حفل لاستعادة روائع أيقونة الغناء المغربي اليهودي بالبيضاء احتفت جمعية "نغم"، مساء الأحد الماضي، بالفنانة المغربية الراحلة زهرة الفاسية، ضمن حفل غنائي احتضنه المتحف اليهودي المغربي بالبيضاء. الحفل الذي نظم بشراكة مع مؤسسة "التراث الثقافي اليهودي المغربي"، عرف مشاركة مجموعة من الأسماء الفنية التي استعادت ريبيرتوار أيقونة الغناء اليهودي المغربي، منهم الفنان والباحث الموسيقي عبد الله بنشرادي رفقة كورال "نغم"، والفنانة دليلة مكسوب. وفي سياق متصل قالت نهاد الصنهاجي، رئيسة جمعية "نغم"، إن الحفل يندرج في إطار حرص الجمعية على الاهتمام والتعريف أكثر بالفن الطربي خاصة المغربي، ومن خلاله تسليط الضوء على شخصيات فنية بصمت المشهد التراثي المغربي". وأضافت الصنهاجي "اخترنا تكريم الراحلة زهرة الفاسية التي اهتمت بمجموعة من الفنون، منها الملحون والغرناطي والشكوري، والتي تركت بصمتها إلى اليوم في الساحة الفنية والثقافية المغربية". وتعد الفنانة زهرة الفاسي (1900 ـ 1995) واحدة من أقدم الأصوات المغربية التي حفظتها لنا التسجيلات القديمة، منذ عشرينات القرن الماضي، إذ سجلت أولى أغانيها لدى أشهر الشركات الرائدة في ذلك الوقت مثل "باتي" و"غراموفون". وتتحدر زهرة الفاسية، من منطقة صفرو وهناك فتحت عينيها على ما يعج به محيطها من أهازيج وأنماط غنائية مختلفة، منها الملحون و"الشكوري" و"الغرناطي" و"التلمساني" والمرددات الشعبية. برز اسم زهرة الفاسية أكثر خلال مرحلة الثلاثينات، وبإطلالة بسيطة على مجموعة من الأغاني التي اشتهرت بصوتها خلال الثلاثينات والأربعينات، مثل "عيطة بيضاوية" و"عيطة مولاي إبراهيم" و"مبروك عرسكم" والعديد من قصائد العلمي أشهرها "المكناسية" لشاعر الملحون قدور العلمي، أو "الجار" لإدريس بن علي، ويتبين أن العديد من أغاني هذه المرحلة عبارة عن قطع تراثية أعادت تقديمها بأسلوبها الخاص. لكن المستمعين وعشاق الموسيقى اليهودية المغربية الأصيلة، يحتفظون لها بالعديد من القطع التي ارتبطت فقط باسم زهرة الفاسية مثل "زاد علي الغرام" و"يا وردة" و"شعلت النار" و"سعدي ريت البارح" و"الغربة" ثم "حبيبي ديالي فين هو" التي تغنت بها العديد من الأصوات الغنائية المغربية. قضت زهرة الفاسية بالمغرب أزيد من خمسة عقود، تنقلت فيها بين العديد من المدن المغربية، بعد فاس التي ترعرعت بها، ثم الرباط خلال الأربعينات لفترة قصيرة، قبل أن تحط الرحال بالدار البيضاء قبل أن تقرر الانتقال إلى فرنسا وبعدها إلى فلسطين/ إسرائيل سنة 1964، وبقيت هناك إلى أن توفيت. عزيز المجدوب