fbpx
حوادث

طبيبان مزيفان يحرمان مغاربة من “هوليود سمايل”

انطلاق محاكمتهما بفرنسا وعملياتهما الجراحية تسببت في مضاعفات صحية خطيرة

انطلقت في مارسيليا الفرنسية محاكمة طبيبي أسنان مزيفين، أغلب ضحاياهما مغاربة، أوهماهم بإجراء عمليات جراحية للحصول على ابتسامة «هوليود سمايل»، قبل أن يتسببا لهم في مشاكل صحية وصفها المحققون بـ «الخطيرة».

وقدرت السلطات الفرنسية عدد ضحايا الطبيبين بـ 322 شخصا، أغلبهم من المغاربة، الذين تم استدراجهم عن طريق وسطاء، يتكلفون باستقطاب الراغبين في العلاج بين أوساط المهاجرين المغاربة، بدعوى الحصول على ابتسامة «هوليود سمايل» بأرخص الأسعار، إلا أن جل عملياتهما الجراحية كانت فاشلة، وتسببت في مضاعفات صحية خطيرة.

وكشفت التحقيقات الأمنية أن الأمر يتعلق بأب (70 سنة) انتحل صفة طبيب أسنان، ونجله البالغ من العمر 41 سنة، اللذين تخصصا في النصب والاحتيال على الضحايا، مشيرة في الوقت نفسه، إلى أنهما اكتريا شقة في أحد الأحياء القريبة من تجمعات المهاجرين السكنية، وظلا، مدة طويلة، يستقبلان الضحايا ويرتبان مواعيد إجراء العمليات الجراحية، حسب ما أكده المتضررون أمام هيأة المحكمة، التي شهدت جلستها الأولى فوضى وتبادل السباب، ما دفع رئيستها إلى التدخل وتأجيلها، علما أن الضحايا ينتظرون الحصول على تعويض مالي لإصلاح «أخطاء» الطبيبين المزيفين.

ولم يكتف المتهمان بإجراء العمليات الجراحية، بل احتالا على الضمان الاجتماعي، ما تسبب في خسائر مالية وصفت ب»الفادحة»، الشيء الذي جعل المحققين يوجهون إليهما تهم «النصب والاحتيال والإثراء غير المشروع واستغلال الضمان الاجتماعي في عمليات احتيالية».

وتجري المصالح الأمنية تحقيقات موازية من أجل تحديد القائمة النهائية لعدد الضحايا، خاصة أنهما ظلا يمارسان نشاطهما شهورا طويلة، إضافة إلى تحديد هوية الوسطاء، الذين كانوا يتلقون عمولات مالية عن كل ضحية يسقط في شباك النصابين، علما أن بعض التحريات أكدت أن المتهمين لم يكشفا حقيقة نشاطهما الإجرامي للمتعاملين معهما، ناهيك عن إجراء تحاليل حول المواد الطبية التي كانت تستعمل في العمليات الجراحية، إضافة إلى استغلال بعض الوثائق الرسمية وتزويرها للنصب والاحتيال.

وأعاد ملف الطبيبين المزيفين قضايا نصب على المهاجرين بالطريقة نفسها إلى الواجهة، إذ سبق أن ألقت الشرطة الإسبانية القبض على طبيب مزيف، أجرى المئات من عمليات الختان لأبناء المهاجرين المغاربة، تفتقد لأدنى الشروط الصحية، بعد إيهامهم أنه طبيب جراح، قبل أن يتبين أنه صاحب شركة لنقل الأموات، وكان يشتغل مساعدا لجراح مشهور، وبعد أن أجرى لديه تدريبا لأشهر قليلة، انتحل صفته، وافتتح عيادة، مستغلا اسم الطبيب المشهور، إذ كان يجني من وراء كل عملية ختان 150 أورو، بعد أن تمكن من خداع آباء الأطفال لمدة عامين، علما أنه بدل تعقيم المعدات الطبية، كان يقوم بتنظيف آلاته في غسالة الصحون.

خالد العطاوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.