتاج المشترك يمكن اعتباره جزءا من الإنتاج الداخلي، على اعتبار أن الطاقات والإمكانيات الداخلية ساهمت وبشكل مباشر في إنتاج هذه الأعمال، وهي في غالبيتها ضخمة أو درامية لم يكن من المستطاع إنتاجها، لولا تضافر جهود الشركات المنفذة للإنتاج والإمكانيات الداخلية.أما في ما يخص إنتاج الدراما داخليا، يمكن أن أقول لك إننا بصدد ذلك، لكن الأمر ليس بالسهل أو اليسير، فلا بد من الإعداد الجيد ومعالجة جميع المشاكل والعوائق التي يمكن أن تواجه المشروع، لكن في القريب العاجل ستدخل مديرية الإنتاج في هذه التجربة. كيف ستتعاملون مع شراء حقوق الإنتاج الجاهز للبث، وما هو السند القانوني لشراء هذه الأعمال؟ أولا شراء البرامج الجاهزة من الشركات الوطنية لا يسمح به دفتر التحملات، على اعتبار أنه من الضروري أن يمر عبر طلبات العروض، باستثناء الإنتاج السينمائي الذي ما زال في إمكاننا شراء حقوق بث الأعمال السينمائية الوطنية. وفي ما يتعلق بشراء حقوق بث الإنتاجات المستوردة فنحن في انتظار الإجراءات التي يستوجب العمل بها في هذه العملية.لكن أريد أن أوضح موضوعا مهما جدا في ما يخص نقطة عملية شراء حقوق الإنتاجات المستوردة الجاهزة للبث. حقوق هذه الأعمال تكون في الغالب لدى شركة معينة استطاعت الحصول على حقوق بث عمل ما، وبالتالي فإذا كنا في حاجة إلى شراء الحقوق فنحن مضطرون للتعامل مع هذه الشركات، فكيف بإمكاننا أن نطلب من العديد من الشركات أن تأتي لنا بحقوق عمل ما في الوقت الذي نعرف مسبقا أن شركة واحدة هي التي تملك حقوقه. الملاحظ أنه لم تطبق العديد من بنود دفتر التحملات، خاصة في ما يخص القناة الثقافية وقناة الطفل والقناة المغربية وغيرها. ما هي الأسباب؟ وما هي مسؤولية الشركة في هذا التأخير؟ كان من المفروض أن تنطلق قناة "الأسرة والطفل " في يونيو 2013 حسب دفتر التحملات. فالمطلوب تقوية وترسيخ القنوات الموجودة استعدادا لمواجهة دخول قنوات مغربية خاصة على المدى المنظور مجال المنافسة. عموما هناك تغييرات كثيرة تهم القنوات مثل "الثقافية"، و"الأمازيغية" ، و"العيون" دون الحديث عن "المغربية" ، هذه الأخيرة مطلوب منها أن تكون إخبارية بلغات أربع. كل هذا وذاك مرتبط بعقد البرنامج، غير الجاهز لحد الآن. الإنتاج الدرامي يتقاطع مع السينمائي هل يمكن أن نتحدث عن واقعين مختلفين للدراما في الشركة، قبل وبعد إطلاق طلبات العروض؟ واقع الدراما المغربية لا يمكن أن نربطه بمرحلة تطبيق دفاتر التحملات من عدمها، فالموضوع أكبر من ذلك بكثير ويتعلق بمجموعة من المسائل المتداخلة والمتشعبة التي تتحكم في العملية الإنتاجية، فالإنتاج الدرامي وعلى خلاف إنتاج البرامج يرتبط بمجالات إبداعية تلتقي في نقاط كثيرة مع الإنتاج السينمائي المغربي، وإذا ما أردت أن تعرف واقع الإنتاج الدرامي يمكنك أن تقارنه بواقع الإنتاج السينمائي. إن الإنتاج الدرامي الوطني مر من العديد من المراحل المتلاحقة أسست لما نحن فيه اليوم، وتطبيق طلبات العروض في المجال الدرامي قد يكون أكثر إمكانية وذا جدوى من جانب إنتاج البرامج، لكن مع الكثير من التحفظات في ما يخص الجانب الإبداعي في العملية، بمعنى آخر كيف يمكن أن نختار في أفكار وإبداع إنساني يشترط فيه بالأساس الاختلاف والتميز، كذلك كيف بالإمكان الحديث عن تكلفة الإنتاج بالاعتماد على الاقتراح الأدنى الذي تقدمه الشركة المنفذة للإنتاج، والمشاريع لا تتشابه، ولا يمكن أن نقارن بينها لنختار من اقترح أقل تكلفة للإنتاج.