fbpx
ملف الصباح

الجفاف … فلاحون تركوا لمصير مجهول

انعدام إنتاج المحصول الزراعي بعد شح المطر أدى إلى غلاء الأعلاف ومخاطر نفوق الماشية

“مع هاد الجفاف الفلاح الصغير ليه الله”، “كيبان ليا نبيع بهيماتي ونرتاح حيت مابقيتش قاد على العلف ديالهم اللي غالي بزاف”،….من بين الهواجس التي سيطرت على تفكير الفلاحين المغاربة، خاصة منهم الصغار ذوي الإمكانيات المحدودة، بعد تأخر هطول الأمطار هذا الموسم وضعف تساقطاتها، التي ظهرت في البداية قبل أن تنقطع.
وتسبب انحباس التساقطات المطرية في تأزيم وضعية الفلاحين الصغار، فإضافة إلى انعدام إنتاج المحصول الزراعي لهذا الموسم، وجدت هذه الفئة المغلوبة على أمرها، نفسها تواجه مأزقا آخر، يتمثل في كيفية تدبير تربية الماشية أمام غلاء أثمنة الأعلاف، وساهم في ارتفاع أثمنتها غياب الكلأ بالأراضي، الفلاحية أو ما يطلق عليه “حطة الكسيبة”.
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فقد وجد الفلاحون الصغار الذين ينتمون إلى المناطق التي تعتمد على التساقطات المطرية وليس السقي، أنفسهم يواجهون شبح نفوق ماشيتهم أمام غياب دعم يسد حاجياتهم التي لا غنى عنها، بعد أن استنفدوا كافة المحاولات التي تتمثل في صرف المدخرات وكذا الاقتراض من أفراد العائلة، في حين اختار عدد آخر تطبيق حكمة “اللهم نص خطية ولا خطية كاملة”، باللجوء إلى بيع عدد من الأبقار والأكباش بثمن أقل، مقابل اقتناء ما يخص من مواد العلف لإنقاذ باقي القطعان، التي تنتظر من يسد رمقها وينقذها من نفوق محقق في ظل ظهور موسم الجفاف، الذي أدى إلى خروج تجار الأزمة من جحورهم لتحقيق الربح السريع برفع أثمنة الأعلاف من شمندر و”سيكاليم” ونخالة وشعير، بل امتد لهيب الأسعار ليشمل التبن والفصة وغيرها.
ومن أوجه المعاناة الأخرى، التي تستوجب دق ناقوس الخطر قبل فوات الأوان، الوضعية المقلقة لمنتجي الحليب، الذين تم تجاهل مطالبهم الرامية لإنقاذ منظومة الإنتاج من انهيار محقق.
ويأتي غرق منتجي الحليب والمنتجات الفلاحية نتيجة لجوء المصنعين إلى استيراد الحليب المجفف، وفرض “كوطا” على المنتوج الوطني، وتدني ثمن اقتنائه من المنتجين، ما تسبب في إغلاق عدد كبير من التعاونيات والجمعيات، إذ اضطرت مجموعة من الكسابة إلى ترك مجال تربية الأبقار الحلوب، الأمر الذي تسبب في ضياع ثروة حيوانية تعد من ركائز الاقتصاد الوطني.
ومن العوامل التي ساهمت في بروز وضعية شح الحليب، غلاء الأعلاف وتدني ثمن اقتنائه من المنتجين، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ظهور أزمة كبيرة في تزويد الأسواق خلال الأشهر القليلة المقبلة، خاصة أننا على أبواب شهر رمضان الذي يجعل من الحليب مادة أساسية على مائدة الإفطار.
وأمام هذا الزخم من المشاكل المتواترة، طالب الفلاحون الصغار بإنقاذهم من إفلاس محقق، معربين عن آمالهم في أن تكون هناك التفاتة من الملك محمد السادس لانتشالهم وماشيتهم من براثن الضياع، بعد أن اختارت القطاعات الحكومية والبنوك التنكر لهم وتفضيل الفلاح الكبير، تحت شعار “البقاء للأقوى”.
محمد بها


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.