القناة الإلكترونية حققت السبق وجرت أنظار العالم إلى "بئر ريان" حققت «شوف تيفي" نسبة مشاهدة متميزة، في متابعتها لأحداث سقوط الطفل ريان في البئر، واعتمدت قنوات أجنبية على النقل المباشر للقناة، الذي استبق باقي القنوات، إضافة إلى التعليق وتتبع أشغال الحفر، واستيقاء الخبر من مصادره، بعيدا عن الإشاعات التي تسربت إلى منصات أخرى. وتعاملت القناة، بطريقة مختلفة في معالجة الوقائع، واستيقاء التصريحات من أهل الضحية ريان وأقاربه، لرسم صورة تقريبية عن الملاك الذي ودعنا إلى دار البقاء، بعد أن استبشرنا خلال أيام بمقاومته وتشبثه بالحياة. كما رصدت القناة مختلف المتدخلين في عملية الإنقاذ والتي خصصت لها الدولة العدة والعتاد، وأبانت فيها عن علو كعبها، إذ أن تحرك مختلف الأجهزة، من وقاية مدنية ودرك ملكي ومسؤولين ترابيين، كان له وقع خاص على سكان المنطقة وعموم المواطنين، فكل الجهود بذلت ليل نهار، رغم الصعاب، إلى أن انتشلت جثة الطفل، ليسمح لوالديه بدفنه بعد تشييع جثمانه وسط جنازة مهيبة. نقل هذه الأطوار من قبل منصات "شوف تيفي" والتفاعل الدولي معها، يضعان الإعلام الإلكتروني أمام مهمة جديدة، تقتضي التسلح بالصحافيين المهنيين القادرين على إيصال الحقيقة، والابتعاد عن الإشاعة والتهويل، والعمل تحت عنوان القاعدة الذهبية "نقل الخبر بصدق وأمانة". كثيرة هي الأصوات التي انتقدت تغطيات قنوات للحدث، ودمجتها في سلة واحدة، لتخلط الحابل بالنابل، دون أن تكلف نفسها استقراء مضامين التغطيات المباشرة وتمييزها عن بعض، فالانتقاد البناء يساهم في صنع المشهد الإعلامي وتقويمه وللفت الانتباه إلى النقائص، سيما أن النقل المباشر يحتاج إلى دراية وإلمام وأسلوب وصفي وسرعة بديهة. ويكفي أن قناة "شوف تيفي" كانت السباقة إلى الصعود لجبال شفشاون، والوصول إلى دوار إغران. ويكفيها أيضا أنها كانت مصدر خبر للعديد من المنصات الإلكترونية والقنوات، التي التحقت بعد يوم أو يومين عن بدء تغطية "شوف تيفي"، لتصل إلى المكان وتتابع مشاهد الإنقاذ، بل حتى الوفود التي حجت إلى شفشاون، فإن العديد منها جرتها تغطية "شوف تيفي" لشد الرحال إلى دوار إغران، حيث معركة الإنقاذ كانت جارية. المصطفى صفر