أعتقد أنه يجب أن تتم إعادة النظر في الموضوع برمته على أساس أن مسألة الإبداع والابتكار لا يجب أن يتحكم فيها رأس المال أو هواجس الإنتاج، وإلا، فإننا نضع العربة أمام الحصان. المعقول والأساسي أن يتم مبدئيا الاتفاق والتراضي على جل الجوانب المتعلقة بالعملية الإبداعية، قبل المرور إلى مرحلة التكلفة المادية وطريقة تنفيذ الإنتاج، وهنالك فليتنافس المتنافسون. بـرامـج ترى النـور على الأولـى شرعت القناة "الأولى" في تصوير عدد من البرامج التي ستبث قريبا على شاشتها، ضمن تصور جديد لإنتاج البرامج الداخلية.وتتوزع هذه البرامج بين مختلف المجالات تترواح بين الشأن الثقافي والفني والمرأة والطفل والمؤسسات السياسية والدستورية والكبسولات اليومية.ومن بين البرامج التي سترى النور قريبا هناك برنامج "تغريدة" وهو عبارة عن برنامج حواري أسبوعي واحتفالية فنية تلقي الضوء على أقوى الأسماء الفنية حضورا في مجال الموسيقى والغناء من جيل الشباب. البرنامج تقدمه نبيلة كيلاني. وهناك برنامج نسائي أسبوعي يعنى بقضايا المرأة بعنوان "متألقات" من إعداد وتقديم أسماء الفاسي، إضافة إلى برنامج "مجمع الاحباب" وهي فقرة نصف شهرية تهدف إلى تكريم رواد الأغنية المغربية ورموزها الذين أثروا في المشهد الغنائي المغربي العصري منه وكذلك الشعبي والأمازيغي وظاهرة المجموعات الغنائية. ومن البرامج التي تم إعدادها كذلك هناك كبسولة يومية بعنوان "آش خباركم" من إعداد رشيد حمان وتقديم محمد رضا الكردي، إضافة إلى برنامج ثقافي أسبوعي بعنوان "صدى الإبداع" وهو يدخل أيضا في صنف المجلة، يسعى إلى تسليط الضوء على ما يروج في الساحة الوطنية من نشاط ثقافي وفني يشمل كل أشكال الإبداع من أدب ومسرح وسينما وتلفزيون وتشكيل وغيرها، ويتم تصريف مضمون البرنامج اعتمادا على أسلوب الحواري التفاعلي المرفوق في بعض الأحيان بروبورطاجات مصورة، ويتكلف بالتنشيط مقدم رئيسي مرفوقا بمنشطين مساعدين، يتناوبون على تنشيط الفقرات حسب طبيعة اهتماماتهم. ثم البرنامج الشهري "في الصميم" عن المؤسسات الذي يعده ويقدمه محسن بنتاج وهو برنامج حواري يعرّف بالمؤسسات الدستورية والدور الذي تقوم به في رسم السياسة الحكومية، إذ يستضيف في كل حلقة مسؤولا عن هذه المؤسسة ويحاوره في مواضيع لها علاقة بالقطاع الذي يشرف عليه. أما بالنسبة إلى الأطفال فقد خصصت لهم فقرة أسبوعية بعنوان "بغيت نكون"، بينما خصص برنامج لمواكبة جديد المجال المسرحي بعنوان "أنفاس مسرحية" وهي مجلة تلفزيونية شهرية من إعداد عبد الواحد عوزري، إضافة إلى برنامج "شاشات" وهو برنامج أسبوعي من إعداد عبد الإله الجوهري ويواكب مستجدات عالم الفن والإبداع السينمائي، من مهرجانات ، ومنتديات، وملتقيات وكل ما يتعلق بعالم الفن السابع، كما تسلط الضوء على كل الإنتاجات الدرامية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. وفي السياق نفسه تتعزز الشبكة البرامجية للقناة الأولى ببرنامج آخر جديد بعنوان "كواليس تي في" الذي يسلط الضوء على مختلف البرامج التي تقوم الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بإنتاجها. وفي كل حلقة يقوم البرنامج بتقديم ثلاثة برامج مختلفة عن طريق حوار مع مخرجين، ومحررين رئيسيين، وممثلين وطاقم تقني وفني. عزيز المجدوب

الإبداع لا يجب أن يخضع لمنطق رأس المال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إهمال دوالي الساقين يؤدي إلى جلطات في الرئة

حجز 22 ألف علبة من السجائر بتازة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات